كيفية زراعة أشجار الزيتون
أشجار الزيتون
تعد أشجار الزيتون من أكثر الأشجار انتشاراً حول العالم، وقد ظهرت أولاً حسب ما يُعتقد في منطقة حوض البحر المتوسط وهي أكثر منطقة تشتهر بزراعته، وتنمو أشجار الزيتون في الأقاليم المدارية، وقد زُرعت هذه الشجرة منذ عصور ما قبل التاريخ، وقام الإسبان بنقل زراعتها إلى أمريكا الجنوبية، ويستفاد من ثمارها ذات الشكل البيضاوي في استخراج الزيت كما أنها تؤكل أيضاً، أما لون ثمارها فهو الأخضر، وتمر ثمار الزيتون بعدة تغيرات في اللون،[1] حيث يتحول لونها من الأخضر إلى الأصفر، ثم إلى الأحمر، وأخيراً إلى الأسود الأرجواني الذي يدل على نضوجها التام، وتكون الثمرة ناعمة الملمس وتوجد داخلها بذرة يُستفاد منها أيضاً في استخراج الزيت، وتحتوي ثمرة الزيتون الطازجة على مادة الأوليوروبين، وهي المادة التي تمنح ثمار الزيتون مذاقاً مُراً وتجعله غير مستساغ الطعم قبل تحضيره للأكل، حيث تتم معالجته بإزالة هذه المادة ليصبح جاهزاً للاستهلاك.[1]
كيفية زراعة أشجار الزيتون
قبل البدء بعملية غرس أشجار الزيتون يجب أن تتم تهيئة التربة جيداً وذلك من خلال حرثها في الصيف، وتهيئة التربة بطمر جميع المواد الأساسية التي تتمثل وظيفتها في تحسين خصوبة الأرض، مثل الأسمدة العضوية وغيرها من الأنواع الأخرى، وبعد ذلك تتم عملية الزراعة أو ما يسمى بالغرس، ويختلف وقت زراعة الشتلات حسب المنطقة، ففي المناطق السقوية تتم عملية الزراعة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى شهر آذار/مارس أو شهر نيسان/أبريل.[2] أما في المناطق البور فتكون زراعة أشجار الزيتون من بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر وحتى شهر شباط/فبراير، كما تختلف كثافة الشتلات أو عدد الشتلات التي تتم زراعتها تبعاً لطبيعة المناخ، والتربة، والتضاريس وطرق الإنتاج المعتمدة، وللبدء بالغرس يجب توجيه الشتلات إلى الجهة الشمالية الجنوبية، وذلك للحصول على أكبر قدر من أشعة الشمس، ويجب عند غرس الشتلات إبقاء عنقها في مستوى سطح التربة، أما السقاية فتتكون مباشرة بعد الغرس وتكون كمية الماء من 10-20 لتراً من الماء لكل غرسة، وخلال فصل الصيف يكون معدل السقاية كل أسبوع، ويتم تثبيت الغراس بأغصان صغيرة في المراحل الأولى من النمو.[2]
وتكون طريقة الزراعة للشتلات بشكل مربع إذا كانت الأراضي مسطحة مع وضع أوتاد للتخطيط المسبق للأشجار، أما إذا كانت الأراضي منحدرة فتتم عملية الغرس وفقاً لمنحنيات المستوى، ويجب عمل حواجز في حال كان هناك منحدرات قوية في الأرض، ويتم وضع الأسمدة المعدنية والتراب المخلوط بمواد معدنية داخل حفرة الغرس.[3]
تقليم أشجار الزيتون
يجب أن تتم عملية تقليم أشجار الزيتون، حيث إن ذلك يعود على الشجرة بالعديد من الفوائد المرتبطة بمعدل إنتاج الشجرة من الثمار، وهناك عدة أنواع من التقليم وهي:[4]
- تقليم التكوين: ويكون هذا التقليم في مرحلة النمو، وهدفه أن يعطي الشجرة الهيئة المتوازنة التي تتلاءم مع تكوينها ونموها الطبيعي، كما يؤدي إلى حدوث توازن بين الجذور والأوراق، بالإضافة إلى ضمان الاستغلال الكامل للشجرة، ويتم هذا النوع من التقليم مباشرة بعد زرع الشتلات، أو بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من ذلك.
