-

نقص البوتاسيوم وعلاجه

نقص البوتاسيوم وعلاجه
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

البوتاسيوم

يُعدُّ البوتاسيوم ثالث أكثر المعادن توفراً في الجسم، حيث يوجد 98% منه داخل الخلايا ليتوزع لما يُقارب 80% من هذه النسبة في خلايا العضلات، وأما المتبقي منه بنسبة 20% قد يكون في العظام، والكبد، وخلايا الدم الحمراء، ولأنَّ الجسم لا يستطيع صنع أي كميةٍ من البوتاسيوم فهو يعتمد في تحصيله على مصادره الغذائية المختلفة، ويصنف البوتاسيوم على أنَّه مادةٌ كهرليةٌ (بالإنجليزيّة: Electrolyte)؛ تتحول إلى أيونات تحمل شحنة موجبة أو سالبة عند إذابته في الماء، كما أنَّ لهذه المادة القدرة على توصيل الكهرباء ليستخدمها الجسم في إدارة العديد من وظائفه؛ مثل: تنظيم السوائل، والإشارات العصبية، وانقباض العضلات.[1][2]

نقص البوتاسيوم

يحدث نقص البوتاسيوم (بالإنجليزيّة: Hypokalemia) عندما تكون مستويات البوتاسيوم منخفضةً في الدم، إذ إنَّ نسبته الطبيعية تكون ما بين 3.5-5 مليلتراً مكافئاً لكل لتر، وأيّ نسبةٍ تقل عند 3.5 مليلتراً مكافئاً لكل لتر تشخص بنقص البوتاسيوم، وقد يحدث هذا النقص نتيجة العديد من الأسباب؛ مثل: اضطرابات الكلى؛ كالإصابة بالفشل الكلوي، أو فقدان كمياتٍ من البوتاسيوم عن طريق المعدة والأمعاء؛ كالإصابة بالتقيؤ والإسهال، أو بتأثير بعض الأدوية؛ مثل: أدوية مدرات البول، بالإضافة إلى أنَّ هذا النقص قد يكون ناتجاً عن حالات سوء التغذية.[3]

علاج نقص البوتاسيوم

يمكن علاج الحالات التي يزيد فيها مستوى البوتاسيوم عن 3 مليلترات مكافئة باستخدام الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، أما الحالات التي يقل فيها البوتاسيوم عن 3 مليلترات مكافئة فإنّ هذا قد يتطلب الحقن عن طريق الوريد، ويعتمد العلاج المُتبع على التشخيص، والظروف المحيطة بالمرض، بالإضافة إلى قدرة المريض على تحمّل السوائل والأدوية المتناولة عن طريق الفم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يستطيع في حالات نقص البوتاسيوم قصيرة المدى أن يُعوض هذا النقص ويعيده إلى مستوياته الطبيعية، ولكن في الحالات الشديدة أو الحالات التي يتوقع فيها استمرار فقدان البوتاسيوم فإنّه يصبح من الضروري حينها استخدام مكملات البوتاسيوم؛ التي يتم تناولها عن طريق الفم على شكل حبوبٍ، أو سوائلٍ تقاس جرعاتها بالمليلتراتٍ المكافئة، وعادةً ما تكون هذه الجرعات ما بين 10-20 مليلتراً مكافئاً لكل يوم.[4]

أعراض نقص البوتاسيوم

عادةً ما تكون أعراض نقص البوتاسيوم معتدلة، ولكن في بعض الأحيان قد تكون هذه الأعراض غامضة؛ وذلك لوجود أكثر من عرضٍ واحدٍ ليشمل؛ أعراضاً في الجهاز الهضمي، والكلى، والقلب، والأعصاب، وفيما يأتي أبرز هذه الأعراض:[3][5]

