كم عدد أبناء علي بن أبي طالب
عليّ بن أبي طالبٍ
هو ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أكرمه الله -تعالى- فكان أوّل من أسلم من الفتيان، ونام في فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الهجرة، وقد زوّجه النّبي -عليه الصلاة والسلام- من ابنته فاطمة رضي الله عنها، وأنجبت له سيّديْ شباب الجنة الحسن والحسين، و لعليّ -رضي الله عنه- من المناقب والفضائل ما لا يتّسع المقام لذكره، فقد بشّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، مصداقاً لما رُوِي عن جابرٍ بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (خرَجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إلى نخيلِ امرأةٍ منَ الأنصارِ فقالَ: يطلُعُ عليْكم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة، فطلعَ أبو بَكرٍ فبشَّرناهُ، ثمَّ قالَ: يطلعُ عليْكم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة، فطلعَ عمرُ فبشَّرناهُ، ثمَّ قالَ: يطلعُ عليْكُم رجلٌ من أَهلِ الجنَّة، وجعلَ ينظرُ منَ النَّخلِ ويقولُ: اللَّهمَّ إن شئتَ جعلتَهُ عليًّا، فطلعَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنْهُ).[1][2]
وقد وردت العديد من الأقوال عن السلف الصالح في وصفه والثناء عليه، فقد قال سعيدٌ بن المسيب رحمه الله: (ما كان أحدٌ بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أعلم من علي بن أبي طالب)، وقال عبد الله بن عياشٍ: (كان لعليّ ما شئت من ضرسٍ قاطعٍ في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله، والفقه في السّنة، والنّجدة في الحرب، والجود في المال).[2]
عدد أبناء عليّ بن أبي طالبٍ
تزوج عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- الكثير من النساء، ولكنّه لم يجمع بينهنّ في وقتٍ واحدٍ، إذ يحرّم على المسلم أن يجمع بين أكثر من أربعة نساءٍ، وقد رُزق بالكثير من الأبناء، حيث رُوِي أن عدد أبنائه بلغ أربعة عشر ولداً، وسبع عشرة بنتاً، إذ أنجبت له فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها: الحسن، والحسين، وزينب، وأمّ كلثوم، وأنجبت له ليلى بنت مسعودٍ رضي الله عنهما: عبد الله، وأبو بكر، وأنجبت له أمّ البنين بنت حزامٍ: العباس، وجعفرٌ، وعثمانٌ، وعبد الله، وأنجبت له أسماءٌ بنت عويس: محمد، ويحيى، وقيل عونٍ، وأنجبت له أمّ حبيبةٍ التغلبية: عمرٍ، ورقيّة، ورُزق من أمامة بنت العاص بن الربيع: محمدٌ الأوسط، ومن الحنفية خولة بنت جعفرٍ: محمدٌ الأكبر المعروف بمحمدٍ بن الحنفية، ومن أمّ سعيدٍ بنت عروة الثقفية: رملة، وأم الحسن، وله غيرهم من الأولاد والبنات.[3][4]
أبناء عليّ بن أبي طالبٍ وفاطمة الزّهراء
الحسن بن عليّ
هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، وقد وُلد الحسن بن عليٌ -رضي الله عنه- في السّنة الثالثة للهجرة، فأذّن النّبي -عليه الصلاة والسلام- في أذنيه؛ ليطرد عن قلبه وساوس الشيطان، ويرسّخ فيه تعظيم الله تعالى، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحبّ الحسن حبّاً شديداً، حيث كان كثيراً ما يلاعبه، ويُقبّله، ويعطف عليه، وتكفّل بتربيته إلى أن بلغ الثامنة من العمر، وكان يزرع فيه حب الإصلاح بين المسلمين منذ نعومة أظفاره، فقد رُوِي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صعد به ذات يومٍ إلى المنبر، وقال: (ابني هذا سيدٌ، ولعلَّ اللهَ أن يُصلِحَ به بين فئتَينِ من المسلمينَ).[5][6]
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عاش الحسن بن علي -رضي الله عنه- حياته حريصاً على حقن دماء المسلمين، وتوحيد صفّهم، فقد رُوِي عنه عندما بويع للخلافة أنّه قال: (والله لا أبايعكم إلّا على ما أقول لكم)، فقالوا: وما هي، قال: (تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت)، ثم خطبهم، وبعد أشهرٍ قليلةٍ تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعقد معه الصّلح حقناً لدماء المسلمين، وتوْحيداً لصفوفهم، وسُمّيَ ذلك العام بعام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات، وقد توفّي الحسن بن عليّ -رضي الله عنه- في العام التاسع والأربعين للهجرة، وكان عمره سبعة وأربعون عاما، وقيل إنه مات مسموماً، ودُفِن في البقيع بجانب قبر أمّه فاطمة الزهراء رضي الله عنها.[6]
الحسين بن علي
هو الحسين بن علي بن أبي طالبٍ بن عبد المطلب بن هاشمٍ، سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وريحانته من الدّنيا، وسيّد شباب أهل الجنة، عاش كريماً ومات شهيداً، وقد وُلد في السّنة الرابعة للهجرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبّه هو وأخوه الحسن حباً جماً، مصداقاً لما رُوِي عنه أنه قال: (هذانِ ابْنايَ، فمَن أحَبَّهما فقد أحَبَّني، ومَن أبغَضَهما فقد أبغَضَني)،[7] وقد استشهد الحسين بن عليّ - رضي الله عنه- بعد أن طلب منه أهل الكوفة التوجّه إليهم وأخذ البيعة للخلافة، وكان ذلك بعد موت معاوية بن أبي سفيانٍ، وتولّي ابنه يزيد الخلافة من بعده، وبعث الحسين ابن عمّه مسلم بن عقيلٍ ليتحرّى أمرهم.[8]
ثم كثرت الرسائل التي تطلب منه القدوم، فخرج إليهم على الرغم من تحذير أغلب الصحابة -رضي الله عنهم- له من الخروج، حيث قال له ابن الزبير رضي الله عنه: (أين تذهب، إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟!)، فقال: (لأن أُقتل بمكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن تُستَحَلَّ بي)، يقصد مكّة المكرّمة، ونصحه ابن عباس -رضي الله عنه- بالبقاء في مكة المكرمة أو التوجّه إلى اليمن، وصرّح بالخوف عليه من الهلاك، ولكنّ الحسين -رضي الله عنه- أصرّ على ما عزم عليه، وقال له: (يا ابن عمّي، والله إنّي لأعلم أنك ناصحٌ شفيقٌ، ولكنّي قد أزمعت المسير)، فقال له ابن عبّاس: (فإن كنت ولا بدّ سائرًا فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إنّي لخائفٌ أن تُقتَلَ كما قُتِلَ عثمانٌ، ونساؤه، وولده ينظرون إليه).[8]
المراجع
- ↑ رواه الذهبي، في تاريخ الإسلام، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3/636، حسن.
- ^ أ ب "علي بن أبي طالب"، www.islamstory.com، 2010/06/10، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "زوجات وأولاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-"، www.fatwa.islamweb.net، الثلاثاء 11 جمادى الآخر 1428 - 26-6-2007، اطّلع عليه بتاريخ 4-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "ذكر أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة، الصفحة أو الرقم: 7109، صحيح.
- ^ أ ب "الحسن بن علي"، www.islamstory.com، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 4-2-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير الأعلام، عن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3/284، حسن.
- ^ أ ب "الحسين بن علي"، www.islamstory.com، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 4-2-2019. بتصرّف.