هل العسل يرفع السكر في الدم

هل العسل يرفع السكر في الدم
(اخر تعديل 2024-05-17 15:12:01 )

العسل

يُعدُّ العسل مادةً يُنتجها النحل عبر رحيق النباتات، ويستخدم غالباً لتحلية الطعام، كما يمكن استخدامه في الطب، وتجدر الإشارة إلى أنّ العسل قد يتلوث بالجراثيم من النباتات والنحل والغبار خلال عملية إنتاجه، وجمعه، ومعالجته، وهناك بعض الخصائص التي تمنع بقاء هذه الجراثيم على قيد الحياة أو تكاثرها، وبالمقابل فإنّ بعض البكتيريا تتكاثر عبر الأبواغ وذلك مثل النوع الذي يبقى ويسبب التسمم السجقيّ، ويعتبر العسل مصدراً للكربوهيدرات خلال ممارسة التمارين الرياضية الشديدة، كما يستخدم العسل للسعال، والحروق، وحمى القش، كما استخدم العسل من الأطباء في اليونان القديمة لحروق الشمس، والجروح التي تعرضت للعدوى، ويستخدم في الصناعات كمُعطرٍ ومُرطبٍ في مستحضرات التجميل.[1]

علاقة العسل برفع السكر في الدّم

بالرغم من الفوائد العديدة للعسل إلا أنّه مرتفع بمحتواه من السكر مما قد يضر بالصحة عند استهلاكه بكميات مرتفعة، وأشارت العديد من الدراسات أنّ الأنظمة الغذائية المرتفعة بالسكر قد ترتبط مع الإصابة بالسمنة، والالتهاب، ومقاومة الإنسولين، ومشاكل في الكبد، وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنّ فرط استهلاك السكر يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، والخرف، وبعض أنواع السرطان، وبالتالي فإنّ أفضل طريقة للحصول على الفوائد المُحتملة للعسل هي عبر استهلاك النوع ذا الجودة العالية منه، واستخدامه باعتدالٍ كبديل عن المُحليات غير الصحية، مثل: شراب الذرة المركز عالي الفركتوز، والسكر المُكرر؛ حيث بيّنت إحدى الدراسات التي أجريت على 48 شخصاً يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أنّه على الرغم من رفع العسل لمستوى سكر الدم إلا أنّه لم يصل لتأثير سكر الطعام في رفعه، ولكن يُوصى الأخذ بعين الاعتبار عند استهلاك العسل بحسابه ضمن فئة الكربوهيدرات في النظام الغذائي لمريض السكري.[2][3]

وبيّنت مقالة مراجعة نشرت عام 2017 حول تأثير العسل في مستوى سكر الدم عند مرضى السكري أنّ العسل يقلل اختبار الغلوكوز الصيامي؛ الذي يقيس مستوى سكر الدم بعد صيام الشخص مدة 8 ساعات كحد أدنى، كما يرفع من مستويات فحصٍ يُعرف بـ Fasting C-peptide؛ وهو يساهم في معرفة البنكرياس للكمية التي يجب أن يفرزها، مما يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم ضمن الدرجة الطبيعية، كما وضحت دراسة نشرت في عام 2012 أنّ العسل يرفع مستوى سكر الدم بشكل أقلَّ مقارنة مع سكر السكروز لدى مرضى السكري من النوع الأول، ووضحت مقالة مراجعة نشرت في عام 2018 أنّ العسل قد يكون مفيداً في علاج مرضى السكري من النوع الثاني بشكل مماثل لتأثيره المحتمل في نقص مستوى سكر الدم؛ أي أنّه قد يساعد على خفض مستوى سكر الدم، ولكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات طويلة الأمد على البشر لتأكيد ذلك.[4]

ووجدت العديد من الدراسات أنّ استهلاك العسل يمكن أن يرفع من مستويات الإنسولين، ويقلل مستوى سكر الدم، حيث ذكرت دراسة أجريت عام 2004 أنّ المحلول الذي يحتوي على 75 غراماً من العسل يرفع مستوى سكر الدم والإنسولين لدى الذين يعانون من مرض السكري النوع الثاني أو لا يعانون منه خلال 30 دقيقة، وبالمقابل وُجد أنّ المحلول الذي يحتوي على الجلوكوز رفعَ مستوى سكرِ الدمِ بشكلٍ أكبر.[4]

الفوائد العامة للعسل

توضح النقاط الآتية بعضاً من فوائد العسل:[5][6]

