-

نزار توفيق قباني

نزار توفيق قباني
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نزار توفيق قبّاني

وُلِد نزار قبّاني في الواحد والعشرين من آذار/مارس من عام 1923م في دمشق في حي مئذنة الشحم،[١] وهو من أسرة عريقة؛ فجدُّه هو أبو خليل القباني أحد رُوّاد المسرح العربيّ، أمّا والده توفيق القبّاني، فهو تاجر من أعيان البلد، وهو من مُحبِّي الأدب، والشعر، كما أنّه من داعمي الحركة الوطنيّة السوريّة، أمّا أمّه (فايزة)، فهي من أصل تركيّ، وهي التي اهتمَّت بتنشئته، وتربيته، وقد أظهر نزار في طفولته الأُولى مدى حُبّه للموسيقى، والرَّسم؛ فقد كان يرسم على الجدران، وعلى الأرض، كما أنّه تعلَّم كتابة الخطِّ على يد خطّاط يدويّ، وتعلَّم التلحين، والعَزْف على العود على يد أستاذ خاصّ.[٢]

تعليم نزار قبّاني ووظائفه

استطاع نزار الحصول على شهادة البكالوريا من دمشق من مدرسة الكلّية العِلميّة الوطنيّة، ومن ثمّ التحق بالجامعة السوريّة بقسم الحقوق، وتخرَّج منها عام 1944م، علماً بأنّه حصل على وظيفة فَور تخرُّجه في وزارة الخارجيّة السوريّة، وتنقَّل في عدّة سفارات؛ حيث عمل في سفارة بيروت، والقاهرة، ولندن، ومدريد، وقد تمَّ تعيينه بعد الوحدة بين سوريا، ومصر كسكرتير ثانٍ في سفارة الجمهوريّة المُتَّحِدة في الصين، واستمرَّ في عمله الدبلوماسيّ حتى عام 1966م، ويُذكَر أنّ نزار قبّاني كان يتحدَّث اللغة الإنجليزيّة بطلاقة؛ وذلك بفضل عمله في السفارة السوريّة في لندن في الفترة الواقعة ما بين الأعوام 1952م-1955م.[١]

زواج نزار قبّاني

تزوَّج نزار قبّاني من امرأتَين في حياته: الأُولى هي زهرة السوريّة التي أنجب منها هدباء، وتوفيق، وزهراء، وقد رثى نزار ولده توفيق الذي تُوفِّي وعمره 17 عاماً، حيث كان يدرس الطبّ في جامعة القاهرة، وكانت القصيدة بعنوان (الأمير الخرافي توفيق قبّاني)، أمّا زوجته الثانية فهي بلقيس العراقيّة التي رُزِق منها بعُمر، وزينب، وقد تُوفِّيَت في عام 1982م، لدى تفجير سفارة العراق في بيروت.[١]

أدب نزار قبّاني وشعره

لقد كان لانتحار شقيقة نزار تأثير كبير فيه، وفي شِعره؛ فكانت مواضيع شعره تتحدَّث في غالبيّتها عن المرأة، وخبرتها في المجتمعات التقليديّة، وتذكرُ أشعاره وجهة نظر المرأة نفسها، كما أنّه كان يدافع في شعره عن حُرّية المرأة الاجتماعيّة؛[٣] لذا يُعتبَر نزار قبّاني مُحرِّر المرأة، والآخذَ بِيَدها إلى عالَم التحرُّر؛ ممّا يجعله شاعر المرأة العربيّة، بالإضافة إلى أنّه من كبار المُجدِّدين العرب في الأدب المُعاصِر،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّ ديوان (قالت لي السمراء) كان أوّل ظهور لشعر نزار؛ حيث كانت له أصداء واسعة، كما أنّه أثار موجة من الغضب؛ لاحتوائه على قصائد جريئة تتغزَّل بالمرأة، وتُظهِر مفاتنَها، علماً بأنّ شعره الرومانسيّ كان هو الغالب خلال الفترة السابقة لعام 1967م.[٢]

