تاريخ ميلاد الرسول
محمّد صلّى الله عليه وسلّم
هو (مُحمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان)، ويتصّل نسبه بإسماعيل عليه السلام من جهة عدنان، ويُكنّى الرسول بأبي القاسم، ومن الأسماء الأخرى له التي رواها الصحابي جبير بن مطعم رضي الله عنه: محمّد، وأحمد، والحاشر، والماحي، والعاقب، وتجدر الإشارة إلى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام طاهر النسب، فقد وُلِد بنكاحٍ صحيحٍ من غير سِفاح، وممّا يدلّ على ذلك ما قاله أبو سفيان لهرقل عندما سأله عن نسب محمد صلى الله عليه وسلم: (هوَ فينا ذو نَسَبٍ)، فقال هرقل: (كَذَلِكَ الرُّسُل تُبْعَثُ في نَسَبِ قومِها).[1]
ميلاد الرسول ونشأته
وُلِد النبي صلى الله عليه وسلم صباح يوم الاثنين، في التاسع من شهر ربيع الأول، في العام الأول من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من شهر نيسان-إبريل من عام سبعمئةٍ وواحد وخمسين للميلاد، وقد بيّنت بعض الروايات أنّ حمل النبي كان سهلاً يسيراً هيّناً، فلم تشكُ آمنة بنت وهب من ألم أو ضعف بسبب الحمل، وورد في بعض الروايات، أيضاً، أنّ آمنة سمعت قائلاً يحدّثها: (إنّكِ قد حملتِ بسيِّدِ هذه الأُمّة، فإذا وقعَ على الأرضِ، فقولي: إنّي أُعيذُه بالواحدِ من شرِّ كلِّ حاسدٍ، وسَمِّيه مُحمَّداً)، ولمّا وُضِع محمّد خرج معه نورٌ أضاء ما بين المشرق والمغرب، فأضات قصور بصرى في الشام، رغم أنّه وُلِد في مكة في زمن انتشرت فيه عبادة الأصنام والأوثان، والتصديق بالخرافات والجاهالات، والقيام بما قبُح وساء من الأفعال، مثل: الزنا، وشرب الخمر، والقتل وسفك الدماء، ووأد البنات، وقتل الأبناء، وانتشار التعصّب القبلي القائم على نصرة القبيلة دون النظر إن كانت على حقّ أو باطل، والفخر والكِبَر بالحَسَب والنّسَب، والسعي في الشرف والمكانة والسمعة التي تؤدي بدورها إلى قيام الحروب والمعارك بين مختلف القبائل.[2]
ورغم كلّ الظروف سابقة الذِّكر، إلا أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان مُطهَّراً منها، ولم يشارك قومه بأيّ عادة من عاداتهم؛ ونسبه مرتبط بأسرة عريقة ذات نسب عظيم، فأجداده من أشراف العرب وكِبارهم، ومن الجدير بالذّكر أن محمداً عليه الصلاة والسلام وُلِد يتيماً بلا أب، حيث توفّي أبوه وهو جنين في رحم أمه، وعند ولادته أرسلته أمه إلى البادية إلى قبيلة بني سعد تحديداً؛ لترضعه مرضعة منهم، وكانت مرضعته الخاصة به حليمة، وكان إرسال المواليد إلى البادية آنذاك عادةً من عادات العرب؛ حرصاً على صحّتهم من الأمراض والأوبئة، وسعياً لتقوية أجسادهم، وتعلّمهم اللغة العربية الفصيحة من صغرهم بإتقان.[2]
وتجدر الإشارة إلى أنّ حليمة نالت بركة عظيمة بإرضاعها لمحمّد؛ فزاد لبن ضرعها، وكثُر الزّاد في مراعي أغنامها، فسمنت الأغنام وكثر لبنها، وتبدّلت حالها من الفقر والحاجة والمشقة والمعاناة إلى الخير الوفير والبركة العجيبة، ثمّ توفّيت أمه عند بلوغه سن السادسة من عمره، فانتقل إلى رعاية جده أبي طالب، الذي توفّي عندما بلغ محمد من العمر ثماني سنين، فانتقلت كفالته إلى عمه أبي طالب، وكان محمّد يعمل في صغره برعي الأغنام، ثمّ عمل في شبابه بالتجارة، فكان صادقاً أميناً، صاحب خلق رفيع، وعقل حكيم، ومن الأمور التي عرفت عن فترة شبابه عدم مشاركته للشباب من قومه في حفلات السَّمَر الخاصة بهم، أو مجالس الغناء والعزف وشرب الخمر، فكان أحسن قومه أخلاقاً ومروءةً.[2]
مواقف من حياة الرسول
زخرت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالعديد من المواقف التي تدّل على عظمة حياته، وفيما يأتي بيان جانب ممّا كان عليه النبي:[3]
- كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام شديد الجمال؛ فلونه كان أبيض محمّراً أزهر، وضيء الوجه، واسع الجبين، كثّ اللحية، سخل الخدّين، أبيض الأسنان، وكان النور يخرج من فيه إن تكلّم، حتى قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه: (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الشمس تجري في وجهه)، كما قال فيه بعض الصحابة: (كان رسول الله فخماً مفهماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر).
- وصف الله تعالى خُلُق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[4] وفي خُلُقه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، قالت: لم يكن فاحشاً، ولا مُتَفَحِّشاً، ولا صَخَّاباً في الأسواقِ، ولا يَجْزِي بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يَعْفُو ويَصْفَحُ).[5]
- كان محمد صلى الله عليه وسلم جواداً كريماً ذا عطاء، وعُرِفت عنه السماحة والسخاء، وروى البخاري في ذلك عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجوَدَ الناسِ بالخيرِ، وأجودُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ).[6]
- أثبت النبي عليه الصلاة والسلام شجاعته وثباته في أعظم المواقف، حتّى قال بعض الصحابة في ذلك: (إنّا كنا إذا اشتد البأس واحمرّت الحدق، اتقينا برسول الله صلى عليه وسلم، فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدوّ، وكان من أشدّ الناس يومئذٍ بأساً)، وقال عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (ما رأيت أشجع ولا أبحر ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
المراجع
- ↑ "اعرف نبيّك صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبيئته ونشأته والعناية الإلهية قبل بعثته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة القلم، آية: 4.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2016، حسن صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4997، صحيح.