-

علامات قبول الصيام والقيام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التهاون بعد رمضان

جرت العادة عند كثيرٍ من المسلمين بقضاء معظم أوقاتهم في رمضان بالعبادة، وبمجرّد انتهائه يبدأ الاجتهاد في العبادة يقلّ تدريجياً، ومنهم من يقصّر ويفرّط بعد شهر رمضان، والله يقبل العبادة والطاعة من عباده في أي شهر، ويغضب عمّن عصاه في أي وقت، والسعادة الحقيقية تكون حين يطول العمر بالعمل الصالح، ودوام الطاعة مع اختلاف الزمان والمكان، وذلك من أعظم الأدلّة على القبول والاستقامة، حيث إنّ انقضاء شهر رمضان لا يعني أنّ الصيام في غيره من الشهور غير مشروع، فقد سنّ رسول الله مجموعةً من الأيام التي يُستحب الصيام فيها، وأحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن كان قليلاً.[1]

علامات قبول الطاعات

بعد كل طاعةِ سواء كانت صياماً أو قياماً، لا بدّ من تأمّل هذه الطاعة إن كانت مقبولةً عند الله -تعالى- أو لا، وحتى يكون العمل مقبولاً عند الله -تعالى- لا بدّ من توفّر بعض العلامات فيه، وفيما يأتي بيان لها:[2]

  • عدم الرجوع إلى المعصية بعد القيام بالطاعة، لما يترتّب على الرجوع إلى الذنب من المقت والخسران.
  • الخوف من عدم قبول الطاعة، فالله -عزّ وجلّ- غنيٌ عن عبادات عباده وطاعتهم، فقال: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)،[3] والمؤمن مع شدّة إقباله على الله إلا إنّه يبقى وجلاً خائفاً من عدم قبول الله لعبادته، فيُظهر الافتقار لله تعالى، ويدعوه دائماً أن يتقبّل منه.
  • التوفيق إلى أعمالٍ صالحةٍ بعدها، فمن علامات قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، والتوفيق إلى طاعةٍ أخرى، وفيه أنّ من علامات قبول صيام رمضان، صيام ستة من شهر شوال.
  • استصغار الطاعة وعدم العجب بها، فالعبد مهما قام بالطاعات فإنّه لا يؤدّي شكر ما أنعم الله عليه من النعم، ويعدّ استصغار الطاعة من صفات المخلصين.
  • حب الطاعة وكره المعصية، فيحبّب الله الطاعة لقلب عبده، ويجعله يأنس بها ويطمئن إليها، ويكره المعصية ويدعو الله دائماً أن يبعده عنها.
  • حب الصالحين وأهل الطاعة، وكره المعصية.
  • كثرة الاستغفار، فإنّ الكثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ فيها أن يختمها العبد بالاستغفار، فأهل القيام يختمون قيامهم بالاستغفار، لقوله تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[4]

فضائل الصيام

يعدّ الصيام ركنٌ من أركان الإسلام التي لا يكتمل إسلام المرء إلا بها، وقد كتبه الله -تعالى- على المسلمين كما كتبه على الأمم من قبلهم، حيث يمتنع فيه المسلم عن جميع المفطّرات من طلوع الشمس إلى غروبها، وتكون نيّته في ذلك هي التعبّد لله تعالى، وثواب الصيام عند الله غير محدودٍ، فبه تُغفر الذنوب، والصيام وقايةٌ لصاحبه من النّار، واستحقاق دخول الجنة من الباب الذي أعدّه الله بشكلٍ خاص لعباده الصائمين، وللصيام فضائلٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيان لبعض هذه الفضائل:[5]

  • إضافته لله تعالى، وذلك من عظم قدره وتشريفه، فكل ما يعمل العبد من العبادات يكون له، إلا الصيام؛ فإنّه لله تبارك وتعالى.
  • أفضل الأعمال عند الله -تعالى- هو الصيام، وهو من الأعمال الصالحة التي لا يعادلها عمل آخر.
  • الصيام وقايةٌ في الدنيا من الوقوع في المعاصي والشهوات، وفي الآخرة من العذاب.
  • تحقيق أجر الصبر بالصيام؛ فإنه يتضمّن أنواع الصبر الثلاثة؛ الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله.
  • تكفير الله -تعالى- لذنوب وخطايا الصائم.

