يمتلك الأطفال الصغار عادةً وبطبيعتهم نسباً مرتفعةً من الثقة بالنفس، ولكنّ هذه النسب تقل كلما زاد عمر الطفل وكلما اقترب من سن النضوج، وذلك قد يكون لأحد الأسباب التالية:
يلجأ الأطفال في عمر ما بين الست إلى الإحدى عشر سنةٍ إلى مقارنة النفس مع الآخرين لأسباب اجتماعية أو معرفية، الأمر الذي يمهد الطريق للطفل نحو أكبر نضال يمر به، وهو محاولة زيادة الشعور بالكفاءة وتجنب الشعور بالدونية.[1]
بعد مقارنة الطفل لنفسه مع رفقائه واكتشافه لنقص أدائه في مجال ما، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وخاصةً إن كان النقص في مجال مهم بالنسبة له مثل المجال الأكاديمي، أما إذا كان النقص في مجال غير مهم بالنسبة له مثل المجال الرياضي، فمن غير المحتمل أن يؤثر على ثقته بنفسه.[1]
ترتفع توقعات الأهل أو المعلمين من الطفل كلما كبر، ويزداد اهتمامهم بالنتائج أكثر من اهتمامهم بالجهد المبذول، ولذا فقد يستشعر الطفل مقارنة الأهل له مع رفقائه إضافةً لمقارنته لنفسه.[1]
بعد أن يبدأ الطفل باستشعار مقارنة الآخرين له مع رفقائه وعند حصوله على علامات عدم الرضا، سيؤثر ذلك على ثقته بنفسه وخاصةً إن كان عدم الرضا صادراً من شخص محبب لديه، أما إن كان عدم الرضا صادراً من شخص غير محبب فعلى الأرجح لن ذلك يؤثر على الثقة بالنفس.[1]
يجب تتبع الإشارات التالية عند الطفل لمعرفة ما إن كان يعاني من عدم الثقة بالنفس:[2]
إنّ الطفل الذي يشعر شعوراً جيداً حيال نفسه يملك الثقة لتجربة أشياء جديدة، ويحاول جاهداً للوصول إلى الأهداف، ويشعر بالفخر بما يستطيع القيام به، فالثقة بالنفس تساعده على التأقلم مع أخطائه وتعلمه على المحاولة مجدداً للوصول إلى النجاح، كما وتساعد الثقة بالنفس على تحسين الأداء المدرسي والمنزلي وتحسين العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء.[3]
على الصعيد الآخر فإنّ الطفل الذي لا يملك الثقة بالنفس يشعر بعدم الاستقرار حيال نفسه، ويخاف من عدم قبول الآخرين له، ويجد صعوبةً في الدفاع عن نفسه، ويسمح للآخرين بمعاملته معاملةً سيئة، كما وقد يجد صعوبة في تقبل أخطائه أو فشله، مما يمنعه من مواكبة أدائه مع قدراته.[3]