حكم قيام الليل جماعة في غير رمضان
حُكم قيام الليل جماعة في غير رمضان
قيام الليل من السنن المُؤكّدة، ومن أعظم ما يتقرّب به المسلم من الله عزّ وجلّ، ووردت فيه العديد من النّصوص التي تُرغّب المسلمين به، وتُشجّعهم على أدائه،[1]ويكون في شهر رمضان أو في غيره،[2]وقيامه جماعة في رمضان سنة،[3] أمّا في غير هذا الشهر الفضيل فهو جائز، شريطة ألّا يكون هذا القيام دائماً، فرسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى القيام جماعة مع البعض من الصحابة رضوان الله عليهم، فصلّى في إحدى المرّات مع عبد الله بن عباس، ومرة أخرى مع عبد الله بن مسعود، وثالثة مع حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهم أجمعين.[4]
لم يجعل النبي عليه الصلاة والسلام من هذا القيام سنةً راتبةً يُؤدّيها في كل ليلة، ولم يُؤدّها في المسجد أيضاً، وإنّه لمن البدع لو اتّفق الناس على أداء قيام الليل في غير شهر رمضان جماعةً في المسجد، ولو حصل ذلك بمحض الصّدفة فلا بأس، ولا حرجَ أيضاً لو صلّى المسلم القيام جماعةً في بيته لكن أحياناً وليس دائماً.[5]
أسباب تُعين المسلم على قيام الليل
يُوجَد العديدُ من الأسباب التي من شأنها أن تُعين المسلم على القيام لو أخذ بها ومنها:[6]
- جعل اللسان رطباً بذكر الله عزّ وجلّ، فذكره سبحانه يَمدّ المسلم بالقوّة، ويجعله يتغلّب على نفسه وهواه.
- دعاء الله عزّ وجلّ قبل النّوم، وطلب العون منه للقيام، فقيام الليل لا يقوم به أحد إلا بعد أن يَهبه الله سبحانه وتعالى القدرة على ذلك.
- تطهير القلب، والنفس من الأحقاد، والضغائن.
- هجر المعاصي، والابتعاد عن ارتكاب الآثام، فهذه المعاصي والآثام تصنع حاجزاً بين العبد وخالقه سبحانه وتعالى، وتعود على صاحبها بكل ما يُكدّر صفو حياته.
- الكسب الحلال، وتجنّب الحرام، قال تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).[7]
- التخفيف من الطعام والشراب، فالإكثار منهما يُسبّب الثّقل، والتّكاسُل في الجسم.
- النّوم في مُنتصفَ النّهار، وأخذ قيلولة، كي يستطيع المسلم الاستيقاظ للقيام.
أهميّة قيام الليل
لقيام الليل أهميّة بالغة تتلخّص بما يلي:[8]
- تَقريب المسلم من خالقه جلّ وعلا، فصلاة الليل من أفضل الصلوات بعد الفرائض.
- سمة خاصّة بالصالحين من أبناء الإسلام، في جميع الأماكن، والأزمان.
- سبب في محبّة الله سبحانه وتعالى لعباده، وبسط رحمته وولايته عليهم.
- تلبية الله عزّ وجلّ لعباده، وإجابة دعائهم.
- حصول العبد على الأجر والثواب العظيم من المولى عزّ وجلّ.
- الفوز بنعيم الجنان، والنجاة من لهيب النار.
- سبب في صفاء قلب المسلم من كل ما يُسبّب له الحزن والقلق.
- حصن منيع من الفتن، والمهالك، والمعاصي، والآثام.
- تكفير الذنوب والخطايا.
- إعانة المسلم على تيسير أموره، وتوفيقه، وحفظه من كل شر في الدنيا، ورفع درجاته في الآخرة.
المراجع
- ↑ سليمان الماجد (2013-10-18)، "ملخص أحكام قيام الليل في رمضان وغيره "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ "الأولى في قيام رمضان الجماعة، وفي صلاة الليل في غيره أن تصلى فرادى"، fatwa.islamweb.net، 1999-11-17، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ "الصفة المشروعة لقيام الليل جماعة في غير رمضان"، fatwa.islamweb.net، 2011-1-6، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (2007-11-4)، "ما هو حكم صلاة قيام الليل جماعة في غير رمضان؟ "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (2001-8-25)، "قيام الليل جماعة في غير شهر رمضان"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ خالد الحسينان، "فَضْلُ قِيامِ الليْلِ"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 51.
- ↑ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (2007-8-19)، "فضل قيام الليل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-1. بتصرّف.