كيف أعرف أن الله سوف يستجيب دعائي
الدعاء
يحتاج الإنسان إلى الله تعالى دوماً فهو الذي خلقه ويعرفه أكثر ممّا يعرف نفسه، فالإنسان في ذاته مخلوقٌ ضعيف يجهل أكثر ممّا يعرف، ويلجأ الإنسان إلى الله تعالى عن طريق الدعاء والذي جعله الله تعالى الطريقة التي يتواصل بها الإنسان مع الله تعالى الذي خلقه بشكلٍ مباشرٍ من دون أيّ وساطةٍ، فيطلب منه ما يشاء من خيري الدنيا والآخرة دون ضوابط أو كللٍ أو ملل، فيقول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أرَ يستجيب لي. فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)
طرق استجابة الدعاء
قد يصاب البعض بالإحباط في بعض الأحيان عندما يتضرعون إلى الله تعالى دون أن يستجاب دعاؤهم، وهو ما لا يجب أن يكون، فالله تعالى يسمع دعاء جميع عباده حتى الموغلين في المعاصي ولكن لإنّ الله تعالى هو الأعلم بحال الإنسان والغيب وبجميع أحوال الدنيا والآخرة فإنّه يختار للإنسان دوماً ما هو خيرٌ له فليس من الضروري أن يستجيب له دعاءه كما هو عليه، فقد يكون الخير في بعض الأحيان في عكس ما يطلب الإنسان، وقد يكون الخير في أحيان أخرى في تأجيل الإجابة أو عدم الاستجابة للدعاء مطلقاً، ولكن وحتى لو لم يستجب الله تعالى لدعوة الداعي فإنّها لا تذهب سداً أبداً، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مُسلِمٍ يدعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحِمٍ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ بِها إحدى ثلاثٍ إمَّا أن تُعجَّلَ لَهُ دعوتُهُ في الدُّنيا وإمَّا أن يدَّخرَها لَهُ في الآخرةِ وإمَّا أن يُصرَفَ عنهُ من السُّوءِ مثلُها قالوا: يا رسولَ اللَّهِ إذًا نُكثِرُ، قالَ: اللَّهُ أَكثَرُ) [صحيح]
شروط استجابة الدعاء وما يستحب فيه
أمّا شروط إجابة الدعاء فهو عدم دعاء الله تعالى بمعصيته، فلا يمكن أن يدعو الإنسان الله تعالى أن يرزقه بالخمر، والتصديق الكامل بأنّ الله تعالى هو الخالق القادر على كلّ شيءٍ وأنّه يسمع الداعي ويستجيب له، فالزينة الحقيقة للدعاء لا تكون باختيار الكلمات المنمّقة والسجع، إنّما الزينة الحقيقة للدعاء تكون بجوهر الدعاء وهو الإيمان بالله تعالى.
إن من الأفضل أن يتحرّى الإنسان دوماً الأوقات المحبّبة لاستجابة الدعاء، والتي منها ما بين الأذان والإقامة وفي الثلث الأخير من الليل وعند السجود وهو الوقت الذي يكون فيه العبد أقرب ما يكون إلى ربّه وقبل السلام من الصلاة ويوم الجمعة أيضاً والذي فيه العديد من الأوقات المحبّبة للدعاء، وكما أنّ شهر رمضان وخصوصاً ليلة القدر ويوم عرفة يعدّان من الأوقات التي يُستحبّ فيها الإكثار بشكلٍ كبيرٍ من الدعاء أيضاً، ويبقى الأمر الأهمّ لاستجابة الدعاء هو ألّا يكلّ الإنسان عن الدعاء وألّا يفقد إيمانه بالله تعالى.