أضرار الدخان

أضرار الدخان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الدخان

يمكن تعريف الدخان أو التدخين بأنه عملية استنشاق وإخراج الأبخرة الناتجة عن حرق نبات معين عن طريق الفم والأنف، والذي قد يتمثل بمجموعة متنوعة من النباتات؛ مثل الماريجوانا، أو الحشيش، أو التبغ الذي يعتبر الأكثر شيوعاً وارتباطاً بمصطلح الدخان أو التدخين الشائع بين الناس، ويُصنّع على شكل سيجارة، أو سيجار، أو أنبوبة تحتوي بداخلها عليه، وهو يحتوي بشكل أساسي على مادة النيكوتين التي تؤدي بدورها إلى الإدمان، كما أن لها تأثيرات نفسية مهدئة، ومنشطة.[1]

يعتبر الدخان واحداً من أكثر الأسباب المباشرة للوفاة؛ فعلى سبيل المثال قدّرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات بسبب التدخين في جميع أنحاء العالم وصل إلى 5 ملايين عام 2003م، وإلى 6 ملايين في عام 2011م، ويُتوقع أن يصل إلى 8 ملايين عام 2030م، حيث سجلت البلدان النامية أعلى نسبة من هذه الوفيات والتي وصلت إلى 80% تقريباً.[1]

تم إدخال الدخان الذي مارسه الهنود الأمريكيون منذ فترة طويلة إلى أوروبا، ثم سرعان ما ذاع صيته وانتشر في بلدان العالم الأخرى، كما يمارسه الكثيرون اليوم رغم الأضرار التي يتسبب بها من النواحي الدينية، والصحية، والمادية، والاجتماعية، وغيرها الكثير.[1]

مكونات الدخان

يقول الخبراء إن السجائر تحتوي على أكثر من 4,000 مركب، يُصنف عدد كبير منها على أنها مواد سامة أو مسرطنة، ومن أهم هذه المكونات:[2]

  • مادة النيكوتين: رغم أن هذه المادة غير مُسرطنة، إلا أنها تسبب الإدمان على التدخين بشكل كبير، وتُشعر الجسم بالحاجة المستمرة إليها؛ حيث يعتبر النيكوتين مكوناً سريع المفعول يصل إلى المخ في غضون خمس عشرة ثانية فقط من استنشاقه، وفي حال عدم إدخال هذه المادة في صناعة الدخان، فسينخفض عدد المدخنين بشكل كبير وستنهار هذه الصناعة، ويجدر بالذكر أيضاً أن هذه المادة تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية الخاضعة للرقابة، كما أن التعرّض لها بشكل مكثف قد يتسبب بأعراض؛ كالقئ، والنوبات، والاكتئاب، وتأخر النمو، كما ويمكن أن يؤدي إلى إضعاف نمو الجنين السليم داخل الرحم.
  • مادة أول أوكسيد الكربون: يُعتبرغاز أول أكسيد الكربون غازاً ساماً لا رائحة له ولا طعم، ولا يمكن للجسم التمييز بينه وبين الأكسجين مما يؤدي بالتالي إلى امتصاصه إلى مجرى الدم، وهو الغاز ذاته الذي ينبعث من عوادم السيارات، وقد يسبّب الاستنشاق المباشر والمكثّف له الدخول بغيبوبة توصل الشخص حد الموت، وهو يؤدي إلى إضعاف وظائف العضلات بما فيها عضلة القلب، ويُسبب التعب، والدُّوار، والضعف، ويؤثر هذا الغاز بشكل خاص على الأطفال الرُّضع والأجنّة في الرحم.
  • مادة القطران: تتكون هذه المادة من عدة مواد كيميائية مسرطنة، وخلال عملية استنشاق المدخن للأبخرة الناتجة عن عملية حرق محتويات السيجارة بما فيها القطران، فإن نحو 70% من هذه المادة يبقى في الرئتين.

أضرار الدخان

أضرار الدخان من الناحية الصحية

من الأضرار التي يتسبب بها التدخين على الصحة ما يأتي:[3]

