وصف لمدينة الدار البيضاء
مدينة الدار البيضاء
مدينة الدار البيضاء (بالإنجليزيّة: casablanca) هي مدينة عربيّة إسلاميّة تقع في المملكة المغربيّة على الساحل المُطِلِّ على المُحيط الأطلسيّ، وهي تُعتبَر من أهمّ المُدُن في المغرب؛ فهي تُمثِّل الميناء الرئيسيّ للبلاد، ومركز النشاط التجاريّ، والاقتصاديّ فيها، علماً بأنّها تُعرَف حاليّاً بالعاصمة التجاريّة، والاقتصاديّة للمغرب، كما أنّها تضمُّ أهمّ مراكز الجَذب السياحيّ في البلاد، وذلك كلّه جَعل من مدينة الدار البيضاء مَقصِداً مُهمّاً لهجرة السكّان من المناطق، والمُدُن المجاورة، ومركزاً لجَذب الشركات الاستثماريّة الكُبرى.[1]
الموقع الجغرافيّ لمدينة الدار البيضاء وأهمّيته
تقع مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربيّة، في منطقة الشاوية السُّفلى المُطِلَّة على ساحل المُحيط الأطلسيّ، وهي تبعدُ مسافة نحو 95كم عن مركز العاصمة مدينة الرباط.[2] ويتميّز الموقع الجغرافيّ لمدينة الدار البيضاء بأنّه قريب من الأراضي الخَصبة، والمناطق الزراعيّة، ومناجم الفوسفات الكبيرة الموجودة في مدينة خريبكة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تطوُّر المدينة، وازدهارها، واحتلالها مكانة مُتميِّزة في قِطاعات: الصناعة، والتجارة، والنَّقْل، والخدمات؛ حيث أصبحت الدار البيضاء مركزاً لنحو 66% من صناعات المملكة المغربيّة، كما يتميّز موقعها الجغرافيّ (كونها تُطِلُّ على المحيط الأطلسيّ) بأنّه يُمثِّل ميناءً مُهمّاً، وآمناً للصَّيد؛ فهو مَحمِيٌّ من الأمواج العاتية التي تُشكِّلها الرياح في مياه المحيط الأطلسيّ، وذلك من خلال الحواجز الإسمنتيّة الضخمة، وممّا يدلُّ أيضاً على أهمّية الموقع الجغرافيّ لمدينة البيضاء هو اتِّخاذ أرضها؛ لتكون القاعدة الحربيّة للقُوّات الأمريكيّة في الحرب العالَميّة الثانية، وبعدها.[3]
المناخ في مدينة الدار البيضاء
يُعَدُّ المناخ السائد في مدينة الدار البيضاء هو المناخ المُعتدِل؛ حيث تسود الأجواء المُعتدلة، والدافئة خلال فصل الصيف، ويصل مُتوسّط درجات الحرارة خلال شهر تموز/يوليو إلى نحو 22,2°، أمّا في فصل الشتاء فتكون الأجواء مُعتدلة نسبيّاً، ويبلغ مُتوسّط درجة الحرارة خلال شهر كانون الثاني/يناير نحو 12,2°، بالإضافة إلى أنّ الأمطار تتساقطُ باستمرار خلال الشتاء، ويُقدَّر مُعدَّل الهطول المطريّ بنحو 404ملم؛ ويعود السبب في ذلك إلى هبوب الرياح الغربيّة العكسيّة في الغرب، والقادمة من أجواء خليج المكسيك، والمحيط الأطلسيّ.[3]
سُكّان مدينة الدار البيضاء
تُعتبَر مدينة الدار البيضاء كُبرى المدن المغربيّة من حيث عدد السكّان؛ حيث تضمُّ ما يُقارب 11% من إجماليّ سُكّان البلاد، وقد تطوَّر عدد سُكّان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية نشأتها إلى وقتنا الحاليّ؛ ففي عام 1950م، بلغ عدد سُكّان المدينة نحو 625435 نسمة، ومع مرور الوقت، ارتفع التعداد بشكل كبير؛ حيث وصل العدد في عام 1970م، إلى 1505022 نسمة، بمُعدَّل نُموٍّ بلغ حوالي 4.53%، إلّا أنّ مُعدَّل النموّ بدأ بالانخفاض تدريجيّاً ليصل إلى 1.13% في عام 2000م، ووصل عدد سُكّان المدينة في ذلك العام إلى نحو 3134389 نسمة، ووِفق إحصائيّات عام 2018م، بلغ عدد سُكّان مدينة الدار البيضاء نحو 3683566 نسمة، بُمعدَّل نُموٍّ سُكّاني بلغ 0.83%، علماً بأنّ سُكّان المناطق الحضريّة يُشكِّلون ما نسبته 98% من إجماليّ سُكّان المدينة، كما أنّ الغالبيّة العُظمى من السكّان هم من العرب، والأمازيغ المُسلمين.[1]
النَّمَط العُمراني لمدينة الدار البيضاء
ينقسم النَّمَط العُمراني في مدينة الدار البيضاء إلى نَمَطين رئيسيَّين، وهما:[3]
- النَّمَط القديم: ويُمثِّل القطاع القديم من المدينة، والمعروف باسم (المدينة القديمة)، وهي النواة التي بدأ منها نُموّ مدينة الدار البيضاء؛ حيث استقرَّ السكّان في حيّ المدينة القديمة، وزاد فيها عدد السكّان بشكل كبير مُقارنة بمساحتها الجغرافيّة الصغيرة، كما يشمل النَّمط القديم ضواحي الأكواخ المَبنيّة من الصفيح، أو القصدير، وهي تُوجَد بكثرة على حدود المدينة، وأطرافها، حيث ضمَّت هذه الضواحي الفقراء، والمُهاجرين المُتدفِّقين من مختلف أنحاء بلاد المغرب العربيّ، وخاصّة من المناطق التي تُعاني من كثافة سُكّانية كبيرة، علماً بأنّ الضواحي الفقيرة تفتقرُ إلى النظافة، والأمن؛ فهي تُعاني من انعدام المرافق العامّة، وانتشار الجريمة.
