في أي شهر كان فتح مكة

في أي شهر كان فتح مكة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مكة المكرمة

مكة المكرمة هي موطن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومسقط رأسه، ففيها ولد وترعرع ونشأ، ولكن بعد أنْ أنزل الله تعالى عليه رسالة الإسلام السماوية عاداه قومه، وألحقوا به الأذى والضرر، وأخرجوه منها، فهاجر إلى المدينة المنورة هو وأصحابه، وأقام الدولة الإسلامية فيها، ولكنه حنينه وشوقه إلى موطنه مكة لم ينقطع، فمنّ الله تعالى عليه بفتحها ودخولها بعزةٍ وقوةٍ ومنعةٍ، ورفع فيها راية الدولة الإسلامية وكسرت الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة وداخلها، فمتى كان هذا الفتح المبين؟ وما هي أحداثه؟

فتح مكة

كان فتح مكة في العاشر من رمضان من العام الثامن من الهجرة، بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية المبرم بين المسلمين وحلفائهم والمشركين وحفائهم، وكان من البنود المتفق عليها عدم موالاة المشركين أو حلفائهم أي عدوانٍ على المسلمين وحلفائهم والعكس، ولكن لم تلتزم قريشٍ بهذا البند، حيث نصرت قريشٍ قبيلة بكر الموالية لها على قبيلة خزاعة الموالية للمسلمين.

أحداث الفتح

عندما علِم النبي بخرق قريشٍ لبنود صلح الحديبية قرر فتح مكة، وفي هذا الوقت أدرك أبو سفيان صعوبة الموقف، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحاول تجديد الصلح مرةً أخرى، إلّا أنّ النبي لم يعطه رأياً، ثم حاول أبو سفيان مع الصحابة لإقناع النبي، ولكن دون فائدة، فعاد إلى مكة يجر ذيول الخيبة، ومتيقناً من الفتح.

أمر النبي صلى الله عليه سلم الصحابة بالتجهز للغزو، وصرح لهم وجهته ونواياه، ودعا الله عز وجل بأن يعمي عيون قريشٍ ليستطيع مباغتتهم في ديارهم، كما أرسل سريةً في اتجاهٍ آخر للتمويه حول الوِجهة المنوية، وخرج النبي صلى الله عليه وسلّم بجيشه المهيب الذي انضم إليه المسلمون من كل بقاع الأرض تلبيةً لندائه عليه الصلاة والسلام، وتوجّه إلى مكة المكرمة، وفي طريقه لقيه العباس بن عبدالمطلب مهاجراً مع عياله ومشهراً إسلامه وكان بذلك آخر المهاجرين؛ لأنه لا هجرة بعد الفتح.

كان المسير في شهر رمضان، لذلك أمر النبي الجيش بالفطر ليستطيعوا تحمّل أعباء الغزو، وأمر كل واحدٍ منهم بإشعال نارٍ لإلقاء الرعب في قلوب المشركين، وعندما وصل الجيش دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو على راحلته، وأنزل رأسه تواضعاً لله تعالى بإكرامه بفتح مكة، ودخل إلى البيت الحرام والصحابة يحيطون به، واستقبل الحجر الأسود، وطاف بالبيت الحرام وبيده قوس وأخذ يحطم الأصنام المصفوفة فيها، ودخل الكعبة وطهرها مما فيها من الأصنام والصور، ثم صلى فيها ركعتين.