-

آثار الملوثات على الصحة والبيئة والاقتصاد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آثار الملوثات على الصحة

أثر تلوث الهواء على الصحة

إن الهواء الملوث يؤدي إلى وفاة سبعة مليون شخص كل عام، كما أن ثُلث الوفيات الناتجة عن السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب ناتجة عن استنشاق الهواء الملوث، فالهواء الملوث له نفس تأثير تدخين التبغ على الصحة، غير أن عدم وجود الضباب الدخاني المرئي لا يعني عدم تلوث الهواء، فجميع مدن العالم وقراه تحتوي على ملوثات سامة في أجوائها، حسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية.[1]

من الجدير بالذكر، أن هناك نوعين رئيسين لتلوث الهواء، تلوث خارجي مصدره خارج المنزل، وتلوث داخلي مصدره انبعاثات احتراق الوقود، أو الفحم داخل مواقد التدفئة المفتوحة في المنازل، وصُنفت الملوثات الموجودة في الهواء إلى أربعة أنواع رئيسية هي:[1]

  • مادة جسيمية وهي عبارة عن خليط من القطرات الصلبة والسائلة الناتجة من احتراق الوقود، ودخان السيارات وتكون هذه الجسيمات الصغيرة قادرة على اختراق أغشية الرئتين ودخول نظام الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، وسرطان الرئة.
  • ثاني أكسيد النيتروجين الناتج من دخان السيارات والمواقد الداخلية المخصصة للتدفئة، أو تلك الخاصة بالطبخ والذي يؤدي استنشاقه إلى التهاب في الرئة ونقص في وظائف الرئتين، ويساعد على حدوث الربو، ويزيد من أعراض التهاب الشعب الهوائية.
  • ثاني أكسيد الكبريت الناتج من احتراق الوقود الأحفوري، ويؤدي استنشاقه لأضرار مماثلة لاستنشاق ثاني أكسيد النيتروجين.
  • غاز الأوزون الناتج من تفاعل أشعة الشمس مع دخان المركبات المتصاعد إلى طبقات الجو العليا، ويعتبر المسبب الرئيس للإصابة بالربو وتفاقم أعراضه.

أثر تلوث التربة على الصحة

يُعرّف تلوث التربة بأنّه وجود أيّ شيء في التربة يسبب تدهور جودتها ويغير من خصائصها مما قد يقلل من إنتاجها الزراعي. ويمكن أن ينتج التلوث بفعل طبيعي أو إثر تدخل بشري ناتج عن استخدام المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب التي تحتوي على مواد كيميائية تزيد من حموضة التربة، أو قلويتها، مما يؤدي إلى تدهور نوعية التربة. ويكمن خطر هذه المواد الضارة في إمكانية دخولها إلى السلسلة الغذائية الإنسانية مما يسبب ضرراً بالصحة العامة، أضف إلى ذلك أنّ الحياة، أو العمل، أو اللعب في التربة الملوثة، يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الجلد، ومشاكل صحية أخرى.[2]

أثر تلوث المياه على الصحة

يؤدي دخول مواد كيميائية أو كائنات دقيقة مجرى نهر، أو بحيرة، أو محيط، أو مياه جوفية، أو أي حيز مائي، إلى تدهور سلامة المياه مما يجعلها سامة للبيئة والإنسان. فالماء معرض للتلوث بشكل كبير؛ كونه أكثر السوائل قدرة على إذابة المواد.[3]

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة لانسنت تفيد بأن تلوث المياه تسبب في مقتل 1.8 مليون شخص خلال عام 2015م، كما أنه يتسبب في مرض حوالي مليار شخص سنوياً، وتسبب أيضاً في نشر أهم مسببات الأمراض المنقولة في المياه الملوثة، كالبكتيريا، و الفيروسات الناتجة عن النفايات البشرية، والحيوانية. وتشمل هذه الأمراض الكوليرا، والجيادريا، والتفيوئيد. كما تؤدي بعض الملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية، والأسمدة النتراتية، والمعادن الثقيلة كالزرنيخ، والزئبق، إلى حدوث مجموعة من الأمراض الخطيرة منها السرطان واضطراب الهرمونات، وتغيِّر في وظائف المخ.[3]

