ما هي طرق منع الحمل
الحمل
ويمكن القول إنّ أساس عملية الحمل هو التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، والبويضة هي ما تُنتجه مبايض المرأة كل شهر خلال عملية تُعرف بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، وبحدوث الالتقاء بين الحيوان المنوي والبويضة يحدث الإخصاب لتنتج بويضة مخصبة (بالإنجليزية: Fertilized egg)، ومن ثم تنتقل هذه البويضة المخصبة عبر قنوات فالوب (بالإنجليزية: Fallopian Tube) بعد ثلاثة إلى أربعة أيام إلى الرحم (بالإنجليزية: Uterus)، وتجدر الإشارة إلى أنّ البويضة المخصبة تنقسم إلى مجموعة من الخلايا لتُشكّل الكيسة الأريمية (بالإنجليزية: Blastocyst)، وتظلّ هذه الكيسة تعوم في الرحم ليومين إلى ثلاثة أيام، وإذا انغرست في بطانة الرحم في عملية تُعرف بالانغراس (بالإنجليزية: Implantation) يمكن القول عندها إنّ مرحلة الحمل تكون قد بدأت بشكلٍ رسميّ، وغالباً ما تحتاج عملية الانغراس لما يُقارب ثلاثة إلى أربعة أيام حتى تتمّ، وبمجرد إتمام عملية الانغراس تقوم البويضة المخصبة بإفراز هرمون الحمل الذي يمنع انسلاخ بطانة الرحم، وهذا ما يُفسّر غياب الدورة الشهرية أثناء الحمل.[1]
طرق منع الحمل
في الحقيقة هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لمنع حدوث الحمل، ويعتمد اختيار الطريقة على الصحة العامة للمعنيّ، وعمره، والتاريخ الصحيّ للعائلة، وعلى الرغبة في الإنجاب مستقبلاً، والنشاط الجنسيّ، وغير ذلك، ويمكن بيان أهم طرق منع الحمل فيما يأتي:[2]
موانع الحمل طويلة الأمد
تتميز هذه الطرق بأنّها تمنع الحمل لفترة طويلة من الزمن، ويمكن بيانها فيما يأتي:[2]
- اللولب الرحميّ: (بالإنجليزية: Intrauterine Methods)، وهو أداة على شكل حرف T، وتُوضع في رحم المرأة من قبل مقدم الرعاية الصحية المختصّ، ويتسمرّ تأثير اللولب باستمرار وجوده، ويُنزع عند رغبة المرأة بالحمل من جديد، ولهذا اللولب نوعان أساسيان، هما:
- موانع الحمل المزروعة: (بالإنجليزية: Implants)، وهي أداة تُشبه العصا الصغيرة يزرعها الطبيب المختص تحت جلد المرأة في الجزء العلويّ من الذراع، وتحتوي هذه الموانع على أحد أنواع هرمون البروجستين.
- اللولب الرحمي الهرمونيّ: ويقوم مبدأ هذا اللولب على إفراز أحد أنواع هرمونات البروجستين والمعروف بليفونورجيستريل (بالإنجليزية: Levonorgestrel)، والذي يعمل على زيادة مخاط عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix)، وهذا بدوره يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة من جهة، ويقلّل سماكة بطانة الحرم من جهة أخرى، وقد يمنع المبايض من إنتاج البويضات، ولعلّ هذا ما جعل من نسبة نجاحه تصل إلى ما يزيد عن 99% في منع حدوث الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير هذا اللولب قد يتسمر لسنة بعد نزعه، ومن الجدير بالذكر أنّ لهذا اللولب استخدامات أخرى غير منع الحمل، كالحالات التي تكون فيها الدوؤة الشهرية غزيرة للغاية.
- اللولب الرحميّ النحاسيّ: وتكمن وظيفة هذا اللولب في منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة أيضاً، وحتى وإن حدث الإخصاب فإنّ هذا اللولب يمنع انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويمكن استعماله ليظلّ في الجسم لما يقارب عشر سنين.
