-

فضل الصلاة على وقتها

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصلاة

إنّ للصلاة مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام، وممّا يدل على أهميّة الصلاة؛ الكيفية التي فرض الله تعالى بها الصلاة على المسلمين؛ إذ لم يشرعها كباقي العبادات بالوحي إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم، بل رفع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، حتى أصبح في حضرته، ولم يشاهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ربّ العالمين؛ لأنّه حجب عنه بنورٍ وهّاجٍ، ولكنّه استمع إلى كلامه بشكلٍ مباشرٍ؛ فكلّمه الله تعالى، وفرض عليه وعلى أمّته في كلّ يومٍ خمسين صلاةً، ولكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- رجع إلى ربّه -عزّ وجلّ- بعد أن نصحه موسى -عليه الصّلاة والسّلام- بطلب التخفيف على أمّته، فخفّفها الله تعالى على أمّة الإسلام حتى أصبحت خمس صلواتٍ؛ مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ثمّ فرضت عليّ الصلوات خمسين صلاةً كلّ يومٍ، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بم أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يومَ، قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يومَ، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك).[1][2]

فضل الصلاة على وقتها

إنّ للصلاة فضلاً عظيماً، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن أعظم شعائر الدين، وأفضلها الصلاة على وقتها مصداقاً لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى، فقال: (الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)،[3] وقد دلّ الحديث على أنّ الصلاة على وقتها أفضل الأعمال البدنيّة، ويشترط أداء الصلاة في أوّل وقتها؛ لتكون أحبّ الأعمال إلى الله تعالى؛ ولذلك فإنّ أداء الصلاة في أوّل الوقت أفضل من التراخي في أدائها.[4]

ويجدر بيان أنّ الله -تعالى- جعل لأداء الصلاة فضلٌ عظيمٌ، ولا سيّما إن كان على وقتها، ومن هذه الفضائل ما يأتي:[5]

  • نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
  • محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
  • أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمداً رسول الله.
  • يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
  • تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطاً في سبيل الله تعالى.
  • عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
  • أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
  • يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
  • يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.

حكم صلاة الجماعة

إنّ من العلماء من يقول بوجوب صلاة الجماعة لمن يسمع الأذان؛ وذلك استناداً على ما ورد في صلاة الجماعة من أدلة، كما بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فضل صلاة الجماعة بأنّها تفضل صلاة الفرد وحده بسبعٍ وعشرين درجةً، وممّا يدلّ على ذلك ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رجلٌ، لا أعلمُ رجلاً أبعدَ من المسجدِ منهُ، وكان لا تُخطئُه صلاةٌ، قال فقيل لهُ: أو قلتُ لهُ: لو اشتريتَ حماراً تركبَه في الظلماءِ وفي الرمضاءِ، قال: ما يسرّني أنَّ منزلي إلى جنبِ المسجدِ، إني أريدُ أن يُكتبَ لي ممشايَ إلى المسجدِ، ورجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد جمع اللهُ لك ذلك كلَّهُ).[6][7]

فوائد صلاة الجماعة

لصلاة الجماعة العديد من الفوائد والحِكم، يمكن بيان بعضٍ منها فيما يأتي:[5]

  • اجتماع الأمّة في أوقاتٍ معلومةٍ؛ من أجل تحقيق معاني الإحسان وتطهير القلوب، وتحقيق معاني الدعوة إلى الله تعالى عملاً وقولاً، ومن ذلك اجتماع المسلمين في أوقاتٍ محدّدةٍ من اليوم كما هو الحال في صلاة الجماعة للصلوات الخمس، ومن الأوقات المحدّدة في الأسبوع؛ يوم الجمعة، وفي السنة؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم عرفة.
  • التعبّد لله تعالى؛ طمعاً في الأجر والثواب، وخوفاً من العقاب.
  • تحقيق معاني المحبّة والمودّة، وتشارك الأحوال بتشييع الموتى، وإغاثة الملهوفين، وسدّ طلبات المحتاجين، فهم بذلك على درايةٍ بأحوال بعضهم.
  • إظهار شعيرة الصلاة، فلن تُعرف هذه الشعيرة لو صلّى كلّ مسلمٍ صلاته في بيته.
  • بيان عزّ المسلمين؛ فدخولهم وخروجهم مع بعضهم البعض يُغيظ المنافقين والكافرين.
  • وسيلة للتعليم، فيقتدي الجاهل بالإمام ومن حوله، في كيفيّة أداء الصلاة، والأذكار التي تليها، ويسمع آيات القرآن في الصلاة الجهريّة، فيتسفيد ويتعلّم.
  • التواصي بالحقّ والصبر على ذلك.
  • إزالة الفوارق الاجتماعيّة وشعور المسلم بالمساواة؛ فالمسلمون على اختلاف منابتهم وأصولهم وطبقاتهم الاجتماعيّة يصلّون صفاً واحداً، وهذا ما يُؤلّف بين قلوبهم.
  • استشعار الأمّة بما كان عليه المسلمون في بداية الإسلام؛ فيشعر المأموم كأنّه في مقام الصحابيّ، ويشعر الإمام كأنّه في مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يؤمّ الصحابة.

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 3887، صحيح.
  2. ↑ "قصة فرض الصلاة"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
  4. ↑ "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "فضل الصلاة وحال السلف مع صلاة الجماعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 663، صحيح.
  7. ↑ "وجوب صلاة الجماعة في المسجد"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.