- النَّمَط الحديث: ويتمثّل بالمدينة الحديثة التي تمّ إنشاؤها خلال بداية القرن العشرين؛ بهدف استيعاب الزيادة المُطَّردة في عدد سُكّان المدينة القديمة، وتتميّز المدينة الحديثة بوجود الأبنية العصريّة، والحديثة، من مَحالَّ تجاريّة، وتجمُّعات تسويقيّة، ومبانٍ عالية، وذات طوابق عديدة، بالإضافة إلى المساكن الكبيرة، وتجمُّعات مُنظَّمة من الشقق السكنيّة الحديثة.
المَعالِم البارزة في مدينة الدار البيضاء
تضمُّ مدينة الدار البيضاء عدّة مواقع، ومَعالِم حديثة، وأثريّة تُمثِّل بجمالها، وطابعها الأثريّ مَقصِداً، ومركزاً مُهمّاً لجَذب الزوّار، والسيّاح من داخل المدينة، وخارجها، وفيما يلي أهمّ هذه المَعالِم:[2]
- مسجد الحسن الثاني: وهو ثاني أكبر المساجد في العالَم بعد مسجد الحرمَين الشريفَين، حيث تمَّ البدء بإنشائه في عام 1987م، واستمرَّت أعمال التشييد مدّة 16 سنة؛ إذ أُعلِن افتتاحه في عام 1993م، ومثَّل حينها تُحفة معماريّة رائعة جَذَبت أنظار العالَم أجمع؛ فقد بُنِي على سطح الماء، وبلغ ارتفاع مِئذنته نحو 210م، ومن الجدير بالذكر أنّه يتَّسِع بمساحته الضخمة لحوالي 105 آلاف مُصلٍّ، منهم 25,000 في الرُّدهة الداخليّة من المسجد.
- المدينة القديمة: وهي عبارة عن مجموعة من المباني الأثريّة القديمة، والمُحاطة بالأسوار، وأهمّ مَعالِم هذه المدينة: منارة الحنك، والصقالة، وقُبّة سيدي بو سمارة، وساحة لا كوميدي.
- حيّ الأحباس: وهو حيٌّ يضمُّ عدداً من المباني التي تمّ بناؤها في فترة الحماية الفرنسيّة للمغرب، ويُمثِّل هذا الحيُّ اليوم واحداً من أبرز المَعالِم السياحيّة في مدينة الدار البيضاء؛ لما له من بُعد حضاريّ، وثقافيّ، علماً بأنّ المباني فيه لها طابعٌ معماريٌّ رائع؛ فهي خليط بين العمارة العربيّة الإسلاميّة، والعمارة الأوروبّية.
- كورنيش عين الذياب: وهي منطقة مُمتدَّة على طول شاطئ مُطِلٍّ على المُحيط الأطلسيّ، وتضمُّ عدداً من الفنادق، والمسابح، والمطاعم، علماً بأنّ الكورنيش يحظى باهتمام مُستمِرٍّ من الجهات المُختَصّة؛ لزيادة الجَذب السياحيّ، والترفيهيّ إليه.
- شارع محمد الخامس: وهو أحد الشوارع الرئيسيّة في مدينة الدار البيضاء، حيث تمّ تشييده في بداية القرن التاسع عشر، وهو اليوم يُمثِّل مُجمَّعاً للمباني العصريّة الحديثة، والمباني ذات الطابع المعماريّ العربيّ، والإسلاميّ، وأخرى ذات طابع معماريّ أوربّي فرنسيّ.
المراجع
- ^ أ ب "Casablanca Population 2018", worldpopulationreview.com, Retrieved 31-12-2018. Edited.
- ^ أ ب "الدار البيضاء"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 217-219، جزء العاشر. بتصرّف.