  • تعزيز التئام الحروق والجروح: وذلك عند التطبيق الموضعيّ له، ووضحت مقالة مراجعة لـ 26 دراسة أنّ العسل كان الأكثرَ فعاليةً في التئام الحروقُ الجزئيّة العمق، والجروح التي تعرضت للعدوى بعد إجراء العملية الجراحية، كما يعتبر علاجاً فعّالاً لقدم مريض السكري؛ وهي من المضاعفات الخطيرة التي تسبب بترها، ويعتقد العلماء أنّ تأثير العسل في التئام الجروح يعود إلى خصائصهِ المضادة للبكتيريا، والمضادة للالتهاب، بالإضافة إلى قدرته على تغذية الأنسجة المحيطة به، كما يمكن أن يساعد على علاج الأمراض الجلدية بما فيها؛ الصدفية، وآفة الهربس، ومن الجدير بالذكر أنّ عسل المانوكا هو الأكثر فعالية في علاج الجروح والتئامها.
  • المساعدة على مكافحة السعال: حيث إنّ استهلاك كميةٍ بسيطةٍ من العسل عند الذهاب للنوم يقلل من عدد مرات السعال عند الأطفال الذين يزيد عمرهم عن سنتين أو الأكبر، وتظهر فعالية العسل بالحد أدنى كدواء ديكستروميتورفان المُكافح للسعال، كما تبيّن أنّ شرب الماء الذي يحتوي على كميةٍ بسيطةٍ من العسل يُخفض من تكرار السعال لدى البالغين الذين استمر لديهم مدّة طويلة بعد تعرضهم للمرض، كما وضحت دراسة أخرى أنّ العسل يُقلل من أعراض السعال، ويُحسّن من النوم بشكل أفضل من أدوية السعال.
  • امتلاكُ تأثيرٍ مفيدٍ في صحة القلب: حيث إنّ العسل يُعدُّ مصدراً غنياً بمركبات الفينولات، وغيرها من المركبات المضادة للأكسدة، ويرتبط العديد منها بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تساعد على تمدد الشرايين في القلب، كما تزيد من تدفق الدم للقلب، وقد تساهم في الوقاية من تكوّن خثرة الدم التي تؤدي إلى النوبة القلبية، والسكتة، ووضحت دراسة أجريت على الفئران أنّ العسل يقي القلب من الإجهاد التأكسدي، ولكن يجدر التنويه إلى عدم وجود دراسات طويلة الأمد أجريت على البشر حول تأثير العسل في صحّة القلب.
  • إمكانية خفض الدهون الثلاثية: حيث يُعدُّ ارتفاع مستوى هذه الدهون في الجسم عاملَ خطرٍ لأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يرتبط مع مقاومة الإنسولين التي تُعدُّ إحدى عوامل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأجريت دراسة قارنت بين تأثير العسل والسكر في رفع الدهون الثلاثية ووُجد أنّ مستوى هذه الدهون ينخفض في مجموعة العسل بنسبة تترواح بين 11% إلى 19% مقارنة مع مجموعة السكر.

القيمة الغذائية للعسل

يُوضح الجدول الآتي بعض ما تحتويه ملعقةٌ واحدةٌ كبيرةٌ من العسل تزن 21 غراماً:[7]

المادة الغذائية
الكمية
السعرات الحرارية
64 سعرٍ حراريّ
الماء
3.59 مليليترات
البروتين
0.06 غرام
الكربوهيدرات
17.30 غراماً
السكريات
17.25 غراماً
البوتاسيوم
11 ملغراماً
فيتامين ب3
0.025 ملغرام
الفسفور
1 ملغرام

أضرار العسل

يُعتبر العسل آمناً لمعظم البالغين والأطفال الذين يزيد عمرهم عن عامٍ واحد وذلك عند استهلاكه عن طريق الفم أو تطبيقه موضعياً على الجلد، ولكنّه قد يعتبر آمناً عند تناوله عبر الفم من قِبلِ الرضع والأطفال، ولكن توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية بتجنب استهلاك الأطفال الذين يَقِلُّ عمرهم عن عامٍ واحد للعسل أو إضافته إلى طعامهم أو تركيبات الرُضع؛ وذلك لخطر الإصابة بالتسمم السجقي، كما يُعتبر العسلُ غير آمنٍ في حال إنتاجه من رحيق الردندرة واستهلاكه عبر الفم؛ حيث يحوي هذا النوع من العسل سموماً قد تسبب مشاكل في القلب، وانخفاضاً في ضغط الدم، وألماً في الصدر، وغيرها من المشاكل الخطيرة في القلب، ويُوصى الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح بتجنب استهلاك العسل إذ إنّه قد يسبب ردَّ فعلٍ تحسسيٍّ لهم.[8][9]

المراجع

  1. ↑ "Honey", www.medlineplus.gov,21-8-2018، Retrieved 26-4-2019. Edited.
  2. ↑ Rachael Link (22-1-2019), "Is Honey Good for You, or Bad?"، www.healthline.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  3. ↑ Regina Castro (16-9-2016), "Diabetes foods: Is honey a good substitute for sugar?"، www.mayoclinic.org, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Lana Barhum (22-3-2019), "Can people with type 2 diabetes eat honey?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  5. ↑ Kris Gunnars (15-9-2018), "10 Surprising Health Benefits of Honey"، www.healthline.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  6. ↑ "HONEY", www.rxlist.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  7. ↑ "Basic Report: 19296, Honey", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 18-5-2019. Edited.
  8. ↑ "Infant Botulism- Why Babies Should Not Eat Honey", www.wholesomebabyfood.momtastic.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.
  9. ↑ "HONEY", www.webmd.com, Retrieved 26-4-2019. Edited.