كيف ينام الحصان
الحصان
الحصان حيوان ينتمي إلى الثدييات ذوات الحوافر، وهو من الحيوانات التي لعبت دوراََ أساسيّاً في حياة البشر منذ أن تم استئناسها قبل عشرات الآلاف من السّنين، فقد استُخدِمت الخيول في النّقل والسّفر، والحروب، والفن، والرّياضة. تتميّز الخيول بجمالها، ورشاقتها، وسرعتها وطبيعتها الاجتماعيّة وتعلقها بالبشر، ورغبتها بإرضائهم والحصول على استحسانهم مما جعلها الرّفيق المثالي للإنسان في حله وترحاله. يوجد العديد من سلالات الخيول التي تختلف من حيث الشّكل والحجم أضخمها حصان الجر الذي يبلغ ارتفاعه 2م، أما أصغرها فهو الحصان القزم الذي يبلغ ارتفاعه 0.56م تقريباََ، أما أشهرها فهي الخيول العربيّة؛ خاصةً لأنّها الأعلى مستوى في سباق تحمّل الخيول.[1]
كيفية نوم الحصان
تحتاج الخيول كغيرها من الكائنات الحيّة للنوم والرّاحة، ولكنها تنام بطريقة مختلفة عن باقي الحيوانات، فهي تنام غالباََ في وضعية الوقوف -وهي صفة تنفرد بها الخيليات مثل الحصان، والحمار، والحمار الوحشي- لمدة ثلاث إلى أربع ساعات كل يوم على شكل غفوات قصيرة معظمها بين منتصف اللّيل والرّابعة صباحاً، وتنام الخيول أيضاََ وهي مستلقية ما بين 15-20 دقيقة إذا إذا وُضعت في بيئة آمنة ومريحة، أما الأمهار فيمكنها أن تنام وهي مستلقية لفترة أطول، وتنام الخيول وهي واقفة لعدة أسباب منها:[2]
- سهولة الهرب من الأعداء: تتعرّض الخيول للافتراس من قبل كثير من الحيوانات المفترسة، لذلك فالنّوم في وضعيّة الوقوف يبقيها في حالة تأهّب ويسهّل عليها الهرب بسرعة عند مهاجمتها من قبل الحيوانات المفترسة، وهو ما لا يتحقّق إذا كانت مستلقية على الأرض لأنّها تحتاج لوقت طويل حتى تتمكّن من الوقوف، والرّكض، وقد لوحظ أنّ الخيول التي تبقى خارج الاسطبلات يمكن أن تنام مستلقية ولكنها تُبقي أحد الخيول مستيقظاََ لحراستها وتحذيرها في الوقت المناسب إذا تعرضّت لهجوم من الحيوانات المفترسة.
- الحجم الضّخم: تتميّز الخيول بحجمها الضّخم الذي قد يعيق تدفّق الدّم في جسمها إذا نامت مستلقية لفترة طويلة، وهو ما يحدث عندما تتعرّض للتخدير وفقاً لكاثرين هوب الأستاذ الفخري في الطّب السّلوكي في كلية الطّب البيطري في جامعة كورنيل، في المقابل تتمكّن الأمهار من النّوم مستلقية لفترات أطول من الخيول البالغة لأّنها تكون أقل وزناََ.
النوم في وضعية الوقوف
يستند الحصان أثناء نومه في وضعية الوقوف على ساقيه الأماميتين، وواحدة من ساقيه الخلفيتين بينما تظل السّاق الثانية في وضع استرخاء، ومن العوامل التي تساعد الحصان على النّوم في وضعية الوقوف:[2]
- وجود أربطة ليفيّة تدعم جميع مفاصل أرجل الحصان الأماميّة ومفاصل الرّسغ والنتوء العظمي في أرجل الحصان الخلفيّة بدلاََ من العضلات، وتتميّز هذه الأربطة بعدم حاجتها للراحة على العكس من العضلات.
- تكيّف الوتر الطّويل للعضلة ذات الرّأسين العضديّة ليتناسب مع الشّق العميق الذي يفصل بين حديبتي عظم العضد عند اتصاله بلوح الكتف جنباً إلى جنب مع التّوتر الذي تمارسه العضلة ثلاثية الرؤوس العضديّة المرتبطة بالكوع على منع انثناء أو انهيار الأرجل الأماميّة للحصان أثناء نومه في وضعيّة الوقوف.
- دعم الأربطة كل من الرّكبة والرّسغ مما يمنع تمدّد السّاق بشكل مفرط أثناء الوقوف، بالإضافة لوجود أربطة تغلق السّاق الخلفيّة التي يستند عليها الحصان أثناء نومه، مما يسمح للساق الثّانية أن تظل في وضع استرخاء ويتم التّبادل بين السّاقين الخلفيتين كل بضع دقائق للحد من التّعب.
