تعريف النظام البيئي
مقدمة
يرجع الفضل في تواجد أشكال الحياة المختلفة على سطح الأرض إلى الله سبحانه وتعالى، الذي أوجد لنا الغلاف الجوي: الذي هو عبارة غلاف يحيط بالكرة الأرضية من كل الاتجاهات، حيث يشمل البحار، والمحيطات، واليابسة، ويشبه بعض العلماء سطح الأرض بالتفاحة، والغلاف الجوي بالقشرة الخضراء التي تحيط بالتفاحة ، لكن حتى نفهمه بشكلٍ جيد، قام العلماء بتقسيمه إلى بيئات أصغر تختلف عن بعضها البعض، حيث تعرف هذه الأجزاء المقسمة بالنظام البيئي، فماذا يُقصد بالنظام البيئي؟
مفهوم النظام البيئي
هو عبارة عن مجموعة من العناصر والتي تعمل بشكلٍ مترابطٍ ومتكاملٍ فيما بينها في منطقة ما، بما في ذلك كل الكائنات التي تعيش فيها، ويكون النظام كبيراً جدًا كالبحار، ويمكن أن يكون صغيراً جدًا مثل نبتة صغيرة في أرض ما.
مكونات النظام البيئي
مكوّنات غير الحيّة
(العوامل الطبيعية): وتعرف على أنها: مجموعة من العوامل غير الحية، والتي لها تأثير على حياة الكائنات الحية، وهذه العوامل بإمكانها تحديد نوعية هذه الكائنات وأماكن وجودها، وكذلك تحدد نوع العلاقة بين هذه الكائنات، وقسم العلماء هذه العوامل الطبيعية إلى ثلاث أنواع رئيسية، وهي:
- عوامل جوية: ومن هذه العوامل الضوء، الحرارة، الرطوبة، الرياح، الغازات، والضغط.
- عوامل التربة: وتتضمن مكونات التربة وموقعها ونسبة الرطوبة التي تحتويها التربة، أنواعها هل هي تربة عضوية أو غير عضوية، ولعوامل التربة دور هام في تحديد نوع الكائنات التي تعيش فيها أو عليها.
- عوامل مائية: وتشمل هذه العوامل المياه العذبة، والمياه المالحة في البيئات المائية، وكذلك محتوى الماء في المناطق اليابسة.
المكوّنات الحيّة
( العوامل الحيوية): وهي عبارة عن كل الأحياء في النظام البيئي. وهذا يشمل العديد من الأنواع المختلفة من إنسان، حيوانات، نباتات، كائنات دقيقة، حيث يطلق مصطلح (المجتمع الحيوي) على مجموعة من الكائنات الحية والتي تعيش في نظام بيئي، وترتبط مع بعضها البعض بعلاقات متبادلة، مثلاً، نظام البيئي لبحيرة فإنّ مجموعة الكائنات الحية التي تعيش في البحيرة، وتربط مع بعضها البعض بعلاقات غذائية، يسمى ذلك بالمجتمع الحيوي.
مكوّنات النظام البيئي
حيث يتكون النظام البيئي من العناصر الآتية :
- عناصر غير حية: وهي معروفة لنا، مثل: الماء، الهواء، تربة، ومعادن.
- العناصر الحية المنتجة: وأيضًا جميعنا يعلمها، وذلك مثل : جميع الكائنات النباتية، والتي تقوم بصنع غذائها بنفسها بواسطة العديد من العناصر غير الحية.
العناصر الحية
- المنتجات: وهي الكائنات النباتية، التي تقوم بتكوين غذائها بنفسها، معتمدة في ذلك على عناصر غير حية.
- المحللات: وهي عبارة عن عناصر تقوم بتحليل أي مادة عضوية إلى مواد مفككة، أو مواد سهلة الامتصاص، وتتضمن: الفطريات والبكتيريا.
هكذا تجري الطاقة في منظومة دقيقة داخل النظام البيئي، حيث تبدأ من المنتجات : النباتات، لتنتقل إلى المستهلكات: الإنسان، والحيوان، ثم تتجه صوب التفكك والتحلل ، وإضافة إلى هذا التدفق في الطاقة داخل النظام البيئي، هناك الأدوار هامة لا يمكننا أن نغفلها، وهي الأدوار البيوجيوكيميائية: والتي هي عبارة عن دوران المادة بين المكان الفيزيائي والمكان أو الوسط الحيوي على شكل موادٍ عضوية ومعدنية تبادلية، وهذه الأدوار الرئيسية تتعلق بالأكسجين، الماء، الفحم، فسفور، كبريت ، وأن الشرط الجيد لعمل هذه المنظومة البيئية ولاستقرارها هو امكانيتها على تجنب فقدان الأغذية، أي يجب أن تُغلق دورتها البيوجيوكيميائية.
