-

بحث عن حياة علي بن أبي طالب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عليّ بن أبي طالب

عليّ هو الصحابيّ الجليل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، وكنيته التي كان يُعرَف بها هي أبو الحسن، كما كنّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأبي تُراب، وقد كانت ولادته قبل البعثة النبويّة بعشر سنوات، وأمّا تربيته فقد كانت في بيت النبي الكريم، ولم يُفارقه.[1]

إسلام عليّ بن أبي طالب

ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- أن عليّاً كان أول من أسلم، وقد كان إسلامه بعد إسلام السيدة خديجة رضي الله عنها، وقد ذكر محمد القرظي أن عليّاً وأبا بكر كانا أول من أسلم من الرجال، وقد أظهر الصدّيق إسلامه، بينما كتمه علي؛ بسبب خوفه من أبيه، وقد اختُلِف في عمر عليّ عند إسلامه، فرُوِي عن عروة أنه أسلم حينما بلغ ثماني سنوات، وقيل بل تسع سنوات كما ذكر الحسن بن زيد بن الحسن، وقد روى ابن جرير عن الشعبي أن عليّاً أسلم وعمره أربع عشرة سنة.[2]

صفات عليّ بن أبي طالب

الصفات الخَلْقيّة

عُرِف من صفات عليّ -رضي الله عنه- الجسدية أنّه كان أدعج العينين، حسَن الوجه كأنه البدر، عريض المنكبين، ضخم البطن، كثير شعر اللحية، أصلع قليل شعر الرأس إلا من خلفه، أغيد (مائل العنق) كأن عنقه إبريق فضة، لا يتبين عضده من ساعده كأنما أدمجت إدماجاً، وكان إلى القصر والسمن ما هو، إذا أمسك بذراع أحد من الرجال كأنّما أمسك بنفسه، وإذا مشى للحرب هرول.[3][4]

الصّفات الخُلُقيّة

اشتُهر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالشجاعة والفروسية والإقدام، وكانت له مواقف بطولية في معارك كثيرة، فقد بارز يوم بدر شيبة بن ربيعة فقتله، كما قتل يوم خيبر مَرْحَب اليهودي، ومن شجاعته كذلك نومه في فراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يوم الهجرة، وقد عُرِفَ عنه تواضعه الشديد وكريم أخلاقه، كما أتاه يوماً رجل يسأله حاجة له فطلب منه أن يكتبها على الأرض حتى لا يرى ذلّ السؤال في وجهه، وقد كان -رضي الله عنه- منصفاً ورحيماً، فقد رأى طلحة يوماً مسجى على الأرض، فمسح رأسه ولحيته، وترحّم عليه، وتمنى لو أنّه مات قبل عشرين سنة ولا يرى ذلك المشهد، وقد كان عليّ رجلاً حكيماً، وخطيباً بليغاً مُفوّهاً.[1]

واشتهر عليّ رضي الله عنه بمناقب وصفات كثيرة، فقد كان أقضى أهل المدينة، كما عُرِفَ بعلمه الغزير، حتى قال ابن عباس أنّ تسعة أعشار العلم عند عليّ، وإن شارك غيره من الناس في الربع العاشر، وذكر ابن المُسيّب أنّه ما قال أحد عبارة سلوني غير عليّ رضي الله عنه، كما شَهِدَ له بعض التابعين كعطاء بأنّه أكثر أصحاب النبيّ الكريم علماً، كما عُرِفَ عنه -رضي الله عنه- زهده الشديد، حتى إنه كان يربط على بطنه الحجر من الجوع، كما اشتُهِر بعدله وورعه.[5]

فضائل عليّ بن أبي طالب

إن لعليّ -رضي الله عنه- فضائل ومناقب كثيرة، حتى ذكر الإمام أحمد بن حنبل أن عليّاً كان أكثر من رُوِيت له فضائل ومناقب من الصحابة، ومن فضائله أنه أقرب الرجال المشهود لهم بالجنّة نسباً من رسول الله، كما عهد إليه النبيّ مرة عهداً بأنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق، وقد أخذ النبيّ بيديه يوم (غدير خم)، فقال: (ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا وليُّ من أنا مولاه، اللَّهمَّ والِ من والاهُ، اللهمَّ عادِ من عاداهُ)،[6] وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلّا غزوة تبوك، كما شهد له النبيّ الكريم يوم خيبر بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وفتح الله على يديه حصن خيبر، وهو من أصحاب بيعة الرضوان، كما إنه من البدريين، وهو زوج السيدة فاطمة ابنة نبيّ الله وسيدة نساء العالمين، كما إنه والد سبطَي النبيّ الحسن والحسين سيّدَي شباب أهل الجنة، وهو أحد الخلفاء الراشدين المهديين.[1]

استشهاد عليّ بن أبي طالب

كان استشهاد عليّ -رضي الله عنه- على يد عبد الرحمن بن ملجم، حيث تربّص به وهو خارج إلى صلاة الفجر، فضربه بسيف شحذه أربعين صباحاً، ثمّ تمكّن المسلمون من القبض على ابن ملجم، حيث أوقفوه بين يدي عليّ رضي الله عنه، فأوصاهم بقتله إن مات من هذه الضربة، وأمّا إن نجا فيكون الحُكم لعلي فيه، وحينما احتضر -رضي الله عنه- كان يكثر من قول (لا إله إلا الله)، وقد أوصى أبناءه الحسن والحسين قبل موته بعدة وصايا، منها: المحافظة على الصلاة، والزكاة، وصلة الأرحام، وتعاهد القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب ت عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، "سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.
  2. ↑ الإمام الذهبي ، "سيرة أبي الحسنين علي رضي الله عنه/من كتاب سير أعلام النبلاء "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.
  3. ↑ "تعريف ومعنى أغيد في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-1-2019.
  4. ↑ "وصف علي رضي الله عنه"، www.islamweb.net، 2012-8-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.
  5. ↑ ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة: 87، جزء: 4. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة ، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم: 94، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  7. ↑ "مقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه"، www.islamqa.info ، 2016-6-6، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.