  • سرطان الرئة: يعتبر التدخين سبباً رئيسياً للإصابة بسرطان الرئة، ووفقاً لجمعية الرئة الأمريكية فإن الرجال المدخنين عُرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة تزيد بنحو 23 مرة عن غير المدخنين، كما أن النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 13مرة، كما يتسبب التدخين السلبي بوفاة 7,330 فرداً سنوياً.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن: يتسبب هذا المرض بانتفاخ الرئة، ويؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية المُزمن، كما أن التدخين في مرحلة المراهقة يُبطئ عملية نمو الرئة ويزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
  • أمراض القلب: يُعتبر الأشخاص المدخنون أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف مقارنة بالأشخاص غير المدخنين، وتتعلق وفاة حالة واحدة من كل خمسة حالات من الأشخاص المصابين بهذا المرض بشكل مباشر بالتدخين، وذلك لأن كمية النيكوتين الموجودة في السجائر تقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى القلب، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة عدد ضربات القلب، وإجهاده.
  • السكتة الدماغية: بحسب الجمعية الوطنية للسكتة الدماغية، فإن التدخين يضاعف احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك لأن القلب يعمل بجد أثناء التدخين ليُعوض النقص في كمية الأكسجين في مجرى الدم، الأمر الذي يجعل تشكل جلطات الدم أكثر سهولة، مما يؤدي إلى عرقلة تدفق الدم إلى الدماغ والتسبب بالجلطة الدماغية.
  • تمدد الأوعية الدموية الأبهري: بحسب دليل صحة الأسرة بكلية الطب بجامعة هارفارد، يزداد خطر تمدد الأوعية الدموية عند المدخنين، وتزيد احتمالية تمددها عند الرجال أكثر من النساء.
  • سرطان البلعوم: تبدأ هذه الأنواع من السرطانات بالفم والحلق، كما وضحت جمعية السرطان الأمريكية أن هذا النوع من السرطان يُمكن أن يُؤثر على الحنجرة، والشفتين، والخدين، واللثة.
  • إعتام عدسة العين: فوفقاً لجمعية البحوث في الرؤية وطب العيون، إن خطر الإصابة بهذا المرض يزداد بالتدخين.
  • مرض السكري: يسبب التدخين زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض، وتصل نسبة تطوره بين المدخنين إلى 30-40%، ويسبب الاستمرار بالتدخين أثناء الإصابة به مشكلة عدم السيطرة على هذا المرض، وفقا لما أفاده مركز السيطرة على الأمراض.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: وضحّت مؤسسة التهاب المفاصل بأن التدخين يزيد من فرص الإصابة بهذا النوع من الإلتهاب.
  • متلازمة موت الرضيع المفاجئ: أظهرت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، أن الأمهات اللواتي يدخِّن أثناء وقبل الحمل يزِدن من فرص موت الأطفال غير المبرر أثناء النوم، والذي يحدث بين سن الشهر إلى السنة، ومما يزيد الحالة خطورة هو تدخين الآباء بالقرب منهم.
  • إضعاف القدرة الجنسية: أظهرت الدراسات أن التدخين يعيق تدفق الدم داخل الشرايين وأن الأشخاص الذين يدخنون أكثر من 20 سيجارة في اليوم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بنسبة 60%.
  • تلف أنسجة الجلد وضعف التئام الجروح بسبب صعوبة وصول الأكسجين إلى الجلد.[4]
  • زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، وكسور العمود الفقري.[4]

أضرار الدخان من الناحية الدينية

من أضرار التدخين من الناحية الدينية:[5]

  • إهلاك النفس؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛوَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[6]
  • إضاعة المال وتبذيره؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).[7]
  • الإضرار بالآخرين؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضَررَ ولا ضِرارَ).[8]
  • اعتبار التدخين من الخبائث، يقول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[9]

أضرار الدخان من الناحية البيئية

من أضرار الدخان من الناحية البيئية ما يأتي:[10]

  • إزالة أشجار الغابات من أجل زراعة نبات الدخان؛ مما يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • المخلفات الصلبة والكيميائية التي تُخلفها المصانع أثناء التصنيع.
  • مشاكل نفاد المواد الغذائية من التربة؛ حيث أظهرت الأبحاث أن محاصيل التبغ تستنفد مغذيات التربة بنسبة عالية مقارنة بالمحاصيل الأخرى مثل: النيتروجين، والفسفور، والبوتاسيوم.
  • استخدام عدد كبير من المواد الكيميائية بما في ذلك المبيدات الحشرية والأسمدة أثناء زراعة التبغ، وظهور مشاكل تلوث المياه بسبب هذه المواد.
  • الحرائق التي تتسبب بها السجائر، فهي مسؤولة عن 8-10% من نسبة الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً خلال العشر سنوات الماضية، والتي تتسبب بالخسائر المادية وحصد أرواح البشر.

أضرار الدخان من الناحية الاجتماعية

من أضرار الدخان من الناحية الاجتماعية ما يأتي:[11]

  • استمرارية الرائحة الكريهة للنَفَس، والتصاق الرائحة الكريهة بالملابس، والشعر، وأثاث المنزل والسيارة، بالإضافة إلى صُعوبة إزالتها أو إخفائها.
  • الإِضرار بالأداء الرياضي؛ بسبب ضعف الدورة الدموية، وسُرعة ضربات القلب، وضيق النفس.

فيديو العادات الصباحية

المراجع

  1. ^ أ ب ت Jack Henningfield, Christine Ann Rose, David T. Sweanor, and others (3-12-2018), "Smoking"، www.britannica.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  2. ↑ Christian Nordqvist (13-7-2015), "?What Chemicals Are In Cigarette Smoke"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  3. ↑ "Diseases Caused by Smoking", www.unitypoint.org,18-11-2014، Retrieved 17-5-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Edward D. Gometz (1-1-2011), "Health Effects of Smoking and the Benefits of Quitting"، www.journalofethics.ama-assn.org, Retrieved 27-5-2019. Edited.
  5. ↑ أمين بن عبدالله الشقاوي (28-11-2012)، "تحريم الدخان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سورة البقرة، آية: 195.
  7. ↑ سورة الإسراء، آية: 27.
  8. ↑ رواه النووي، في الأربعون النووية، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 32، حسن.
  9. ↑ سورة الأعراف، آية: 157.
  10. ↑ Thomas E Novotny, Stella Aguinaga Bialous, Lindsay Burt, and others (22-10-2015)، "The environmental and health impacts of tobacco agriculture, cigarette manufacture and consumption"، www.who.int، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  11. ↑ Elana Pearl Ben-Joseph (1-1-2016), "Smoking"، www.kidshealth.org, Retrieved 27-5-2019. Edited.
  12. ↑ فيديو العادات الصباحية.