-

حياة طه حسين مختصرة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

طه حسين

طه حسين هو مؤرخ، وأديب، وناقد، وكاتب، وباحث، وروائي، ومترجم، عُرِفَ بلقبِ عميد الأدب العربيّ، وعاش من عام 1889م إلى عام 1973م، ووُلِدَ في عزبة الكيلو التي تقع داخل صعيد مصر لعائلة ميسورة. وقد أُصيب طه حسين بمرضٍ في عينيه وهو صغير؛ ممّا أدّى فقدان بصره لاحقاً.[1]

تعليم طه حسين

التحق طه حسين في بداية تعليمه بكُتّابِ قريته، ومن ثمّ سافر إلى الأزهر ليكمل دراسته؛ فتتلمذ على يد العديد من الشيوخ المشهورين،[1] وأكمل دراسته في الجامعة المصريّة خلال الفترة الزمنيّة من 1908م إلى 1914م، وكتب رسالة الدكتوراه عن أبي العلاء المعري، وتُعدّ أوّل رسالة دكتوراه تُكتب في هذه الجامعة.[2]

سافر طه حسين إلى أوروبا ليكمل دراسته في جامعة مونبيله، فدرس اللغات اللاتينيّة، واليونانيّة، والفرنسيّة، والأدب الفرنسيّ، وعاد مُجدّداً إلى مصر واستقر فيها فترة من الزمن، وسافر عائداً إلى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون، ونجح في عام 1916م باجتياز امتحان الليسانس، وحصل في عام 1917م على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته عن ابن خلدون،[2] وتزوج من سوزان برسّو التي أثّرت في حياته بشكلٍ كبير، ودعمته في دراسته العلميّة.[1]

وظائف طه حسين

تسلّم طه حسين العديد من الوظائف خلال حياته؛ فعندما عاد إلى مصر التحق بالجامعة المصريّة كمدرس لمادة التاريخ القديم في سنة 1921م، ومن ثمّ درّسَ الأدب العربيّ في سنة 1925م خلال الفترة التي أصبحت فيها الجامعة المصريّة واحدة من الجامعات الحكوميّة، وساهم ذلك في انتشار تأثيره الأدبيّ على الأدب العربيّ الحديث.[1]

أصبح طه حسين في سنة 1928م عميداً لكلية الآداب ليومٍ واحد فقط، ومن ثمّ استلم العمادة مُجدّداً في سنة 1930م إلى أن انضم لوزارة المعارف المصريّة، ولكنه عاد مُجدّداً إلى الجامعة وعُيّنَ للمرّةِ الثالثة عميداً لكلية الآداب من عام 1936م إلى 1938م، ولكنه عاد ليعمل في وزارة المعارف بوظيفة مراقب.[1]

انتُخِبَ طه حسين في سنة 1940م ليصبح أحد أعضاء مجمع اللغة العربيّة، وفي سنة 1942م أصبح رئيساً لجامعة الإسكندريّة، وقد عُيّنَ وزيراً للمعارف من عام 1950م إلى 1952م ، كما ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات الخاصة بالأدب العربيّ؛ فأطلق في جامعة أثينا تخصص اللغة العربيّة وآدابها، وأسّس في مدينة مدريد المعهد المصري المُتخصص بالدراسات الإسلاميّة، وساهم في إنشاء جامعة عين شمس.[1]

جوائز طه حسين

حصل طه حسين خلال حياته على العديد من الجوائز؛ حيث يُعدّ أوّل من حصل في سنة 1952م على جائزة الدولة للأدب، وفي عام 1965م مُنِحَ وسام قلادة النيل، كما حصل على العديد من شهادات الدكتوراه الفخريّة، والأوسمة، والألقاب، ورُشِحَ للحصول على جائزة نوبل، وقبل أن يتوفى حصل على جائزة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأُمم المُتّحدة.[1]

التطور الفكري عند طه حسين

مرّ التطوّر الفكريّ عند طه حسين بمراحل أربعة، وهي:[3]