- تقليم الإثمار: ومن أهم أهدافه تقليل ظاهرة التناوب بين الإنتاج الجيد والإنتاج الضعيف للشجرة من سنة إلى أخرى، حيث إن هذه الظاهرة تؤثر على كمية الإنتاج وبالتالي الدخل العائد على المزارع.
- تقليم التجديد: ويتم على أشجار الزيتون القديمة بهدف تجديدها وتنشيطها وإعادة الحياة لها.
البيئة المناسبة لزراعة شجرة الزيتون
من أفضل المناطق التي تنجح فيها زراعة شجرة الزيتون هي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك لتميزها بالمناخ البارد والممطر شتاءاً، والجاف والحار صيفاً، حيث إن أشجار الزيتون تحتاج إلى أن تتعرض لكمية كافية ومناسبة من البرودة حتى تعطي إنتاجاً تجارياً عالياً من الثمار، وتحتاج أشجار الزيتون خاصة في فترة الإزهار لمصدات الرياح التي تلعب دوراً هاماً في حماية الشجرة من الرياح الساخنة وحماية جذورها من أشعة الشمس المباشرة.[5]
ويجب أن تتم زراعة أشجار الزيتون على مساحات واسعة، وذلك للتقليل من خطر الإصابة بالفطريات والآفات، كما يعتبر تقليم الأشجار من الأمور الهامة التي تسمح بمرور الهواء وأشعة الشمس والضوء بكمية كافية للأشجار، وتحتاج أشجار الزيتون إلى تربة غنية بكربونات الكالسيوم، ويقل إنتاج الأشجار في الأراضي التي تكون تربتها عالية الرطوبة، وتتميز أشجار الزيتون بقدرتها على تحمل الملوحة والجفاف، لكن يكون إنتاجها من الثمار قليلاً، ويجب تطبيق برامج التسميد والعناية بالتربة للتأكد من وجود جميع العناصر التي تحتاجها الأشجار مثل البورون والنحاس ليزداد إنتاجها من المحصول.[5]
القيمة الغذائية لثمار الزيتون
وتحتوي ثمار الزيتون على قيمة غذائية عالية، حيث إنها غنية بالعديد من العناصر الغذائية، فتحتوي على الكربوهيدرات بنسبة 19%، والبروتين بنسبة 1.6%، والأملاح المعدنية بنسبة 1.5%، والسليولوز بنسبة 5.8%، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات المختلفة، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الزيت 15-20% الذي له العديد من الفوائد الصحية والغذائية، إذ يتميز عن غيره من أنواع الزيتوت النباتية بسبب محتواه العالي من الفيتامينات مثل فيتامين أ وفيتامين هـ، وتركيبة متوازنة من الأحماض الدهنية، ومضادات الأكسدة، والبيتاستيرول الذي يمنع الامتصاص المعوي للكلوليسترول، والسيكلوار ثنول الذي ينشط الإفراز البرازي للكوليسترول من خلال زيادة العصارة الصفراوية بالإضافة إلى دوره في تنشيط الكبد ونمو المخ وشبكة الأعصاب للأطفال.[6]
المراجع
- ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية ، الرياض- المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة لنشر والتوزيع، صفحة 691 الجزء 11 (ر- ز). بتصرّف.
- ^ أ ب مركز الدراسات التقنية والإرشاد الفلاحي، شجرة الزيتون، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ حليم فيصل، م. سليم قطار (2001)، زراعة الزيتون، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ مركز الدراسات التقنية والإرشاد الفلاحي، شجرة الزيتون ، صفحة15-16-17. بتصرّف.
- ^ أ ب أ.د. محمد السید محمد، أ.د. إكرام سعد الدین (2002)، زراعة وإنتاج الزيتون، معھد بحوث البساتین، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ أ.د. محمد السید محمد، أ.د. إكرام سعد الدین (2002)، زراعة وإنتاج الزيتون، معهد بحوث البساتين، صفحة 2-3. بتصرّف.