موانع الحمل الهرمونية
وهي الموانع التي تقوم بشكل أساسي على مبدأ منع حدوث الإباضة، وزيادة سمك مخاط عنق الرحم وبالتالي منع وصول الحيوانات المنوية وحدوث الإخصاب، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[2][3]
- الموانع أحادية الهرمونات: وأكثر هذه الموانع شيوعاً:
- الموانع المركبة: وهي موانع الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين بالإضافة إلى أحد أنوع هرمون البروجستين، ومن أشكالها ما يأتي:
- حقن موانع الحمل: ومنها حقن البروجستين التي تُعطى عن طرق العضل مرة كل ثلاثة أشهر، وتُنصح المرأة بالحرص على تناول الكالسيوم وفيتامين د خلال تناول هذه الحقن لما تُسبّبه من تراجع في الكتلة العظمية.
- الحبوب المقتصرة على البروجستين: وهي الحبوب التي تحتوي على البروجستين وحده، ويُفضل تناولها بشكلٍ يومي وبالموعد ذاته من كل يوم، ويمكن اللجوء إلى هذه الحبوب في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من موانع لاستخدام الحبوب المركبة.
- حبوب منع الحمل المركبة (بالإنجليزية: Combined oral contraceptive pill)، ويُفضل تناول هذه الحبوب بالموعد ذاته من كل يوم، وتمتاز هذه الحبوب بقدرتها على تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض، وكذلك سرطان بطانة الرحم، بالإضافة إلى تقليل خطر المعاناة من أورام الثدي الحميدة.
- لصقة منع الحمل (بالإنجليزية: Contraceptive patch): وهي لصقة تُوضع على الجلد، لتُطلق الهرمونات إلى الدم عبر الجلد، وتُوضع في أحد أيام الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع، بينما تُترك المرأة في الأسبوع الرابع دون لصقة جلدية للسماح للدورة الشهرية بالقدوم.
- الحلقة المهبلية (بالإنجليزية: Vaginal ring): وهي حلقة رفيعة يصل طول قطرها إلى 5 سم، وتُوضع في المهبل لتُطلق الهرمونات بشكلٍ مستمرٍ لثلاثة أسابيع، ثم تُنزع لأسبوع، وتُوضع حلقة جديدة بعد انقضاء هذا الأسبوع.
الحواجز
وتمتاز هذه الحواجز (بالإنجليزية: Barriers) بقدرتها على منع وصول الحيوانات المنوية، وتتفاوت نسب نجاحها باختلاف نوع الحاجز المستخدم:[2][3]
- العازل الذكري: وأغلبها صالحة للاستخدام لمرة واحدة فقط.
- العازل الأنثوي: وهي كذلك صالحة للاستخدام لمرة واحدة فقط.
- الإسفنجة المانعة للحمل: وأكثر ما تكون فعالة لدى النساء اللاتي لم يُنجبت أطفالاً من قبل، وقد تساعد على الحماية من بعض الأمراض الناجمة عن العدوى المنقولة جنسياً.
- مبيد النطاف: ويعمل على قتل الحيوانات المنوية، ويُوضع قبل الجماع بثلاثين دقيقة كحد أقصى، ويجب إبقاؤه لما يُقارب ست إلى ثماني ساعات بعد الانتهاء من الجماع.
التعقيم
تقوم عمليات التعقيم (بالإنجليزية: Sterilization) على منع الحمل بشكلٍ دائم، ومن أشكالها قطع القناة المنوية (بالإنجليزية: Vasectomy) الذي يتمثّل بإغلاق الطريق الذي يربط الخصيتين بالإحليل، وبهذا تُمنع الحيوانات المنوية من الخروج من الخصيتين وبالتالي تُمنع من الوصول إلى البويضات. ومن اشكال عمليات التعقيم أيضاً عملية ربط قناة فالوب (بالإنجليزية: Tubal Ligation) والتي يتمّ فيها ربط قناة فالوب وبالتالي قطع الطريق الواصل بين المبايض والرحم، وعليه تُمنع البويضة من الوصول إلى الرحم، ولا تصل الحيوانات المنوية إليها.[2]
المراجع
- ↑ "How Pregnancy Happens", www.plannedparenthood.org, Retrieved April 5, 2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What are the different types of contraception?", www.nichd.nih.gov, Retrieved April 5, 2018. Edited.
- ^ أ ب "Types of Contraception", www.advocatesforyouth.org/, Retrieved April 5, 2018. Edited.