فوائد ومضار عسل النحل
عسل النحل
العسل شرابٌ يتميّز بكثافته ومذاقه الحلو، ويُصنع طبيعياً بواسطة نحل العسل، ومن المعروف أنّه ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة النحل: (ثُمَّ كُلي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ). ويحتوي العسل على مركباتٍ نباتيةٍ ارتبطت بالعديد من الفوائد الصحية، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك نوعان من العسل: الأول؛ هو العسل الخام الذي يُستخرج من أقراص العسل في خلية النحل، ويُفصل عن الشوائب، مثل: شمع العسل، والنحل الميت، عن طريق وضعه في شبكة أو قماش نايلون، ومن ثمّ تعبئته، أمّا النوع الثاني؛ فهو العسل الذي يتعرّض لعدة عملياتٍ قبل تعبئته، كالبسترة باستخدام حرارةٍ عاليةٍ للقضاء على الخميرة الموجودة فيه، والمساعدة على إطالة مدة صلاحيته، والتَصْفِيَة التي تزيل الشوائب، مثل: الحطام والفقاعات الهوائية كي يبقى العسل سائلاً وصافياً لمدةٍ أطول.[1][2]
فوائد عسل النحل
يمتلك العسل العديد من الفوائد الصحية، ويُذكر منها الآتي:[3]
- احتمالية المساعدة على خفض ضغط الدم: فقد بيّنت الدراسات البشرية والحيوانية انخفاضاً طفيفاً في ضغط الدم عند تناول العسل، ويعود ذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة.
- المساعدة على تحسين الكولسترول: حيث يُقلّل العسل من الكولسترول الكلي والضار، كما يزيد بشكلٍ كبيرٍ من الكولسترول الجيد (بالإنجليزية: HDL cholesterol)، وقد ظهر ذلك في دراسةٍ أُجريت على 55 شخصاً من المرضى، حيث قلّل العسل الكولسترول الضار بنسبة 5.8%، بينما زاد الكولسترول الجيد بنسبة 3.3%.
- احتمالية تقليل الدهون الثلاثية: فقد ربطت العديد من الدراسات ذلك مع تناول العسل بشكلٍ منتظمٍ، وخصوصاً عند تناوله بدل السكر، وأُجريت دراسةٌ قارنت بين العسل والسكر، ووجدت انخفاضاً في مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 11-19% في المجموعة التي تناولت العسل.
- مفيدٌ لصحة القلب: حيث يُعدّ العسل مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي ترتبط بتقليل خطر الإصابة بمرض القلب، وفي دراسةٍ أُجريت على الفئران وُجد أنّ العسل حمى القلب من الإجهاد التأكسدي، ولكن لا توجد دراسةٌ بشريةٌ طويلة الأمد تُبيّن ذلك.
- تعزيز التئام الجروح والحروق: وذلك لآثاره المضادة للبكتيريا والالتهابات، وقدرته على تغذية الأنسجة المحيطة بالجروح، وقد أشارت دراسةٌ إلى أنّ معدل نجاح استخدامه كعلاجٍ للجروح يصل إلى 43.3%، كما يُعتبر فعالاً في علاج قرحة قدم مريض السكري والتي تُعدّ من المضاعفات الخطيرة وقد تؤدي إلى البتر، ففي دراسةٍ أُجريت على مرضى قرح السكر وُجد أنّ استخدام العسل موضعياً شفى بنسبةٍ كبيرةٍ تصل إلى 97%، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للعسل أن يساعد على علاج الأمراض الجلدية، مثل: الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، والهِرْبِس (بالإنجليزية: Herpes).
- إمكانية المساعدة على إيقاف السعال عند الأطفال: حيث تشير الأدلة إلى أنّ العسل فعالٌ جداً للسعال، فهو يُخفّف من أعراضه ويُحسّن من النوم، وقد يُعدّ خياراً أفضل من أدوية السعال التي قد لا تكون فعالةً دائماً ولها آثارٌ جانبيةٌ، ولكن يجدر التنبيه إلى عدم إعطاءه للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن عامٍ واحدٍ.
- منع ارتجاع الحمض المعدي: حيث يمكن للعسل أن يُقلّل من تصاعد حمض المعدة والطعام غير المهضوم من خلال جدران المريء والمعدة، ويساعد ذلك على تقليل خطر الإصابة بمرض ارتجاع المريء (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)، الذي قد يُسبّب الالتهاب، وارتجاع الحمض، وحرقة المعدة.[4]
- مكافحة البكتيريا والفطريات: حيث يحتوي العسل الخام بشكلٍ طبيعيّ على بيروكسيد الهيدروجين الذي يُعتبر مُعَقّماً، لذا يمكن أن يقتل البكتيريا والفطريات غير المرغوبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فعالية العسل كمضادٍ للبكتيريا أوالفطريات تعتمد على نوعه.[5]
مضار عسل النحل
بالرغم من الفوائد الصحيّة للعسل، إلّا أنّ هناك بعضاً من المحاذير المرتبطة به، ونوضّحها في النقاط التالية:[6][5]
- يمكن أن يحتوي العسل الخام على أنواعٍ من البكتيريا الضارة، مثل: المطثية الوشيقية (الاسم العلمي: Clostridium botulinum)، والتي تُشكّل خطراً على الأطفال؛ فقد تُسبّب التسمم السُجقِّيّ (بالإنجليزية: Botulism)، الذي يُعدّ من أعراضه الإمساك، وبطء التنفس، وترهّل الجفون، وفقدان السيطرة على الرأس، وسوء التغذية، والخمول (بالإنجليزية: Lethargy)، بالإضافة إلى الشلل الذي ينتشر إلى الأسفل، ولذلك يجب تجنُّب إعطاء العسل الخام للأطفال الرضّع والذين تقلّ أعمارهم عن السنة بتاتاً.
- يمكن أن يُسبّب العسلُ الحساسيةَ لدى من يعانون من حساسية حبوب اللقاح (بالإنجليزية: Pollen allergies)؛ لذا يجب تجنُّب تناوله.
- يمكن أن يكون العسل غير آمنٍ عند صُنعه من رحيق نبات الردندرة (الاسم العلمي:Rhododendron)، حيث يحتوي على مادةٍ سامةٍ قد تُسبّب مشاكل في القلب، وانخفاض ضغط الدم، وألمٍ في الصدر، وغيرها من مشاكل القلب الخطيرة.
كما يجدر التنبيه إلى أنّ العسل يُعدّ شكلاً من أشكال السكريات، لذلك يجب تناوله باعتدال، حيث تُوصي جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American Heart Association) بعدم تناول أكثر من 100 سعرةٍ حراريةٍ للنساء، و150 سعرةً حراريةً للرجال من السكر المضاف في اليوم الواحد، وذلك يعادل قرابة ملعقتين كبيرتين من العسل للنساء، وثلاثة ملاعق للرجال.[4]
القيمة الغذائية لعسل النحل
يُوضّح الجدول التالي ما تحتويه ملعقةٌ كبيرةٌ من العسل، أي ما يعادل 21 غراماً:[7]
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 69.
- ↑ Ryan Raman (20-1-2018), "All About Raw Honey: How Is It Different Than Regular Honey?"، www.healthline.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ↑ Kris Gunnars (5-9-2018), "10 Surprising Health Benefits of Honey"، www.healthline.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Joseph Nordqvist (14-2-2018), "Everything you need to know about honey"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Rena Goldman (13-9-2018), "The Top 6 Raw Honey Benefits"، www.healthline.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ↑ "HONEY", www.webmd.com, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ↑ "Basic Report: 19296, Honey", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 26-12-2018. Edited.