وصف بنية النظام البيئي
أن أي نظام بيئي يحتوي على سلاسل غذائية، والتي تعني: انتقال الطاقة الغذائية من كائن حي لكائن حي آخر وذلك عبر سلسلة من الأحداث تسمى هذه بالسلسلة الغذائية ، هذه السلسلة الغذائية تتكون من مجموعة من الكائنات الحية (الكائنات الحية، الكائنات العاشبة، والكائنات اللاحمة)، وهناك ما يعرف بـ (الشبكات الغذائية) وتعني: وجود أكثر من سلسلة غذائية واحد مختلفة مشتركة في نفس الكائن الحي، وذلك من معرفة الصلات المختلفة بين السلاسل الغذائية، لذلك سوف نفقد مزيد من الطاقة كلما ارتفعنا إلى أعلى في مستويات السلسلة الغذائية، وذلك بسبب استهلاك الكائنات الحية جزء كبير من الطاقة والتي تحصل عليها من غذائها في عمليات تنافسية، وعندما نتحدث عن النظام البيئي، فلا بد التطرق إلى الغلاف الحيوي الذي هو أساس النظم البيئية المختلفة.
عناصر الغلاف الحيوي
- المكوّنات غير الحية للغلاف الجوي تنقسم هذه العناصر إلى ثلاثة مستويات:
- المكوّنات الحية للغلاف الحيوي: تتضمن كل الكائنات الحية المتشاركة في بعض الجوانب، مثل: الحركة، النمو، التنفس، وغيرها، ومن هذه الكائنات: الإنسان، الحيوانات، النباتات، الطحالب، والبكتيريا والفطريات.
- الغلاف المائي: ويتشكل الماء نسبة كبيرة من هذا الغلاف، والتي توجد في المسطحات المائية، والمياه الجوفة وكذلك على شكل الجليد.
- الغلاف الجوي: والذي يتضمن الغازات والأبخرة، ومن أهم الغازات: الأكسجين، النيتروجين، وثاني أكسيد الكربون.
- اليابس: وتتمثل بالمناطق الصلبة والأتربة والمعادن.
الأنماط الأساسية الكبيرة للنظام البيئي
الطاقة الشمسية التي تكسبها الأرض تتوزع عليها بشكلٍ غيرِ متساوٍ، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بالتغيرات المناخية وتغيرات في طبقات الجو، لذا يمكننا التعرف على مناطق متشابهة أو بالأحرى متجانسة، فهناك ما يعرف بالنُظم البيئية المائية، وأخرى أرضية، وتتميز النظم البيئية الأرضية بوجود التجمع النباتي المتشكلة والمتعلقة بالمناخ، وتتوزع النظم البيئية الكبرى حسب خطوط عرضها بين الغابات الاستوائية، والمدارية، والسافانا والصحاري وغيرها، لكن هذا التقسيم للنظم البيئية الأرضية غير متواجد في النظم البيئية المائية، فمن غير الواضح معرفة الحدود بين النظم البيئية البحرية، وهناك أيضًا اختلاف في النظم البيئية حسب العمق والارتفاع: فعندما نصعد الجبال نرى نظم بيئية مختلفة عن التي نجدها في السهول.
الاختلال في التوازن البيئي
التفاعل بين جميع أجزاء النظام البيئي يعتبر عملية مستمرة تؤدي إلى نهاية متوازنة، لكن ماذا لو حصل اختلال في هذا التوازن؟ بسبب ظروف طبيعية، أو تغير الظروف الحيوية، أو تدخل الإنسان بشكلٍ مباشر وعبثه في هذا النظام الدقيق، الاختلال في التوازن بسبب الظروف الطبيعية: مثل اختفاء بعض أنواع الكائنات الحية، في حين ظهور كائنات أخرى، هذا الأمر يؤدي إلى اختلال في النظام البيئي.
مثال على ذلك:
اختفاء الزواحف الضخمة في العصور الوسطى والتي أثرت في النظام البيئي، ثم عاد النظام البيئي بظروف جديدة، لكن تدخل الإنسان بشكلٍ مباشر في هذا النظام يسبب مشاكل ليست بسيطة، وهذا أهم سبب لحدوث اختلال خطير في النظام البيئي، فعندما يقوم الإنسان بتجفيف البرك والبحيرات من أجل إنشاء السدود، وكذلك تدمير الغابات لأجل إقامة مناطق صناعية بعيدة عن نوعه، و استخراجه للمعادن من باطن الأرض، والتجارب الكيميائية والنووية التي تحدث خلل كبير في طبقات الجو، ونفاياته السائل والصلبة وغير هذه الاختراقات التي يقوم بها الإنسان في حق النظم البيئية، كل ذلك يؤدي إلى نتائج خطيرة بل كارثية، تلوح في الأفق تنذر الإنسان بأي لحظة انفجار قد تدمر أي حياة على هذا الكوكب الأزرق الجميل، إن هذا التقدم التكنولوجي العظيم الذي حققه الإنسان، يبدو أنه سوف يقلب الطاولة على رأس الحياة البشرية الحديثة، إذا ما استمر الإنسان في تجاهله وغروره اتجاه البيئة وأنظمتها، والتي لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في حياتنا على هذا الكوكب.