-

ما أسباب اضطراب الدورة الشهرية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الدورة الشهرية

يمكن تعريف الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual Cycle) على أنّها مجموعة من التغيّرات التي يمرّ بها جسم المرأة بشكلٍ شهريّ للاستعداد للحمل، ويمكن توضيح ذلك بصورة بسيطة للغاية بقولنا إنّ أحد مبايض المرأة يُطلق بويضة واحدة كل شهر خلال عملية تُعرف بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، وفي الوقت ذاته تكون هرمونات الجسم الأنثوية تُحضّر بطانة الرحم لاستقبال بويضة مخصبة لبدء عملية الحمل، ولكن في الحالات التي لا يحدث فيها إخصاب للبويضة يذرف الجسم بطانة الرحم، وإنّ ما يظهر نتيجة ذرف بطانة الرحم هو ما يُعرف بنزف الدورة الشهرية، وفي الحقيقة هناك الكثير من الاختلافات بين النساء في الدورة الشهرية، ومثال ذلك أنّ مدة نزف الدورة الشهرية تتراوح ما بين يومين إلى سبعة أيام، وتتمثل الدورة الشهرية كاملةً بالفترة الممتدة ما بين أول يوم من نزف الدم إلى أول يوم من نزف الدم في الدورة اللاحقة، وتتراوح هذه المدة ما بين 21-35 يوماً. قد تكون الدورة الشهرية منتظمة عند بعض النساء فتكون بعدد الأيام وكمية الدم ذاتها تقريباً كل مرة، وقد تكون غير منتظمة أو بمعنى آخر مضطربة، وغالباً ما يتمثل هذا الاضطراب بالمعاناة من غزارة دم الدورة الشهرية، أو قلته، أو طول فترة النزف أو قصرها، أو المعاناة من آلام شديدة تُرافقها أو عدم المعاناة من الألم على الإطلاق، وغير ذلك. ولكن قد تُعدّ كثير من هذه الحالات طبيعية، ولذلك اختصر الباحثون سلامة الدورة الشهرية بما يتعلق بالمرأة ذاتها ووحدها، فكل امرأة حالة خاصة.[1]

أسباب اضطراب الدورة الشهرية

هناك العديد من العوامل والظروف التي قد تتسبب باضطراب الدورة الشهرية، وقد يصعب حصرها، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين، وفيما يلي بيان ذلك:[2][3]

اضطرابات هرمونية

يمكن القول إنّ هرموني الإستروجين والبروجستيرون هما الهرمونان المسؤولان بشكلٍ أساسيّ عن تنظيم الدورة الشهرية، وعليه فإنّ العوامل التي تتسبّب باضطراب هذه الهرمونات تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ومثال ذلك ما يحدث عند المرور بمراحل تغيير الهرمونات، كما هو الحال عند البلوغ، والحمل، والولادة، والرضاعة، وبلوغ سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause). فمثلاً بالنظر إلى مرحلة البلوغ يكون هرمونا الإستروجين والبروجستيرون في مرحلة عدم الاتزان، وللوصول إلى التوازن يحتاج الأمر بضع سنوات، وخلال هذه الفترة تُعاني أغلب الفتيات من عدم انتظام في الدورة الشهرية. وتتوقف الدورة الشهرية في حالة الحمل وفي الرضاعة أيضاً لدى أغلب النساء. أمّا بما يتعلق بسنّ اليأس فهو المرحلة التي تبدأ بعد مرور اثني عشر شهراً على آخر دورة شهرية، وبوصول المرأة سنّ اليأس لا تعود هناك دورة شهرية لديها إلى الأبد. ويجدر التنبيه إلى أنّ استخدام موانع الحمل يترتب عليه عدم انتظام الدورة الشهرية، ومثال ذلك غزارة الطمث نتيجة استخدام اللولب (بالإنجليزية: Intrauterine Device)، والنزف الخفيف أو التنقيط بين فترات الحيض الشهرية عند استخدام حبوب منع الحمل، ولكن سرعان ما يختفي بعد تكيّف جسم المرأة على هذه الحبوب. إضافة إلى ما سبق هناك بعض العوامل التي تتسبب باضطراب مستوى الهرمونات أيضاً، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[2][3]

  • فقدان الوزن بشكل كبير.
  • اكتساب الوزن بشكل كبير.
  • التوتر والضغط النفسيّ أو العاطفي.
  • اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشاقة مثل الركض في الماراثون.

مشاكل صحية

في بعض الحالات قد ترتبط اضطرابات الدورة الشهرية ببعض المشاكل الصحية، ومنها ما قد تترتب عليه مضاعفات شديدة مثل العقم، ومن هذه المشاكل الصحية ما يأتي:[2][3]

  • متلازمة المبيض متعدد الكيسات: (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome)، وتُصيب في العادة النساء في عمر الإنجاب، فقد وُجد أنّ ما يُقارب خمسة ملايين امرأة تُعاني من هذه المتلازمة في هذه المرحلة العمرية، وتتمثل هذه المتلازمة بظهور أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل على المبايض، مُسبّبة غياب عملية الإباضة، ممّا يترتب على ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها بالكامل، وكذلك تُعاني النساء المصابات بهذه المتلازمة من ارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية وخاصة هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) في أغلب الحالات، ومن الأعراض التي تظهر في مثل هذه الحالة حب الشباب، والسمنة، وزيادة نمو الشعر.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic Inflammatory Disease)، ويمكن تعريف هذا الداء على أنّه عدوى تُصيب الجهاز التناسليّ الأنثويّ، وهو من أكثر المضاعفات الخطيرة التي قد تترتب على الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية في الحالات التي يُكتشف فيها الداء في مراحله المبكرة، ومن الأعراض التي تظهر على المصابات الألم المستمر والنزف بعد الجماع وبين فترات الحيض الشهرية.
  • الانتباذ البطانيّ الرحميّ: (بالإنجليزية: Endometriosis)، ويتمثل بنموّ بطانة الرحم خارجه.
  • السرطان: كالسرطان الذي يُصيب عنق الرحم، وبطانة الرحم، والرحم ذاته في حالات نادرة.
  • أمراض الغدة الدرقية: وذلك بسبب إفراز الغدة الدرقية هرمونات تعمل على تنظيم عمليات الأيض في الجسم.
  • العضال الغديّ الرحميّ: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، ويمكن تعريف هذه الحالة على أنّها اختباء الغدد الرحمية في عضلة الرحم، وهذا ما يتسبب بمعاناة المرأة من غزارة النزف.
  • بعض الأدوية: إنّ تناول بعض أنواع الأدوية قد يترتب عليه اضطراب الدورة الشهرية، من الأمثلة على هذه الأدوية مضادات الالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatory Drugs)، ومضادات التخثر (بالإنجليزية: Anti-coagulants).

المراجع

  1. ↑ "Menstrual cycle: What's normal, what's not", www.mayoclinic.org, Retrieved April 12, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Causes Menstrual Irregularity?", www.healthline.com, Retrieved April 12, 2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What you need to know about irregular periods", www.medicalnewstoday.com, Retrieved April 12, 2018. Edited.