  • التعب والضعف: إذ إنَّ هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بانخفاض مستويات الطاقة بالرغم من الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من النوم، ويؤثر نقص البوتاسيوم في بناء العضلات وانقباضها؛ ليَنتُج عنه الشعور بالضعف والتعب.
  • ارتفاع ضغط الدم: حيث يساعد البوتاسيوم في ارتخاء الأوعية الدموية، وعند نقصه قد تصبح هذه الأوعية منقبضةً، مما يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم.
  • تشنجات العضلات: إذ يرتبط نقص البوتاسيوم بحدوث آلام وتقلصات في العضلات؛ وذلك لأنَّها تحتاج إلى كمياتٍ كافيةٍ من البوتاسيوم لحدوث الانقباض في العضلات الملساء.
  • آلام البطن والإمساك: إذ إنَّ نقص البوتاسيوم قد يؤدي إلى إبطاء الجهاز الهضمي، مما قد يسبب الانتفاخ، والإصابة بتقلصاتٍ في البطن.
  • خفقان القلب: إذ يحدث خفقان القلب عند الشعور بنبضٍ سريعٍ فيه، وعادةً ما يرتبط ذلك بالتوتر، والقلق، ويساعد تدفق البوتاسيوم خارج خلايا القلب وداخلها على تنظيم نبض القلب؛ إلا أنَّ انخفاضه يمكن أن يغير في هذا التدفق؛ ليؤدي إلى الإصابة بخفقان القلب، كما أنَّ هذه الحالة قد تكون مؤشراً على اضطراب النظام القلبي؛ الذي يرتبط أيضاً بنقص البوتاسيوم، ومن الجدير بالذكر أنَّ اضطراب النظام القلبي قد يكون مؤشراً على مشاكل صحيةٍ خطيرةٍ تتعلق بالقلب.[6]
  • الشعور بالتنميل والوخز: حيث يلعب البوتاسيوم دوراً في وظائف الأعصاب، لذلك فقد يرتبط نقصه بالشعور بالتنميل والخدران، وعادةً ما يحدث هذا في اليدين، والذراعين، والساقين، والقدمين، كما أنَّ نقص هذا العنصر يُحدِث ضعفاً في الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى الشعور بهذا الوخز.[6]
  • صعوبات التنفس: إذ يساعد البوتاسيوم على إرسال الإشارات التي تحفز الرئتين على الانقباض والتوسع، لذلك فإنَّ النقص الحاد في البوتاسيوم قد يُعدُّ سبباً لعدم انقباض الرئتين وانبساطها بشكلٍ سليم، مما يؤدي إلى حدوث ضيق في التنفس، وقد يكون ذلك مميتاً.[6]
  • تقلبات المزاج: بالرغم من أنّ الدراسات التي تُعنى بهذا الجانب محدودةٌ، إلا أنَّ هناك ارتباطٌ بين تقلبات المزاج والإرهاق العصبي ونقص البوتاسيوم؛ وذلك لأنَّ نقص هذا العنصر قد يُعطّل الإشارات التي تساهم في الحفاظ على وظائف الدماغ، ففي دراسة تبين فيها أنَّ 20% من المرضى الذين يعانون من اضطراباتٍ عقلية كانوا يعانون من نقصٍ في البوتاسيوم.[6][7]
  • حساسية الجلوكوز: إذ قد تنتج حساسية الجلوكوز بفعل نقص البوتاسيوم الحاد الناتج عن استخدام مدرات البول العلاجية لفترةٍ طويلةٍ، مما قد يؤدي إلى الإصابة بضعف تحمل الجلوكوز (بالإنجليزيّة: Impaired glucose tolerance) الناتج عن تقليل إفراز الإنسولين.[8]

المصادر الغذائية للبوتاسيوم

يُعدّ الغذاء هو الخيار الأفضل للحصول على البوتاسيوم، ويُعتبر الخضار والفواكه أغنى مصادره للحصول على الاحتياج اليومي لهذا العنصر؛ والذي يُقدّر بتناول 4700 مليغرامٍ لكل يوم للبالغين، و5100 مليغرامٍ يومياً للنساء المرضعات، وفيما يأتي أفضل هذه المصادر:[9][10]

  • البطاطا: إذ تحتوي حبة البطاطا المخبوزة متوسطة الحجم على 926 مليغراماً من البوتاسيوم؛ أيّ ما يُقارب ربع الاحتياج اليومي منه.
  • البنجر: إذ يحتوي الكوب الواحد من أوراقه الخضراء المطبوخة على 1300 مليغرامٍ من البوتاسيوم.
  • الفاصوليا البيضاء: حيث تُعدُّ الفاصوليا البيضاء الأغنى بالبوتاسيوم بين البقوليات؛ إذ يحتوي كوبٌ ونصف منها على 477 مليغراماً من البوتاسيوم.
  • البطاطا الحلوة: إذ تحتوي حبة متوسطة الحجم منها على 500 مليغرامٍ من البوتاسيوم.
  • الموز: إذ تحتوي حبة متوسطة الحجم من الموز على 400 مليغرامٍ من البوتاسيوم.
  • الطماطم: إذ تزيد عملية طهي وتكثيف الطماطم؛ كتحضير الصلصات، ومعجون الطماطم من محتواها من البوتاسيوم؛ ليحتوي كوب ونصف من هذه المنتجات على 450 مليغراماً من البوتاسيوم.

المراجع

  1. ↑ Ryan Raman (9-9-2017), "What Does Potassium Do for Your Body? A Detailed Review"، www.healthline.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  2. ↑ Kristeen Cherney (28-2-2019), "Potassium"، www.healthline.com, Retrieved 28-2-2019. Edited.
  3. ^ أ ب John Cunha (17-10-2018), "Low Potassium (Hypokalemia)"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  4. ↑ Benjamin Wedro (19-11-2018), "Low Potassium (Hypokalemia) Symptoms, Causes, and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  5. ↑ Stacey Feintuch, "Don't Ignore These Low Potassium Symptoms"، www.healthywomen.org, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Ryan Raman (7-3-2018), "8 Signs and Symptoms of Potassium Deficiency (Hypokalemia)"، www.healthline.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  7. ↑ Marco Ho-bunLam,Steven Wai-hoChau,Yun-kwokWing (7-2-2009), "High prevalence of hypokalemia in acute psychiatric inpatients"، www.sciencedirect.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  8. ↑ Michael Stone, Lisa Martyn, Connie Weaver, "Potassium Intake, Bioavailability, Hypertension, and Glucose Control,Potassium and Glucose Intolerance, Insulin Sensitivity, and Diabetes"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  9. ↑ Carmen Mohan (22-5-2017), "Potassium", www.webmd.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  10. ↑ Shereen Lehman (19-2-2019), "14 Potassium-Rich Foods You Need to Be Eating"، www.verywellfit.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.