-

قيام الليل والدعاء

قيام الليل والدعاء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قيام الليل والدعاء

عندما أمر الله تعالى الإنسان بعبادته والتقرب إليه، أعطاه العديد من الوسائل ليفعل ذلك، فلم يترك الله تعالى الإنسان وحيداً في هذه الدنيا ليواجه الحياة ومصاعبها وشهواته والشيطان، فجعل للإنسان بعض الأعمال العظيمة التي تقربه من الله وتزيد من نفسه ارتقاءً وتعطيه الأجر الجزيل.

من هذه الأعمال قيام الليل، فقيام الليل هو واحدٌ من الأعمال التي تحمل في طيّاتها الأجر الجزيل والعظيم، إذ يترك الإنسان ما يحب وهو النوم من أجل عبادة الله تعالى في وقتٍ لا يراه فيه سوى الله تعالى، فيكون قلبه بهذا خالياً من الرياء، وأمّا الدعاء فهو الوسيلة التي جعلها الله لعباده كي يتواصلوا معه ويطلبوا منه العون سواءً في أمور الدنيا أو الآخرة.

قيام الليل

قيام الليل هو أحد أصدق الأدلة على حبّ الله تعالى وصدق الإيمان، فلا يقدر على قيام الليل إلّا من كان يحبّ الله تعالى متأججاً في قلبه، فبينما قد يذهب الإنسان إلى المسجد رياءً ويتصدق رياءً، إلّا أنّه في العادة لا يعلم بقيام الليل إلّا الله تعالى، فيترك الإنسان فراشه الدافئ والمريح بعد يومٍ طويلٍ حبّاً في الله تعالى وحرصاً على طاعته وخوفاً من عقابه.

سهل الله تعالى على الناس القيام وكانت أحوال الصحابة والسلف في القيام متفاوتةً كلّ على قدر استطاعته، فكان من يقوم الليل بأكمله وكان من يقوم نصفه وثلثه وخمسه وسدسه، وكان منهم من يصلي ركعتين فقط، فالله أعلم بأحوال الناس وما يصنعون في النهار، فهنالك من يكون عمله شاقاً وهنالك من يكون عمله أسهل يعينه على القيام.

الدعاء

لقد منّ الله تعالى على الإنسان بأنّه قادرٌ على أن يكلم الله تعالى في أيّ وقتٍ وحين من دون أيّ وسيط، فيقول تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".

يستطيع الإنسان التقرب إلى الله تعالى بالدعاء وأن يسأله ما يريد من خيري الدنيا والآخرة أو حوائج الدنيا أو أن يبعد عنه المصائب والبلاء، وفيما قد يسأم البعض من الإلحاح إلّا أنّ الله تعالى أمر الناس وحثّهم الرسول عليه الصلاة والسلام على الإلحاح على الله تعالى في الدعاء، وحثّهم على أن يزينوا دعاءهم بالحمد والثناء عليه تعالى وبالعمل الصالح، ولكنّ يبقى الشرط الأساسي لقبول الدعاء هو صدق النية والتوجه الخالص لله تعالى، فمن الناس من لا يملك القدرة على تزيين دعائهم إلّا أن قلوبهم صادقةٌ ومتوجهةٌ له تعالى.

الدعاء في الليل

أمّا الدعاء فله أوقاتٌ يستجاب بها ومنها الثلث الأخير من الليل، وإنّ في الليل ساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله إلّا أعطاه، وإن خير القيام والدعاء هو قيام ودعاء شهر رمضان، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" مَن قامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيماناً واحتِساباً ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"، وأمّا الدعاء في رمضان وخاصةً في ليله هو من أفضل الأوقات للدعاء والتي يكون فيها مستجاباً إن شاء الله.