كيفية أداء العمرة خطوة بخطوة
العمرة
تُعرًف العمرة لغةً على أنها القصد إلى مكان عامر،[1] أما اصطلاحاً فتُعرّف على أنها التعبد لله تعالى، بالطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، ومن الجدير بالذكر أن العمرة واجبة مرة واحدة في العمر، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)،[2] ولِما رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جِهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَةُ)،[3] وقد اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع عُمر، كان أوّلها عمرة الحديبية في العام السادس للهجرة، ثم عمرة القضاء في العام السابع، ثم عمرة الجعرانة في العام الثامن، ثم عمرة حجة الوداع في العام العاشر.[4]
ولا بُد من الإشارة إلى أن للعمرة فضائل عظيمة؛ فهي كفارة للذنوب، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا)،[5] وسبب لنفي الفقر والذنوب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفِضَّةِ)،[6][4] وتجدر الإشارة إلى أن للعمرة ثلاثة أركانٍ لا تصح إلا بها، وهي الإحرام، والطواف، والسعي، ولها ثلاثة واجبات إذا ترك المعتمر أحدها وجب عليه الدم، وهي الإحرام من الميقات، وعدم لبس المخيط، والحلق أو التقصير.[7]
كيفية أداء العمرة خطوة بخطوة
خطوات العمرة تبدأ بالإحرام، ثم الطواف، ثم السعي بين الصفا والمروة، ثم الحلق أو التقصير، وفيما يأتي بيان كل خطوة بالتفصيل.[8]
الإحرام
سُمّي الإحرام بهذا الاسم لأن المُحرِم يُحرّم على نفسه بنيّته بعض ما كان مباحاً له قبل الإحرام كالنكاح، والطيب، وحلق الشعر، وتقليم الأظافر، وبعض الأنواع من اللباس، ويمكن القول إن الإحرام نية الدخول في النسك، ويُستحب للمعتمر القيام ببعض الأمور قبل الإحرام، وهي:
- الاغتسال: لما في ذلك من تنظيف للبدن وإزالة للرائحة، وقد اغتسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه.
- التنظيف: حيث يُشرع التنظيف قبل الإحرام بالأخذ من شعر الأبط والشارب والعانة، حتى لا يحتاج للأخذ منها وهو مُحرم.
- التطيّب: حيث يُستحب التطيّب بما وجد من أنواع الطيب كالبخور، وماء الورد، والمسك، وغيرها قبل الإحرام.
- التجرّد من المخيط: والمخيط هو كل ما تمت خياطته على قدر الملبوس عليه كالقميص، والسروال، غيرها، ويُستبدل برداء وإزار أبيضين.
وتجدر الإشارة إلى أن الأعمال السابق ذكرها لا تُعتبر إحراماً، فلا يدخل المعتمر في الإحرام بالتجرد من الثياب، والتطيب، والاغتسال، وإنما يدخل بالنية لأن الإحرام نية الدخول في النسك، وبعد الإحرام يُستحب للرجال رفع الصوت بالتلبية، وهي قول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".[9]
الطّواف
عند الوصول إلى المسجد الحرام ينبغي قطع التلبية، ويُستحب الدخول بالقدم اليمنى، وقول: "أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ"، وقبل التوجه إلى الكعبة للشروع في الطواف يجب التأكد من الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، لأن الطواف مثل الصلاة غير أنه يجوز الكلام فيه، وعند الوصول إلى مكان الطواف يُستحب استلام الحجر الأسود باليد اليمنى، وتقبيله، وقول: "بسم الله، الله أكبر"، وإن كان في ذلك مشقة بسبب الازدحام، فلا بأس باستلام الحجر الأسود بعصا أو نحوها، فإن كان في ذلك مشقة فيكفي الإشارة إليه من بعيد والتكبير من غير تقبيل اليد، ثم يبدأ بالطواف، وعند الوصول إلى الركن اليماني يُستحب استلامه باليد اليمنى وقول: " بسم الله، الله أكبر"، ولكن في حال وجود المشقة فلا بأس بتركه، ومن الأمور المستحبة أثناء الطواف الرمل في أول ثلاثة أشواط للرجل، وهو المشي السريع مع تقارب الخطى، والاضطباع في كل الأشواط وهو كشف الكتف الأيمن، بوضع وسط الرداء تحت المنكب الأيمن، وطرفيه على العاتق الأيسر.[10]
ويُشرع أثناء الطواف الإكثار من الدعاء والذكر، وليس في الطواف دعاء ولا ذكر مخصوص بل يُشرع الدعاء والذكر بما تيسّر، ولكن يُستحب قراءة قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[11] عند الوصول بين الركنين في كل الأشواط، ويتم الطواف بسبعة أشواط، ويُستحب استلام الحجر الأسود وتقبيله في الشوط السابع إن تيسر ذلك، وبعد الانتهاء من الطواف يُستحب صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر ذلك، وإن لم يتيسر فتُصلّى في أي مكان من الحرم، ويُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص، وبعد الانتهاء من الصلاة يُستحب استلام الحجر الأسود إن تيسر ذلك.[10]
السّعي بين الصفا والمروة
بعد الانتهاء من الطواف يتم التوجه إلى الصفا لبدء السعي، وعند الوصول يُستحب قراءة قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[12] ثم الصعود على جبل الصفا واستقبال الكعبة، وتكبير الله وحمده بقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه لَه المُلكُ ولَهُ الحمدُ يُحيي ويميتُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه أنجَزَ وعدَهُ ونصرَ عبدَهُ وَهزمَ الأحزابَ وحدَه"، وتكرار القول ثلاث مرات والدعاء بما تيسّر بعد كل مرة، ثم النزول والتوجه نحو المروة مشياً، ويُستحب للرجال دون النساء الإسراع بالسعي بين العلمين الأخضرين، ويُشرع الدعاء والذكر أثناء السعي، وعند الوصول إلى المروة يُكرر ما فُعل عند الصفا من استقبال القبلة، والتكبير، والذكر، والدعاء، وبذلك يتم الشوط الأول، ثم العودة إلى الصفا والإسراع في موضع الإسراع والذكر والدعاء، فيتم بذلك الشوط الثاني، وهكذا إلى أن يتم السعي بسبعة أشواط تبدأ بالصفا وتُختتم بالمروة.[13]
الحلق أو التقصير
بعد الانتهاء من السعي يجب على الرجل حلق الرأس أو التقصير، ولا بُد أن يعم جميع الرأس سواءً في الحلق أو التقصير، أما المرأة فتقصر من شعرها بمقدار أنملة، ومن الجدير بالذكر أن الحلق أفضل من التقصير لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا للمحلقين بالمغفرة والرحمة ثلاثاً، بينما دعا مرة واحدة للمقصرين، وبذلك تكون العمرة قد تمت.[14]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى العمرة في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2362، صحيح.
- ^ أ ب "العمرة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1773، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن شفيق بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3693، أخرجه في صحيح.
- ↑ "العمرة...أركانها..واجباتها..ومستحباتها"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (11-12-2006)، "صفة العمرة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ الدكتور صالح الفوزان، "كيفية الإحرام"، www.alfawzan.af.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد العزيز بن باز، "أعمال مناسك العمرة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 201.
- ↑ سورة البقرة، آية: 158.
- ↑ د. أمين الشقاوي (19-8-2014)، "فضل العمرة وصفتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفة العمرة"، www.islamqa.info، 2003-1-24، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.