- وجود رباط قفوي يدعم عنق الحصان، مما يسمح للرأس أن يتدلى براحة أثناء نوم الحصان في وضعية الوقوف.
النوم في وضعية الاستلقاء
على الرّغم من قدرة الحصان على النّوم في وضعية الوقوف إلا أنّه لا يتمكّن من النّوم بعمق والوصول إلى مرحلة حركة العين السّريعة إلا إذا كان مستلقياََ؛ وذلك لأّن نشاط الدّماغ في هذه المرحلة يزداد، وتقل قوة عضلات الجسم بشكل كبير مما يستدعي استلقاء الحصان أو استناده على جسم يدعم وزنه، وقد يؤدي حرمان الحصان من النّوم العميق إلى الشّعور بالتّعب والنّعاس أثناء النّهار فيهوي على ركبتيه فجأة مما يسبّب له رضوض على الرّكبتين والكاحلين. تمتنع الخيول عن النّوم في وضعية الاستلقاء رغم حاجتها الشديدة لذلك عندما تشعر أنّها مهددة وغير آمنة، كما أنّ بعض الخيول المصابة بآلام في العظام والعضلات قد تمتنع عن النّوم في وضعية الاستلقاء وذلك لأنّ الهبوط على الأرض والقيام قد يسبّب لها مزيداََ من الألم، في المقابل يمكن أن تلجأ بعض الخيول التي تعاني من آلام العظام والعضلات للاستلقاء لفترات طويلة، ومن الأسباب الأخرى التي تدفع الخيول للاستلقاء لفترات طويلة الإصابة بالضّعف العام، والمغص، ومرض التهاب الصّفيحة، والإصابة ببعض الاضطرابات العصبيّة.[3]
العوامل التي يعتمد عليها نمط نوم الحصان
تعتمد طريقة نوم الخيول ومدّتها على عدة عوامل، منها:[2][4]
- العمر: تقضي الأمهار فترات متقطعة وهي نائمة في وضعية الاستلقاء، وتقضي نصف يومها وهي نائمة بهذه الطّريقة حتى تبلغ الشّهر الثّالث من العمر، وبعد ذلك تقل فترات نومها وتصبح أكثر ميلاََ للنوم في وضعية الوقوف.
- الحالة الجويّة: تقلّل الأجواء الباردة والرّطبة من إحساس الخيول بالاسترخاء والرّغبة بالنّوم.
- المكان والفراش: تفضّل الخيول الاستلقاء في مكان جاف وآمن على فراش جديد ووفير، كما أنّ نوعية الفراش لها دور أيضاََ، فهي تفضّل الاستلقاء على فراش من القش، أكثر من نشارة الخشب.
- النّظام الغذائي للحصان.
- المجهود الذي يبذله الحصان أثناء العمل.
- الجنس.
- وجود، أو عدم وجود حمل.
صفات الحصان العربي
يتميّز الحصان بالعديد من الصّفات الجيدة، ومن أفضل أنواعه الحصان العربي الذي يتميّز بأعضاء متناسقة، ورأس صغير، وعنق مُقوَّس طويل، وشعر ناعم مسترسل، وذيل مرفوع، وقوائم دقيقة تنتهي بحوافر صلبة صغيرة، يتميّز الحصان العربي بصغر حجمه نتيجة نقص كمية الماء في أنسجة جسمه وطبيعة تغذيته، كما أنّه يتمتّع بقفص صدري ضخم وقصبات هوائيّة واسعة تسمح له بتزويد الرّئتين بكمية كبيرة من الأكسجين دفعة واحدة، بالإضافة لقدرة الدّم على نقل الأكسجين بسرعة لعضلات الجسم وباقي الأعضاء مما يساعده على تحمّل المشاق والفوز بالسّباقات التي تعتمد على السّرعة، كما أنّه يتميّز بالذّكاء الحاد، وقوة الذّاكرة، وقوة التحمّل، والوفاء، والشّجاعة.[5]
المراجع
- ↑ "Horse", www.newworldencyclopedia.org,21-9-2018، Retrieved 25-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Sharon Waller (2-12-2013), "Asleep on His Feet"، thehorse.com, Retrieved 25-11-2018. Edited.
- ↑ Nancy Diehl (28-8-2018), "Why Does a Horse Lie Down?"، thehorse.com, Retrieved 25-11-2018. Edited.
- ↑ KATHERINE BLOCKSDORF (Updated 8-11-2018), "Do You Know How Horses Sleep?"، www.thesprucepets.com, Retrieved 25-11-2018. Edited.
- ↑ أسد السبيعي، "صفات وطبائع الخيول"، masder.kfnl.gov.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2018. بتصرّف.