آثار الملوثات على البيئة

جميع أنواع الملوثات تسبب أضراراً بيئية، ونذكر منها:

  • تقلبات وتغيُّر في المناخ: ربطت منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري بتغير المناخ. وحذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن العالم سيشهد أزمة مناخية خلال العشرين سنة القادمة، سببها الرئيسي هو الغاز الناتج عن احتراق الفحم لتوليد الكهرباء.[1]
  • تقلص نسبة الأكسجين في الماء: انتشار الملوثات الغذائية في المياه يؤدي إلى انتشار الطحالب، والنباتات، التي تؤدي إلى نقص في نسبة الأكسجين في المياه وتسمى هذه الحاله التخثث، مما يتسبب بموت الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى إمكانية أن تكون هذه الطحالب سامة فتؤدي إلى موت الحيتان، وبعض الكائنات البحرية، مما يؤول إلى إنهاء الحياة في بعض المناطق.[3]
  • المطر الحمضي: يؤدي انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي إلى تكوين المطر الحمضي، الذي يقلل من قيمة الرقم الهيدروجيني للتربة، مما يقلل كفاءتها، وخصوبتها في إنتاج المحاصيل.[4]
  • انحسار الغطاء النباتي: يمنع انتشار الدخان والضباب وصول ضوء الشمس إلى النباتات، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى عملية البناء الضوئي، وإنتاج الأوزون التروبوسفيري الذي يتلف النبات.[4]

آثار الملوثات على الاقتصاد

للتلوث آثار سلبية على الاقتصاد العام أيضاً، نذكر منها:[5]

  • التكاليف الباهظة التي تتحملها الدولة لمعالجة مياه الشرب.
  • تراجع السياحة وممارسة أعمال صيد الأسماك، و المحار؛ بسبب تلوث المسطحات المائية.
  • خسارة قيمة بعض العقارات السكنية؛ بسبب انتشار الروائح الكريهة التي تسببها الطحالب الملوثة للبيئة.
  • ارتفاع مصروفات القطاع الصحي؛ بسبب انتشار الأمراض الناتجة عن جميع أنواع التلوث.[1]

مفهوم التلوث

يرتبط مفهوم التلوث بالبيئة، ويُعرّف بأنّه إضافة مادة صلبة، أو سائلة، أو غازية، أو إضافة شكل من أشكال الطاقة مثل الحرارة، أو الصوت، أو النشاط الإشعاعي إلى البيئة بمعدل أسرع من إمكانية تشتيته، أو تحليله، أو إعادة تدويره، أو تخزينه بشكل غير ضار في البيئة. مما يؤدي إلى آثار سلبية على البيئة، والتربة، وصحة الإنسان. ويُصنف التلوث حسب البيئة المتضررة إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: تلوث الهواء، وتلوث الماء، وتلوث الأرض. كما قد ظهرت في عصرنا الحالي أنواع جديدة من التلوث منها: التلوث الضوضائي، والتلوث الصوتي، والتلوث البلاستيكي.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How air pollution is destroying our health", www.who.int, Retrieved 12-4-2019.
  2. ↑ "Soil Pollution", www.toppr.com, Retrieved 12-4-2019.
  3. ^ أ ب ت Melissa Denchak (2018-4-12)، "Water Pollution: Everything You Need to Know"، www.nrdc.org، Retrieved 13-4-2019.
  4. ^ أ ب Lakshay Jindal (2019-4-13), "EFFECTS OF ENVIRONMENTAL POLLUTION"، abcofagri.com, Retrieved 2018-1-22. Edited.
  5. ↑ "Nutrient Pollution", www.epa.gov, Retrieved 13-4-2019.
  6. ↑ "Pollution", www.britannica.com, Retrieved 13-4-2019.