لا تسافر بجواز عربيّ

لا تسافر مرّة أخرى لأوروبّا

فأوروبّا كما تعلم ضاقت بجميع السُّفَهاء

لا تسافر بجواز عربيّ بين أحياء العرب

فهم من أجل قِرش يقتلونك

وهم حين يجوعون مساءً يأكلونك

يمتازُ أسلوب نزار الشعريّ بعاطفة خالصة في شعره، ونثره، بالإضافة إلى كلامه الممزوج بالحِسّ المُرهَف، واللحن الجميل، علماً بأنّ نزار كان مُتأثِّراً بالشاعر خليل مردم بك، وممّا يجدر ذِكره أنّ قصائد نزار قبّاني كان لها جاذبيّة خاصّة؛ حيث جذبت إليها مجموعة كبيرة من الفنّانين العرب الذين اهتمّوا بتلحينها، وغنائها، أمثال: عبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، بالإضافة إلى كاظم الساهر، وماجدة الروميّ، ومن هذه القصائد قصيدة (قارئة الفنجان) التي نذكرُ منها:[٢][٦]

جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

فنجانك دُنيا مُرعِبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً وكثيراً..

وتموتُ كثيراً وكثيراً

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

مُؤلَّفات نزار قبّاني

كتب نزار قبّاني كتاباً في النَّقْد الأدبيّ بعنوان (الشعر قنديل أخضر)،[٤] كما كانت له مجموعات شعريّة، ومن هذه المجموعات نذكرُ ما يأتي:[٧]

  • قالت لي السمراء (1944م).
  • طفوة نهد (1948م).
  • سامبا (1949م).
  • أنت لي (1950م).
  • قصائد (1956م).
  • حبيبتي (1961م).
  • الرَّسْم بالكلمات (1966م).
  • قصائد مُتوحِّشة (1970).
  • كتاب الحُبّ (1970).

أوسمة نزار قبّاني وشهاداته

حصل نزار قبّاني على مجموعة من الأوسمة، والشهادات العالَميّة، والعربيّة في حياته، ومن هذه الأوسمة، والشهادات نذكر ما يأتي:[٨]

  • وسام الاستحقاق الثقافيّ الإسبانيّ، والذي حصل عليه عام 1964م؛ تقديراً لجهوده في مَدِّ جسور الثقافة بين إسبانيا، والعرب.
  • جائزة جُبران العالَميّة، حيث حاز عليها من سيدني في أستراليا.
  • وسام الغار الذي ناله في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، وتحديداً في ولاية واشنطن، من النادي السوريّ الأمريكيّ.
  • ميداليّة التقدير الثقافي البلجيكيّ.
  • جائزة الإنجاز العِلميّ، والثقافيّ (جائزة سلطان بن علي العويس).
  • دِرع جمعيّة خرِّيجي الجامعة الأمريكيّة التي كان عُضو شرف فيها.

وفاة نزار قبّاني

تُوفِّي شاعر الحُبّ، والجمال، نزار قبّاني عن عُمر يناهز 75 عاماً بعد تَدهوُرِ حالته الصحّية في الثلاثين من نيسان/أبريل من عام 1998م، مُخلِّفاً وراءه أشعار حُبّ خالدة على مَرِّ الأجيال، وقد شُيِّع جُثمانه في جنازة كبيرة جمعت أطياف الشعب السوريّ على اختلافه، وحضرَ جنازته عددٌ كبيرٌ من الفنّانين، والمُثقَّفين العرب، والسوريّين، حيث دُفِن في مَسقط رأسه كما طَلب في وصيَّته.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "نبذة حول : نزار قباني"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "نزار قباني"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "Nizār Qabbānī", www.britannica.com, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "نزار قبراني"، al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "فاضل الزبيدي"، www.uokufa.edu.iq، صفحة 5-8، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "قارئة الفنجان"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2018. بتصرّف.
  7. ↑ "الأعمال الشعرية الكاملة"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2018. بتصرّف.
  8. ↑ محمد الزينو‎، أعمال الشاعر نزار قباني: بين قوسي قزح الجزء الاول، القاهرة: Kotobarabia، صفحة 16. بتصرّف.