فضائل القيام

قيام الليل من أفضل العبادات التي ترفع الدرجات عند الله، وتكفّر السيئات، وتزيد الحسنات، وتقرّب من الله،[6] وقيام الليل دأب الصالحين، وطريقة الموفّقين لطاعة الله عزّ وجلّ، وهو سنّةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أحياها فقد أحيا الله نور قلبه وبصيرته، وثبّت أقدامه، ومن حُرِم منها فقد حُرِم الخير الكثير، وقد جاءت الأدلّة الشرعية من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة في بيان ذلك، فقد قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[7] وإنّ أفضل صلاةٍ بعد صلاة الفرض هي صلاة الليل.[8]

شروط الصيام

يشترط في الصيام عدّة شروطٍ منها؛ الإسلام؛ فالكافر لا يلزمه الصوم، وإن صام لا يُقبل منه، ولا يلزمه قضاؤه إن أسلم، لكنّه مع ذلك معاقبٌ على ما ترك من الشرائع؛ لأنّه مخاطبٌ بأصول الإسلام وفروعه، ويُشترط البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصغير حتى يبلغ، والعقل؛ حيث إن المجنون لا يجب عليه الصيام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفع القلم عن ثلاثةٍ: عن المجنون المغلوب على عقله حتَّى يُفيق، وعن النَّائم حتَّى يستيقظ، وعن الصَّبي حتى يحتلم)،[9] وعليه فلا يلزم قضاء اليوم الذي حصل فيه الجنون، وإن أفاق المجنون أثناء نهار رمضان فعليه أن يمسك بقيّة اليوم، فلا يفطر لأنّه صار من أهل الوجوب.[10]

شروط صلاة الليل وأفضل وقت لها

يُشترط في صلاة قيام الليل ما يشترط في جميع الصلوات من الشروط، وهي الطهارة، سواء كانت من الحدث الأصغر أو من الحدث الأكبر، وطهارة الثوب من النّجاسة، والبدن أيضاً، والمكان، وستر العورة، واستقبال القبلة، وأداء الصلاة في وقتها، حيث يبدأ وقت صلاة قيام الليل من صلاة العشاء، ويستمر إلى طلوع الفجر، ولا يشترط في صلاة الليل أن ينام المسلم قبل أن يصلّي أو بعد ذلك، فمن صلّى قبل أن ينام ثمّ نام فلا حرج، ومن نام ثم استيقظ كي يصلّيها فلا حرج عليه أيضاً، حتى وإن كان بعض العلماء يسمّون الصلاة التي تكون بعد النوم بصلاة التهجّد، وأفضل وقتٍ لها هو الثلث الأخير من الليل لمن كان غلب على ظنّه بأنّه سيقوم فيه.[11]

المراجع

  1. ↑ "التهاون بعد رمضان ربما يدل على عدم قبول العبادات "، www.ar.islamway.net، 20-8-2013، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  2. ↑ أمير المدري (16-7-2018)، "علامات قبول رمضان والحج (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الزمر، آية: 7.
  4. ↑ سورة الذاريات، آية: 18.
  5. ↑ محمد الشوبكي، "الصيام وفضائله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "فضل قيام الليل"، www.islamqa.info، 2018-3-29، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الزمر، آية: 9.
  8. ↑ "فضل قيام الليل في الكتاب والسنة"، www.islamweb.net، 1999-11-30، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019. بتصرّف.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4401، صحيح.
  10. ↑ سعيد القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 82-90. بتصرّف.
  11. ↑ "شروط صلاة الليل وأفضل وقت لها"، www.islamweb.net، 2002-1-30، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.