كيف نربي أبناءنا تربية صالحة

كيف نربي أبناءنا تربية صالحة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تربية الأبناء

أوجب الله تعالى على الوالدين تربية أبنائهم، وأُمِر بذلك أيضاً الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث خاطبه الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ)،[1] وبناءً على الآية السابقة؛ يجب تعليم الأبناء الصلاة وغيرها من أوامر الله، وسائر أمور الخير والمعروف، حيث إنّهم أهمّ وأولى الناس بالدعوة والنصح والإرشاد، والواجب تعليمهم على حبّ الله تعالى وحبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وحبّ أوامر وتعاليم رسالة الإسلام، مع الحرص على بُعدهم عن أفعال الفجور والعصيان والهلاك؛ ليبدأ طريق الأبناء بالصلاح والهداية، إلّا أنّه من الواجب على الآباء والأمهات أن يسلكوا طريق الرحمة والحبّ والمودّة والتلطّف في تربية الأبناء، بعيدين عن الألفاظ الخبيثة والدنيئة، وعن استخدام أساليب الضرب في التربية، إلّا أنّه يجوز استخدام الضرب واللجوء إليه إن عصى الولد والديه ولم يطعهما، فالضرب لا يُقصد لذاته، وإنّما هو وسيلةٌ للوصول إلى المقصود من صلاح الأبناء واستقامتهم، ومثال ذلك ما شرعه الله تعالى من الحدود الشرعيّة التي تقام على الزاني والسارق والقاذف وغيرهم من المقترفين لحدود الله عزّ وجلّ، ومن الوسائل المستخدمة في التربية: الموازنة والمراوحة بين الترغيب والترهيب، وأن تكون البيئة التي ينشأ فيها الابن بيئة خيرٍ وصلاحٍ، مع حرص الوالدين على أن يكونا قدوةً لأبنائهم.[2]

كيفيّة تربية الأبناء تربيةً صالحةً

يجب على الوالدين تربية أبنائهم على تعاليم الشريعة الإسلاميّة؛ لتكون التربية تربية صلاحٍ وتقوى وإيمان، وفيما يأتي بيان الأمور الواجب غرسها في الأبناء:[3]

  • تنشئة الأبناء على العقيدة السليمة والإيمان الحقّ وغرس ذلك في نفوسهم وقلوبهم، وذلك يتحقّق بعدّة أمورٍ، منها: تعليمهم أركان الإيمان وأركان الإسلام، وكذلك أمور الغيب المتعلّقة بالموت ويوم القيامة والحساب والثواب والعقاب والجنّة والنار، مع تنمية مراقبة الله تعالى لهم في نفوسهم، وقدرته الفائقة التي لا يعجزها شيءٌ، وتدبيره لأمور وشؤون عباده، والتربية أيضاً على الخوف من الله، والاعتراف بجميع النعم منه، وكذلك يجب الانتباه إلى تربية الأبناء على المحافظة على الصلوات الخمس وعلى الخشوع والتفكّر فيها، وعلى تلاوة القرآن الكريم بتمعّنٍ ورويّةٍ وتدبّرٍ.
  • تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة والكريمة، ومنها: الصدق والأمانة والصلاح والإيثار ومساعدة الآخرين وغير ذلك من الأخلاق الفضيلة، كما أنّه يجب تنفيرهم من الأخلاق الرديئة، مثل: الكذب والخداع والتلفّظ بالكلام الفاحش.
  • تعليم الأبناء على مراعاة حقوق الآخرين والحرص عليها؛ فإنّ الآباء والأمهات هم أولى الناس بذلك، ومن ذلك أيضاً حقّ الأرحام في وصلهم وعدم قطعهم، وحقّ الجيران، والمعلمين، والأصدقاء وغيرهم من الناس.
  • تربية الأبناء على الآداب الاجتماعية المختلفة، ومن ذلك: آداب الطعام والشراب، آداب الاستئذان، وآداب إفشاء السلام، وآداب الجلوس بين الناس والكلام معهم، وغيرها من الآداب.
  • تربية الأبناء على أمر الناس بالمعروف والخير والبرّ والنهي عن المنكر والشرّ، وبذلك يتحقّق مقصد الوالدين في التغلّب على الخوف والخجل لدى أبنائهم.
  • اختيار المدرسة ذات البيئة الصالحة للأبناء؛ ممّا يُوصل الابن إلى الصحبة الصالحة الخيّرة.
  • تنمية قدرات الابن على التحلّي بالقوة والشجاعة والجرأة في الحقّ والثقة بالنفس، ومنحه الحرية في أفعاله، وتحمّله للمسؤولية، والفرصة في إبداء رأيه.
  • التحدّث إلى الأبناء عن مواقف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والسلف الصالح؛ ليكونوا قدوةً لهم فيما يصدر عنهم.
  • تعليم الأبناء الأحكام المتعلّقة بالبلوغ في الوقت الصحيح؛ فيجب على الأب تعليم ابنه أحكام الاحتلام وما يترتّب عليه، وعلى الأمّ أن تفقّه ابنتها في أحكام الحيض وغير ذلك من الأحكام المتعلّقة بمرحلة البلوغ.

أساليب وطرق تربية الأبناء

يجب على الآباء والأمهات سلوك طرقٍ معيّنةٍ في تربية أبنائهم، وفيما يأتي بيان بعضها:[4]

  • يجب أن تكون العلاقة بين الوالدين والأبناء علاقةً قويةً، وفي ذلك مصلحةٌ للوالدين؛ حيث إنّ الأبناء سيخبرونهم بكلّ ما يحصل معهم من أحداثٍ ومواقف، ومثال ذلك العلاقة التي كانت بين يعقوب وابنه يوسف عليهما السّلام؛ فيوسف أخبر أباه بالرؤيا التي رآها، قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)،[5] كما أنّ ذلك يجعل الحوار والنقاش بينهم دون أي حرجٍ أو بأسٍ، وبذلك يعلم الأبّ كلّ ما يحصل مع ابنه ويتصرّف بما هو مناسبٌ معه.
  • يجنّب الآباء أبناءهم من كيد الأعداء، ويحثّونهم على الابتعاد عن شرورهم، فلا يبوح الابن بكلّ ما يحصل معه لكلّ الناس، وذلك ما غرسه النبيّ يعقوب في نفس ابنه يوسف عليهما السلام، حيث قال الله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).[6]
  • يجب على الوالدين أن يحرصوا على مستقبل أبنائهم؛ بتنمية مواهبهم وقدراتهم، مع دعمهم وترغيبهم في الوصول إلى أهدافهم.
  • يجب على الوالدين العدل بين أولادهم؛ وبذلك تتحقّق الوقاية من الحسد والبغض والكيد والكراهية، وإن وقع في قلوب الآباء والأمهات حبٌّ زائدٌ لبعض أبنائهم، فيجب عليهم أن يكتموه ولا يظهروه، فبذلك تنتشر المحبّة والألفة بين الأبناء وأفراد الأسرة.
  • يعدّ اللعب من الأمور الهامّة لدى الأطفال، وباللعب يتحقّق النمو الجسدي للأطفال، والمتعة الروحيّة، والتغذية للنفس، فيعقوب -عليه السّلام- سمح بخروج ابنه يوسف مع إخوته لغرض اللعب، حيث قال الله تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ* أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).[7]

المراجع

  1. ↑ سورة طه، آية: 132.
  2. ↑ "تربية الأبناء في الإسلام"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "تربية الأولاد على الآداب الشرعية"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "تربية الأولاد كما يراها القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة يوسف، آية: 4.
  6. ↑ سورة يوسف، آية: 5.
  7. ↑ سورة يوسف، آية: 11-12.