ما أسباب الدهون على الكبد
الكبد
يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، ومنها إنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون في الأمعاء الدقيقة، وإنتاج بروتينات بلازما الدم، بالإضافة إلى تصنيع الكولسترول والبروتينات التي تحمل الدهون في الدم وتساعد على توزيعها إلى أجزاء الجسم المختلفة، كما أنّ له دوراً مهمّاً في تنظيم مستوى السكر في الدم، وتخزين الحديد الناتج عن تحطيم خلايا الدم الحمراء، وتحويل الأمونيا السامّة الناتجة عن عمليات استقلاب البروتين إلى اليوريا التي يتم التخلص منها عن طريق البول، وكذلك يساعد الكبد على استقلاب الأدوية وغيرها من المواد الضارّة وتحويلها إلى مركبات أقل سمّية للتخلص منها بأمان، وكذلك يلعب الكبد دوراً مهمّاً في إنتاج عوامل تخثر الدم، وعوامل المناعة التي تقاوم العدوى وتساعد على التخلّص من البكتيريا، بالإضافة إلى أنّ الكبد يعمل على التخلّص من البيليروبين الذي يُسبّب تراكمه صفار الجلد والعينين.[1]
الدهون على الكبد
يُعرف تراكم الدهون على الكبد علمياً بمرض الكبد الدهنيّ، ويُقسم إلى نوعين رئيسيين هما:[2]
- مرض الكبد الدهني غير الكحوليّ: (بالإنجليزية: (Nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD) ويُعتبر هذا النوع من أمراض الكبد الدهنية التي لا ترتبط باستخدام الكحول، ويُقسم أيضاً إلى نوعين وهما:
- مرض الكبد الدهني الكحوليّ: (بالإنجليزية: Alcoholic fatty liver disease) ويُسمّى أيضاً التهاب الكبد الدهني الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic steatohepatitis)، ولفهم حدوث هذا المرض يجدر بيان أنّ الكبد هو العضو المسؤول عن تحطيم الكحول عندما يتناولها الإنسان، ولكن يترتب على عميلة التحطيم إنتاج مُركّباتٍ تُلحق الضرر بالكبد، وتتسبب بحدوث الالتهابات، وتُضعف قدرة الجسم المناعية، وإنّ هذه المركبات تتسبب بتراكم الدهون على الكبد وإتلافه، ومن الجدير بالذكر أن العلاقة بين شرب الكحول والضرر الواقع على الكبد علاقة طردية، إذ يزداد الضرر بازدياد شرب الكحول. وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ مرض الكبد الدهني الكحولي هو المرحلة الأولى للإصابة بالتهاب الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic hepatitis) وتشمّع الكبد.
- مرض الكبد الدهني البسيط: ويتميز بوجود الدهون على الكبد دون حدوث تلف في خلاياه أو حدوث تلف بسيط لا يتسبب بظهور أية مشاكل أو مضاعفات.
- التهاب الكبد الدهني غير الكحوليّ: (بالإنجليزية: (Nonalcoholic steatohepatitis (NASH) والذي يتميز بالتهاب خلايا الكبد وتلفها نتيجة تراكم الدهون فيها، ممّا يزيد احتمالية المعاناة من تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) وسرطان الكبد.
أسباب الدهون على الكبد
كما يُوحي الاسم، فإنّ مرض الكبد الدهنيّ الكحوليّ ناجم عن شرب الكحول، أمّا بما يتعلق بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ فلم يُعرف السبب الكامن وراء الإصابة به، إلا أنّ المرض يعتبر أكثر شيوعاً في الحالات التالية:[2]
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- الإصابة بالسمنة.
- التقدم في العمر.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تناول بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات وبعض أدوية السرطان.
- الاضطرابات الأيضية مثل متلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic syndrome).
- فقدان الوزن السريع.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى، مثل التهاب الكبد الوبائي ج (بالإنجليزية: Hepatitis C).
- التعرّض لبعض السموم.
