شروط صلاة الجمع والقصر
التيسير في الشرع
يتميّز الإسلام بأنّه دين يُسرٍ لا دين عُسر، فهناك الكثير من الأحكام الشرعية التي يسرها الله تعالى لنا حتى يُسهل علينا أداء العبادات، لقول الله تعالى في كتابه: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)[النساء:101]، ومن تلك الرخص مثلاً جمع الصلاة وقصرها، حيث إنّه يُشرع للمسافر جمع الصلاة وقصرها، ولكن هناك بعض الشروط الواجب توفّرها حتى يجوز له ذلك.
قصر الصلاة
قصر الصلاة هو أن تصير الصلاة الرباعية ركعتين فقط أثناء السفر، ما عدا صلاة المغرب فإنها تبقى كما هي ثلاث ركعات، وكذلك صلاة الفجر لا قصر فيها، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قصر الصلاة في جميع أسفاره، وقد أكّد المذهب الحنفي وجوب قصر الصلاة في السفر، ولكن الصحيح هو قول الجمهور أنّ قصر الصلاة سنّة مؤكدة.
شروط قصر الصلاة
اختلف العلماء كثيراً في تحديد المسافة التي يجوز للمسافر قصر الصلاة فيها، إذ إنّ جميع الأحاديث والآيات القرآنية لم تحدد أيّ مسافة أو مدّة إقامة، فقد رأى بعض العلماء أنّ المسافة لا تزيد عن أربعة أيام، ومدّها البعض الآخر إلى خمسة عشر يوماً، أمّا القول الراجح فيها أنّ الشرع قد أطلق المسافة والزمن ولم يحدّدهما، حيث إنّ النبي عليه السلام أقام بمكة سبعَ عشرة ليلة وقصر الصلاة، وأقام أيضاً بتبوك عشرين يوماً وكان يقصُر الصلاة، وبهذا لم يحدّد الرسول عليه السلام المدة أو المسافة التي تُوجب القصر، حيث إنّ المسافر مسافر، سواء نوى الإقامة أربعة أيام أم خمسة عشرة يوماً أو أكثر.
تجدر الإشارة إلى أنّ المسافر إذا نزل في بيت له أو نحو ذلك، فإنه لا يعدّ مسافراً بل مُقيماً، وتبدأ رخصة المسافر بعد خروجه من محل إقامته أيّ الحي الذي يقنط فيه، ولا يجوز له أن يقصر الصلاة وهو ما يزال في محلّ الإقامة الخاص به.
جمع الصلاة
جمع الصلاة هو أن يجمع الشخص بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين صلاتي المغرب والعشاء، حيث إنّه إذا حدث الجمع في وقت الصلاة الأولى، كأن يجمع المصلي الظهر والعصر في وقت الظهر، فإنّه يُسمّى جمع تقديم، أمّا إذا جمع في وقت العصر، فإنّه يسمّى جمع تأخير، وكذلك الحال بالنسبة لصلاتي المغرب والعشاء.
شروط جمع الصلاة
تعدّ الأسباب التي تُتيح جمع الصلاة أوسع من أسباب القصر، ويعدّ جمع الصلاة جائزاً لأيّ شخص مسافر، وحتى للمُقيم إذا كان عليه مشقة في أداء الصلاة في وقتها، كالمريض مثلاً، أو الطالب في امتحانه، أو المطر، أو المشغول بأداء أيّ عمل يتعذّر تأجيله، والطبيب الذي يُجري عمليّة جراحية، وما إلى ذلك.