قبل أن يبدأ الشخص بإقناع الآخرين بشيء ما عليه أن يُجري تقييماً ذاتياً شاملاً وموضوعيّاً لذلك الشيء سواء كتابياً أو ذهنيّاً؛ فإذا أراد أحدهم إقناع صديقه بتغيير الديكور الخاصّ بغرفته مثلاً عليه أولاً أن ينظّم أفكاره بحيث لا تسبّب إزعاجاً أو إحراجاً لصديقه، وفي ذات الوقت يعرض عليه أسباب كافية تدفعه للتغيير، فإن لم يتمكّن من ذلك عليه مراجعة فكرته فقد يكون ما يطلبه غير معقول واقعياً.[1]
يجب أن يكون الحوار مليئاً بالكلمات التي من شأنها أن تؤثر في نفس الطرف الآخر وتدفعه للاستجابة؛ فمثلاً إذا كانت هناك رغبة في إقناع أحدهم بالتسجيل في إحدى شركات تأمين السيارات عليه أن يقول له: "هناك مئات الوفيات التي ترتبط بالسيارات يومياً في جميع أنحاء العالم" بدلاً من قول "هناك العديد من حوادث السيارات"؛ فكلمة "وفاة" أقوى من كلمة "حوادث".[2]
يُمكن للشخص التركيز على الزمن المستقبلي ليُثبت للطرف الآخر مدى ثقته بالفكرة، وسيرى الأخير أنّ المتحدث مستعدّ للمضي والتنفيذ فيما وعد به، مع الانتباه إلى ضرورة عدم اتخاذ القرارات عن الشخص الآخر، إنّما فقط التحدّث عن الأفكار والاحتمالات والآثار التي يمكن أن تترتب عليها.[2]
عندما يرغب أحدهم في إيصال فكرة أو طلب ما للطرف الآخر، عليه أن يعمل على جذب الأخير إليه، وذلك عن طريق تصوير الفكرة كانتصار كبير له، ثمّ توضيح النتائج المترتبة على تحقّق الأمر، مثل: تخفيف عبء العمل عليه، واحتمالية حصوله على ترقية مستقبلاً وغيرها ممّا يؤثر على سير حياته إيجاباً.[3]
لا يتمكّن الشخص أحياناً من إقناع الطرف الآخر بشيء ما بشكلٍ سريع، وفي هذه الحالة عليه أن لا يستسلم، بل أن يستمر في محاولة إقناعه عن طريق تجربة طرق ووسائل جديدة لذلك، وقال لي ياكوكا المدير التنفيذي للسيارات في الولايات المتحدة أنّ على الشخص تشجيع نفسه دائماً بقول: "أعتقد أنّه إذا أكملت طريقي في العمل على أمر ما فإنّي سأتمكّن في النهاية من الحصول عليه".[3]