كيف أتوضأ وضوءاً صحيحاً
الطهارة
اهتمّ الإسلام بالطهارة المعنوية والحسية، وحثّ المسلمين على المحافظة عليها، وأمّا الطهارة المعنوية فهي الطهارة من الشرك بالله، أي إخلاص العبادة له، وأمّا الطهارة الحسية فهي طهارة البدن والثوب، والمكان، ومن أشكال الطهارة: الوضوء، الذي يُعدّ شعيرةً عظيمةً من شعائر الإسلام، فالواجب على المسلم أن يكون على طهارةٍ قبل أداء الصلاة، بالإضافة إلى الفضل العظيم المترتب على الوضوء؛ إذ إنّه سببٌ لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، ولذلك يجب تعلّم كيفية الوضوء الصحيح، والاقتداء برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في السنن الثابتة عنه في الوضوء.[1]
كيفية الوضوء بطريقة صحيحة
يُعرّف الوضوء شرعاً بأنّه الغسل والمسح على أعضاءٍ مخصوصةٍ، وهي أربعة أجزاءٍ من الجسم: الرأس، والزجه، واليدين، والرجلين، مع وجود النية،[2] وفيما يأتي بيان خطوات الوضوء الصحيح:[3]
- النية: لا يصحّ الوضوء إلّا بنية رفع الحدث الذي منع من العبادة، فالنية شرطٌ من شروط صحة الوضوء، والدليل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رواه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى)،[4] وتجدر الإشارة إلى أنّ النية محلّها القلب، ولذلك فإنّ النطق بها بدعةٌ في كلّ العبادات، كما قال في كتاب الإقناع:(والتلفّظ بها وبما نواه هنا وفي سائر العبادات بدعة)، بالإضافة إلى أنّ ما يقوم به الإنسان من الأعمال يسبقها النية غالباً، فلا يجب التشدّد في مسألة النية؛ تجنباً للوقوع في الوسوسة.
- التسمية: وهي سنةٌ عند جمهور الفقهاء، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ لمَن لا وُضوءَ لهُ، ولا وُضوءَ لمَن لَم يذْكرِ اسمَ اللهِ علَيهِ)،[5] وفي الحقيقة إنّ ما صرف التسمية عن الوجوب هو عدم ذكرها من قبل الذين وصفوا وضوء النبي -عليه الصلاة والسلام- لتعليم الناس، على الرغم من كونهم في مقام تفصيل للوضوء.
- غسل الكفين: وحكم غسل الكفين ثلاث مرّاتٍ سنة، والدليل هو حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي يتضمّن صفة وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ)،[6] وقد صرف غسل الكفين عن الوجوب عدم ذكر الله -تعالى- لها في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[7]
- المضمضة والاستنشاق: تعرّف المضمضة بأنّها إدارة الماء في الفم، أمّا الاستنشاق فهو اجتذاب الماء بالنفس، ومن الجدير بالذكر أنّ حكم المضمضة والاستنشاق الوجوب؛ لأنّهما من تمام غسل الوجه، كما ورد في حديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ)،[6] ويُستحبّ تكرار المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّاتٍ، والمبالغة في المضمضة لغير الصائم، واستخدام السواك عند المضمضة.
- غسل الوجه: والوجه هو ما يواجه به، وحدوده من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية طولاً، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ غسل الوجه فرض من فرائض الوضوء، ويُستحبّ غسله ثلاث مرّاتٍ، والدليل الآية السادسة من سورة المائدة والتي سبق ذكرها، ولحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ)،[6] ولا بُدّ من الإشارة إلى وجوب غسل اللحية، وما تحتها من الوجه في حال كانت اللحية خفيفة يمكن أن يُرى الوجه من تحتها، وأمّا إذا كانت اللحية كثيفة لا يظهر ما تحتها من البشرة، فيجب غسل ظاهرها فقط، ومن السنة تخليلها.
- غسل اليدين إلى المرفقين: والمرفق ما بين الذراع والعضد، فيكون الغسل من الأصابع إلى المرفق، وغسل اليدين إلى المرفقين فرضٌ من فرائض الوضوء، والدليل ما ورد في الآية السادسة من سورة المائدة، بالإضافة إلى حديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مِثْلَ ذلك)،[6] ويُستحبّ البدء باليد اليمنى، ومن السنة التثليث في الغسل، والتخليل بين الأصابع، ويكون بإخلال الأصابع بعضها ببعض.
- مسح الرأس: والمسح على الرأس فرضٌ من فرائض الوضوء، لقول الله تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ )،[7] ولحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم مسح رأسِه)،[6] ويجب المسح على جميع الرأس، ولا يكفي بعضه، ومن السنة المسح من مقدّمة الرأس مروراً بشعر الرأس وصولاً إلى آخر الشعر، ثمّ العودة إلى مقدمة الرأس، كما ورد في الحديث رواه عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (بدأ بمُقَدَّمِ رأسهِ حتى ذهبَ بهما إلى قفاهُ، ثم ردَّهُما إلى المكانِ الذي بدأ منهُ).[8]
- مسح الأذنين: وتُمسح الأذنان مع الرأس بنفس الماء، فلا يٌؤخذ لها ماءً جديداً، ومن السنة أن تُدخل السبابتان في فتحات الأذنين، ويُمسح ظاهر الأذنين بالإبهامين.
- غسل القدمين: وقد أجمع علماء المسلمين على وجوب غسل القدمين، لقول الله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)،[7] ولحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم غسل رجلَه اليُمنَى إلى الكعبين ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل اليُسرَى مِثْلَ ذلك).[6]
أخطاء الوضوء الشائعة
هناك أخطاء شائعة يقع فيها بعض الناس عند الوضوء، يمكن بيان بعض مها فيما يأتي:[9]
- الإسراف في الماء.
- نسيان التسمية في أول الوضوء.
- وجود حائلٍ يمنع وصول الماء إلى أحد الأعضاء الواجب غسلها، فيبطل بذلك الوضوء، ومثال ذلك طلاء الأظافر.
- مسّ الفرج دون حائلٍ، إذ إنّه يُعدّ من نواقض الوضوء.
- إهمال بعض سنن الوضوء.
- الاعتقاد أنّ الشك بنقض الوضوء يُوجب إعادته، والصحيح أنّ الشك في الحدث لا يُوجب الوضوء، إلّا إذا تحقّق اليقين بالحدث؛ لأنّ الشك يُقطع باليقين.
المراجع
- ↑ "الطهارة وفضل الوضوء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الوضوء في قاموس المعجم الوسيط "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15. بتصرّف.
- ↑ "شرح صفة الوضوء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-9-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 203، صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج ح رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 226، صحيح.
- ^ أ ب ت سورة المائدة، آية: 6.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 185، صحيح.
- ↑ "أخطاء تقع في الوضوء والصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-9-2018. بتصرّف.