-

حكم إزالة الشعر أثناء الصيام

حكم إزالة الشعر أثناء الصيام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم إزالة الشعر أثناء الصيام

إنّ إزالة شيءٍ من شعر الرأس أو الجسم أثناء الصيام لا يعدّ أمراً مؤثراً في الصيام، ولا يختلف هذا الحكم باختلاف موضع الأخذ من الشعر؛ فلم يرد عن أحدٍ من العلماء القول ببطلان صيام من أخذ من شعره، إلّا أنّ بعض أهل العلم يرون بطلان صيام من فعل أمراً محرماً بشكلٍ متعمّدٍ أثناء صيامه، ويستدلّون لقولهم هذا بعددٍ من الأحاديث، منها ما هو صريح الدلالة على بطلان صيام من اقترف شيئاً من المعاصي، إلّا أنّه ليس بصحيحٍ، ومنها ما هو صحيحٌ إلّا أنّه لا يدلّ بشكلٍ صريحٍ على ذلك المعنى، وعلى قولهم هذا؛ فإنّ من أخذ شيئاً من شعر بدنه الذي يحرم إزالته بَطُل صومه، وذلك كأخذ الرجل شيئاً من شعر لحيته، أو أخذ الشخص شيئاً من شعر حاجبيه رجلاً كان أو امرأةً، ومع ذلك فإنّ أكثر العلماء على عدم بطلان الصوم بفعل المحرّمات عمداً، وفي ذلك قال الإمام أحمد: "إنّ الغِيبة لو كانت من مفطرات الصيام لما صام الإنسان"، وهذا هو القول الراجح في المسألة.[1]

حكم الاحتجام أثناء الصيام

اختلف العلماء في أثر الاحتجام على الصيام؛ فذهب جمهورهم إلى القول بعدم بطلان الصيام بالاحتجام، واستدلّوا على قولهم هذا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ احتجمَ فيما بينَ مكَّةَ والمدينةَ وهوَ مُحْرِمٌ صائمٌ)،[2] أمّا الإمام أحمد؛ فقد ذهب إلى إفطار الصائم بالاحتجام، واستدلّ لذلك بحديثٍ مشهورٍ، إلّا أنّه لا يخلو من الضعف، كما أجاب على حديث ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- الذي استدلّ به الجمهور بقوله: إنّ الروات الثقات لهذا الحديث إنّما قالوا إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- احتجم وهو محرمٌ، ولم يأتوا على ذكر الصيام، وإن كان قد احتجم محرماً مع الصيام، فإنّه بهذه الحالة يكون مسافراً؛ فيعذر بالإفطار، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يحرم بحجٍّ أو عمرةٍ في رمضان؛ ممّا يدلّ على أنّ صيامه حينها كان صيام تطوّعٍ؛ فيظهر من ذلك أنّ من احتجم أثناء صيامه، وجب عليه قضاء ذلك اليوم.[3]

حكم التقيّؤ أثناء الصيام

يختلف حكم التقيّؤ أثناء الصيام بحسب اختيار الصائم له من عدمه؛ فإن تقيّأ متعمّداً ذلك مختاراً له، بَطُل صيامه وفَسد، ووجب عليه أن يقضي صيام ذلك اليوم، أمّا إن غلبه القيء، وخرج منه رغماً عنه، فلا يفسد صيامه، ولا يترتب عليه شيءٌ، ويجوز للمسلم أن يتعمّد التقيؤ أثناء صيامه إن كان محتاجاً له للعلاج من مرضٍ مثلاً، ويلزمه أن يقضي ذلك اليوم بعد انتهاء رمضان، ولا فرق بين كثير القيء وقليله في الحكم؛ فلو تعمّد الصائم القيء، فخرج معه شيءٌ يسيرٌ، أفطر به.[4]

المراجع

  1. ↑ "إزالة المرأة الشعر من جسدها لا يبطل الصوم"، www.islamweb.net، 2002-11-23، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 777، حسن صحيح.
  3. ↑ "هل الحجامة تفطر في رمضان؟ "، www.ar.islamway.net، 2015-7-11، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم تقيؤ الشيء القليل من الصائم"، www.islamqa.info، 2007-1-5، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.