  • مرحلة البداية الفكرية: هي المرحلة الأولى التي تُشير إلى البدايات الفكرية عند طه حسين وتُحدَّد بين عام 1908م إلى عام 1914م، وبدأت مع دراسته في الجامعة المصريّة، وعدم قدرته على الحصول على الشهادة الأزهريّة، وانتهت مع قراره بالسفر إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه.
  • مرحلة الانبهار بالغرب: هي المرحلة التي شهدت على حُبّ طه حسين لجميع الإنتاجات والمظاهر الغربيّة، واهتمّ بنقل النموذج الغربيّ إلى مصر، وخلال هذه المرحلة ظهرت مؤلفاته التي تميّزت بإثارتها للكثير من الجدل، ومن أمثلتها كتابه في الشعر الجاهلي الذي تعرّض للكثير من الانتقادات.
  • مرحلة الإياب: هي بداية عودة طه حسين إلى أفكاره الأولى قبل التأثر بالفكر الغربيّ، وبدأت هذه المرحلة من سنة 1932م إلى سنة 1952م؛ حيث صار طه حسين مهتماً بالكتابة عن الإسلام والدفاع عنه، كما كتب حول علاقة الدولة مع الدين، وأصبح ينتقد الأسلوب الاستعماري الغربيّ للدول العربيّة.
  • مرحلة الانتصار للإسلام: هي المرحلة الأخيرة من مراحل التطوّر الفكريّ عند طه حسين، وتشمل الأعوام من 1952م إلى 1960م، وأكد فيها طه حسين الاهتمام بالعروبة الإسلاميّة بعيداً عن أفكاره السابقة ذات الطبيعة الغربيّة، ومن أهمّ مؤلفاته في هذه المرحلة كتاب مرآة الإسلام المنشور في عام 1959م.

مؤلفات طه حسين

وصل عدد مُؤلفات طه حسين المنشورة خلال حياته إلى ما يقارب 1500 مقالة، و84 دراسة أدبيّة، و6 روايات، و5 مؤلفات قصصية قصيرة، و11 كتاباً مترجماً، وحوالي 30 مقالة مترجمة، وغيرها من المُؤلفات الأُخرى،[1] وفيما يأتي معلومات عن أهمّ مؤلفاته:

  • في الشعر الجاهلي: هو كتاب ألّفه طه حسين في سنة 1926م، ويُعدّ من الكُتب التي أثارت الجدل وتعرضت إلى الكثير من الانتقادات الموجهة لطه حسين، وخصوصاً من الباحثين والمُفكّرين المعتدلين والأزهر؛ وذلك بسبب محتويات الكتاب التي جمعت آراء طه حسين حول صحة الشعر الجاهلي وغيرها من الأفكار التي واجهت معارضة كبيرة، وقد تدارك ذلك عندما ألّف كتاباً جديداً بعنوان في الأدب الجاهلي؛ حيث أزال منه جميع آرائه التي أثارت الجدل حوله.[1]
  • كتاب الأيام: هو السيرة الذاتية الخاصة بطه حسين، ويُعدّ من مؤلفاته المشهورة، ونُشِرَ على عدّة أجزاء؛ حيث نُشِرَ في سنة 1929م الجُزء الأول منه، ونُشِرَ في سنة 1939م الجُزء الثاني، ونُشِرَ في سنة 1967م الجُزء الثالث.[1]
  • المُؤلفات المُشتركة مع أشخاص آخرين: مثل كتاب مع الجزائر بمشاركة محمد الإبراهيمي، وكتاب محمد إقبال بمشاركة عباس العقاد وحسنين هيكل.[4]
  • المُؤلفات المترجمة: مثل كتاب روح التربية، وكتاب الواجب.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "حسين (طه-)"، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أنور الجندي (1977)، طه حسين حياته وفكره في ضوء الإسلام (الطبعة الثانية)، دار الاعتصام، صفحة 22. بتصرّف.
  3. ↑ "طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد الباوي (2007)، عمالقة الأدب العربي المعاصر، دار الأرقم، صفحة 62. بتصرّف.