مضاعفات الدهون على الكبد
يُعدّ تشمّع الكبد من المضاعفات الرئيسية لمرض الكبد الدهني غير الكحولي والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، فقد وُجد أنّ 20٪ من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي يُعانون من تشمّع الكبد، وفي الحقيقة يحدث تشمّع الكبد نتيجة الالتهاب الذي يُحفّز الكبد على إنتاج الأنسجة المتليفة في محاولةٍ منه لوقف الالتهاب، ومن المضاعفات المترتبة على الإصابة بتشمّع الكبد ما يأتي:[3]
- الاستسقاء البطني: (بالإنجليزية: Ascites) وهو تراكم السوائل في البطن.
- دوالي المريء: وتُعرّف دوالي المريء (بالإنجليزية: Esophageal varices) على أنّها انتفاخ أوردة المريء، وقد يُسفر ذلك عن تمزّقها ونزفها.
- الاعتلال الدماغيّ الكبديّ: يُسبّب الاعتلال الدماغيّ الكبديّ (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy) الارتباك، والشعور بالنعاس، وتعثر الكلام.
- سرطان الكبد: إذ يُعتبر سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver cancer) من المضاعفات المحتملة لتشمّع الكبد.
- الفشل الكبدي: (بالإنجليزية: Liver failure) ويعني توقف الكبد عن العمل.
الوقاية من تراكم الدهون على الكبد
يمكن الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي من خلال بعض الممارسات الصحية التي تشمل تناول الطعام الصحي، وتحقيق وزنٍ صحيّ، وتقليل السعرات التي يتم تناولها خلال الوجبات. وفي المقابل يُنصح المرضى الذين يُعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي بفقدان الوزن تدريجياً إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وتشمل النصائح الغذائية الأخرى ما يلي:[4]
- الحدّ من تناول الدهون؛ وذلك لأنّ الدهون تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية وتزيد فرصة الإصابة بالسمنة. ويُنصح بتجنّب الدهون المشبعة (بالإنجليزية: Saturated fats) والدهون التقابلية (بالإنجليزية: Trans fats)، والاستعاضة عنها بالدهون الأحادية غير المشبعة (بالإنجليزية: Monounsaturated fats) والدهون غير المشبعة المتعدّدة (بالإنجليزية: Polyunsaturated fats)، وفيما يلي تفصيل أنواع هذه الدهون وبعض مصادرها:
- تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيميّ المنخفض (بالإنجليزية: Glycemic index) ويُقصد بذلك الأطعمة التي ترفع السكر بشكل قليل مثل الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات البسيطة، وخاصة الفركتوز الذي يوجد في المشروبات الغازية المحلاة، والمشروبات الرياضية، والشاي، والعصائر.
- الامتناع عن تناول الكحول.
- الدهون المشبعة: توجد الدهون المشبعة في اللحوم، وجلد الدجاج، والزبدة ، وجميع منتجات الألبان والحليب باستثناء المنتجات خالية الدسم.
- الدهون المتحولة أو التقابلية: تعرف الدهون المتحولة باسم الزيوت المهدرجة أو الزيوت المهدرجة جزئياً، وتُوجد عادةً في البسكويت، والوجبات السريعة، والكعك، والأطعمة المقلية مثل الدونات والبطاطا المقلية.
- الدهون الأحادية غير المشبعة: توجد في زيت الزيتون، والفول السوداني، وزيت الكانولا.
- الدهون غير المشبعة المُتعدّدة: وتُوجد في زيت الذرة، وفول الصويا، وزيوت القرطم (بالإنجليزية: Safflower oil)، والعديد من أنواع المكسرات. ومن الجدير بالذكر أنّ الحمض الدهنيّ المعروف بأوميغا 3 يُعدّ أحد أنواع هذه الدهون، ويُعتبر السلمون، والجوز، وزيت بذرة الكتان من المصادر الجيدة لهذا النوع الصحيّ من الدهون.
المراجع
- ↑ "Anatomy and Function of the Liver", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 4-5-2018. Edited.
- ^ أ ب "Fatty Liver Disease", medlineplus.gov, Retrieved 4-5-2018. Edited.
- ↑ "Nonalcoholic fatty liver disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-5-2018. Edited.
- ↑ "Eating, Diet, & Nutrition for NAFLD & NASH", www.niddk.nih.gov, Retrieved 4-5-2018. Edited.