-

حكم دعاء القنوت

حكم دعاء القنوت
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم دعاء القنوت

يجد المستقرء للمصنّفات الفقهيّة أنّ دعاء القنوت مشروعٌ في مواضعٍ ثلاثة، تنحصر في صلاة الفجر وصلاة الوتر وفي حال النوازل،[1] وبيان المسألة عند أهل العلم على النحو الآتي:

دعاء القنوت في صلاة الفجر

ذهب أئمة الشافعيّة إلى أنّ القنوت في صلاة الفجر سنّةٌ مؤكّدةٌ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والمشهور عند المالكيّة أنّ قنوت الفجر مستحبٌ وفضيلةٌ، واستندوا إلى ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: (ما زالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقنتُ في الفجرِ حتَّى فارقَ الدُّنيا)،[2] وتتأكّد مشروعيّته في المذهب الشافعيّ إلى الحدّ الذي ألزموا فيه تارك قنوت الفجر بسجود السّهو، سواء تركه عمداً أو سهواً، وخالف الشافعيّة والمالكيّة في رأيهم الحنفيّة والحنابلة وقالوا بأنّ حكم مشروعيّته قد نُسخ بترك النبيّ له.[3]

دعاء القنوت في صلاة الوتر

يرى الإمام أبو حنيفة أنّ القنوت في صلاة الوتر واجبٌ، وهو سنّةٌ عند صاحبيه أبو يوسف ومحمد وعند الحنابلة كذلك، والمشهور في مذهب المالكيّة كراهة القنوت في الوتر،[4] بينما ذهب الشافعيّة إلى أنّه يسنّ في النّصف الثاني من شهر رمضان، وذهب الإمام النووي من فقهاء الشافعيّة إلى أنّه مسنونٌ طيلة ليالي السنة.[5]

دعاء القنوت في النوازل

يشرع دعاء القنوت إذا نزلت بالمسلمين نازلةً أو أصابهم غمٌّ؛ فيدعو المصلّي بعد رفعه من ركوع الركعة الأخيرة من كُلّ صلاةٍ مفروضةٍ، ويستمرّ على ذلك حتى يكشف الله -عزّ وجلّ- النازلة، ويرفع عن المسلمين ما أهمّهم وأغمّهم، وفي قنوت النوازل يدعو المسلم بما يناسب الحال التي قنت لأجلها، حث ورد عن رسول الله أنّه لعن قبائلَ من العرب عندما غدروا بأصحابه -رضي الله عنهم- وقتلوهم، وثبت أيضاً أنّه -عليه السلام- دعا للمستضعفين المؤمنين من أهل مكة أن يُنجيهم الله من بطش قريشٍ،[6] ويجوز القنوت بالنوازل في صلاة المنفرد والجماعة.[7]

المراجع

  1. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 57، جزء 34. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/142، رجاله موثقون.
  3. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 58-60، جزء 34. بتصرّف.
  4. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 61-64، جزء 34. بتصرّف.
  5. ↑ لجنة الإفتاء (19-8-2010)، "حكم الدعاء في صلاة الوتر"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ محمد المنجد (13-4-2002)، "القنوت في الصلاة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "هل يسنُّ دعاء القنوت للنوازل في الفرائض والسنن، وهل يكون ذلك قبل الركوع أم بعده؟"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.