-

قيام الدولة العثمانية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قيام الدولة العثمانية

توالى على حكم المسلمين عددٌ من الدّول والإمبراطوريّات، وكان من بينها الدّولة العثمانيّة التي حكمت لمدة تقارب السّتمائة سنة، وقد مرّت تلك الدّولة بمراحل عدّة بدءاً من نشوئها ثمّ تطورها وازدهارها ثمّ أفول نجمها وانتهائها، فكيف كان قيام الدّولة العثمانيّة؟

أصل العثمانيّين

تدلّ المصادر التّاريخيّة على أنّ العثمانيّين هم ي الأصل أتراك، وتذكر المصادر شخصيّة كندز ألب كشخصيّة تركيّة استطونت مع قومها المناطق بين جبال ألطاي وبحر قزوين في آسيا الصّغرى، ثمّ ارتحلت تلك القبائل بحثاً عن الماء والكلأ إلى المراعي الواقعة شمال غربي أرمينيا.

مرحلة النّشوء

ثمّ جاء حفيد كندز ألب أرطغرل الذي كان له الدّور الأبرز في تأسيس نواة الدّولة العثمانيّة، والتّمهيد لقيامها، فقد كان أرطغرل أحد القادة الذين عملوا تحت أمر السّلاجقة، وتحديداً السّلطان علاء الدّين سلطان قونية، وبسبب خدمات أرطغرل الجليّة للدّولة السّلجوقيّة فقد تمّ ترفيعه وإقطاعه إمارات قرب أنقره، وبعده جاء ابنه عثمان ليستكمل مسيرة خدمة السّلاجقة، واستطاع في فترةٍ قصيرة أن يؤسّس إمارات مستقلة دعا لنفسه فيها على المنابر، ومن وقتها سمّي بعاهل آل عثمان، وقد كانت عاصمة الدّولة حينئذٍ سوغوت، ثمّ جاء بعده ابنه أورخان الذي رسّخ أركان الدّولة وتمكّن من تحرير كثيرٍ من المدن، التي كانت تحت سيطرة البيزنطيّين.

مرحلة التّطور والازدهار

وقد كانت فترة الازدهار والتّطور بين عامي 1453 وعام 1566 ميلادي، وقد بدأت تلك الفترة حينما تولّى محمّد الفاتح أمور السّلطنة، وتمكّن بعد حصار دام ثلاثة وخمسين يوماً من تحرير وفتح القسطنطينيّة، لتبدأ منذ عهده مرحلة ازدهار الدّولة وبلوغها ذروة توسّعها، وقد جاء بعهده سليم الأول الذي تمكّن سنة 1516 من هزيمة المماليك في مرج دابق، والتّمهيد لدخول مصر، ثمّ جاء بعده ابنه سليمان القانوني الذي شكّل عهده قمّة التّطور والتّوسع في الدّولة؛ حيث وصلت جيوش العثمانييّن إلى قلب أوروبا حينما حاصرت النّمسا وهدّدتها، وإلى جنوب أوروبا حينما هدّدت أيطاليا.

مرحلة الأفول

بعد هزيمة الدّولة العثمانيّة في الحرب العالميّة الأولى احتل الغرب كثيراً من أراضيها، وفرض شروطه على الدّولة، إذ وقع الأتراك على اتفاقية لوزان التي نصّت في أهمّ بنودها على شرط إلغاء الخلافة العثمانيّة، حيث تمّ تأسيس الجمهورية التّركيّة العلمانيّة.