بحث عن حقوق الجار طب 21 الشاملة

بحث عن حقوق الجار طب 21 الشاملة

الحقوق في الإسلام

لقد شرع الإسلام نظاماً فريداً، يَضمن لُحمة المجتمع الإسلاميّ، وتَراحمه، وشَرع الحقوق والواجبات بين المجتمع الإسلاميّ بتكويناته المتعددة في البيت، والأسرة، والحي، والبلد، والمدينة، والدولة بأسرها، حرصاً على المجتمع، وكل ما من شأنه أن يَضمن سعادته وتَطوّره، وذلك في حال التزام كل فردٍ من أفراد المجتمع بما عليه من حقوقٍ للآخرين، فمتى التزم كل إنسانٍ بواجباته، وأدَّاها على الوجه الصحيح يتحقق سببٌ من أهم أسباب السعادة على صَعيد الفرد والمجتمع.

حقوق الجار

جَعل الله سبحانه وتعالى للجار حُقوقاً شرعيّةً على جيرانه، فإذا التزم المسلمون بهذه الحقوق، سَادت بَينهم روح الأُلفة والمَحبة والتسامح، والتي تَصبغ المجتمع بصبغةٍ إسلاميّةٍ تُميّزه عن غيره من المجتمعات، ومن أهم حقوق الجار:[1]

فضل الإحسان إلى الجار

إنَّ أقرب الناس للإنسان وأكثرهم معرفةً به وبأحواله هم جيرانه القريبون منه سَكناً، ولا تَخفى شِدَّة حاجة الإنسان إلى جاره، وقُوة تأثير الجار في جاره، وعِظم حقه عليه، وأنّ القيام بحق الجار من أوجب الواجبات، ومن أكبر أسباب السعادة والراحة، وقد كان العرب في الجاهلية يتفاخرون بحسن الجوار، ويتفاخرون بإكرام الجار، ورعاية حقوقه، فلمّا جاء الإسلام أكّد على حق الجار، وأنّ للجار حقاً عظيماً، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ...)[8] فالله سبحانه وتعالى يوصي بالإحسان إلى الجار مهما كانت مكانته، ومهما كانت درجة قربه، ولم تحدد الآية ديناً أو لوناً أو عرقاً، بل دعت إلى الإحسان إلى الجيران، وأوصت بالجار على إطلاقه دون تحديد.[7]

أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجار كما أوصاه الله به عن طريق الوحي، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنهاـ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ)[9]

ورُوي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ جارَهُ)[10]

وهذا يَدُلّ على فَضل إكرام الجار، وعلى فَضل حسن معاملته، وأن إكرام الجار وحُسن معاملته صفاتٌ تَدُل على كمال الإيمان وتمامه.[11]

أصناف الجار

عند النظر في تصنيف الجار، يُنظر إلى الجار من عدّة جهات، وهي:

فالجار المسلم الذي يرتبط بجاره بصلة قُربى، وقريبٌ من حيث السكن لجاره، له ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق المسلم، وحق القُربى.أما الجار المسلم القريب في السكن وليس من ذوي القُربى له حقان: حق الإسلام، وحق الجوار.والجار غير المسلم وليس من ذوي القُربى له حقٌ واحدٌ وهو حق الجوار.[12]

المراجع

  1. ↑ عابد بن عبد الله الثبيتي (20-10-2013)، "حقوق الجار"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2017.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2560، صحيح.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2550، صحيح.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 45، صحيح.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1609، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4761، صحيح.
  7. ^ أ ب زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ) (1422هـ - 2001م)، جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم (الطبعة السابعة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 349، جزء 1.
  8. ↑ سورة النساء، آية: 36.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6014، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي شريح العدوي الخزاعي الكعبي، الصفحة أو الرقم: 6019، صحيح.
  11. ↑ محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين المقدسي الرامينى ثم الصالحي الحنبلي (المتوفى: 763هـ)، الآداب الشرعية والمنح المرعية (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 16، جزء 2.
  12. ↑ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ) (1420هـ -2000 م)، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (الطبعة الأولى)، السعودية: الرسالة، صفحة 177.