-

كيفية التقرب إلى الله عز وجل

كيفية التقرب إلى الله عز وجل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التقرّب إلى الله عزّ وجلّ

إنّ التقرّب من الله عزّ وجلّ هو الغاية التي يسعى لها كلّ من عرف الله تعالى حقّ المعرفة وأحبّه وخافه، فجلّ ما يهمّ الحبيب هو أن يتقرّبّ من حبيبه، وهذا هو الحال في حبّ الله تعالى، وجلّ ما يريده المؤمن من الحياة هو التقرّب من الله تعالى الذي هو عند أيّ مؤمنٍ أحبّ إليه من الدنيا وما فيها، والتقرّب من الله تعالى هو أمرٌ ليس بالصعب، وقد بينه الله تعالى في القرآن الكريم، فهو يريد ما فيه خير العباد، وبينه الرسول صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه، والذي هو أحبّ المخلوقات إلى الله تعالى وأقربهم إليه.

أداء الفرائض والابتعاد عن المعاصي

إنّ أولّ ما يمكن للإنسان أن يفعله كي يتقرّب من الله تعالى هو أن يبدأ بما أمر به الله عزّ وجلّ، فليس من المنطق لشخصٍ لا يؤدّي الزكاة أن يتقرّب من الله تعالى بالصدقة، أو لشخصٍ باستطاعته أداء الحج أن يتقرّب من الله تعالى بالعمرة ويتجاهل الحج، وهكذا أيضاً فإنّه ليس من المنطق أن يتقرّب الإنسان من الله عزّ وجلّ بالنوافل والسنن ويقوم الليل وهو لا يصلي الفرائض الخمس التي أمرّ الله عزّ وجلّ بها، فعلى الإنسان أن يبدأ بالأولويات وهي الفرائض وينتقل منها إلى النوافل وما يليها.

كما أنّ الفرائض جزءٌ أساسيٌّ في رحلة التقرّب من الله تعالى، فالابتعاد عن المعاصي هو أحد الأمور الضرورية أيضاً للقيام بذلك، فإذا أراد الإنسان أن يتقرّب ممّن يحب حقّاً فإنّه يترك كلّ ما تهواه نفسه إن كان هذا يبعده عن حبيبه، ويجب أن يكون هذا الأمر مماثلاً في التقرّب من الله تعالى، فعلى الإنسان أن يترك أهواءه وشهواته المحرمة والتي أمره الله تعالى بالابتعاد عنها في سبيل التقرّب من الله تعالى إن أحبّه حقاً.

أداء النوافل

إذا قمنا بما أمر الله تعالى من أجل التقرّب إلى الله تعالى فهنا يأتي دور التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل، وعلى المسلم أن يقوم بها الأول فالأول بحسب طاقته وقدرته، فلا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها، وقد يختلف الطريق الذي يتقرّب به المسلم من الله تعالى إن أتينا إلى النوافل، فلم يسلك الصحابة الكرام على سبيل المثال نفس الطريق في التقرّب من الله تعالى فيما دون الفرائض طبعاً، فكانوا يفعلون ذلك كلٌّ بحسب قدرته وطاقته وموقعه وموارده، فمنهم من كان يقوم الليل كلّه ومنهم من كان يجاهد في سبيل الله ومنهم من كان يكثر من الصدقة ومنهم من كان يصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة الوقت ويحرص على التعلم منه ونقل العلم إلى من بعده وهكذا.

جهاد النفس وعدم إطاعة هواها

فقد يظنّ الشخص عند التقرّب من الله تعالى أنّه أمرٌ صعبٌ وشاق، وفي حين أنّه ليس بالأمر السهل أيضاً لما فيه من جهاد النفس والشيطان على المعاصي والآثام والشهوات والأهواء فإنّ التقرّب من الله تعالى هو من الأمور التي يعينك عليها الله تعالى أيضاً ولا أفضل في الدلاة على ذلك من الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة فيقول الله تعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً".