بحث عن الثقافة
الثقافة
Culture، اشتُقّ مصطلح الثقافة من إحدى مفردات اللغة العربية وهي "المثقف" والتي تعني على القلم المبري، وهو أداة للتعلّم، واشتُقّت هذه الكلمة منها للدلالة على أنّ المثقف يصقل نفسه ويقوّمها ويسويها من خلال تعلم الأمور الجديدة، وفي الوقت الحاضر كلمة الثقافة مفتاح دلالي على مستوى الرقي الذي وصل إليه الأفراد من الناحية الفكريّة والاجتماعيّة والأدبيّة، ومن الممكن أن تتمثل الثقافة بأحد أنواع الفنون، أو اكتساب صفة الكرم عند العرب، أو الدقة في المواعيد، أو الرقصات الخاصة بمناسبات معينة، أو اتباع مراسم خاصة للزواج، أو الوفاة.
ويعبّر الفرد عن مدى ثقافته التي بلغها ليس فقط من خلال أفكاره إنّما ذلك يتعدى إلى الطريق التي رسمها لحياته بشكل عام، وقد تعبّر الثقافة عن عادات وتقاليد الشعوب التي تميّزها عن بعضها، ويشمل ذلك القيم والعقائد والمبادئ واللغة والمقدسات والقوانين والسلوكيّات، ويمكن تصنيف الثقافة كجزء لا يتجزأ من بيئة حياة الإنسان، التي هي من صنعه أساساً واستمدت نشأتها من أفكاره وقيمه ومعارفه ومعتقداته، كما أنها تتعمّق في كافة تفاصيل حياة الأفراد وتتحكّم بها، ويمكن وصفها بأنها طريقة أو أسلوب ينتهجه شعب ما ويعيش على أساسه، وتعتبر روح المشاركة من أهم شروط الثقافة وصفاتها، على الأقل بين فئة محدودة لكن الأهم وجود المشاركة.
وتُعرف اللغة من الناحية اللغويّة بأنها تغذية الذهن والفكر بالمعلومات واستنارة العقل المفكر، وترمز إلى المستوى العلميّ والتعليميّ للفرد، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى قدرة الفرد ومجتمعه على إدراك المعرفة والعلوم في كافة أمور الحياة ومجالاتها.
أهمية الثقافة
- تُعتبر الثقافة وسيلة للقضاء على الجهل والتخلّف.
- تعدّ الثقافة من أكثر العوامل تأثيراً في التنمية البشريّة.
- دفع الأفراد في المجتمعات للإبداع والتميز من خلال تسيير وتوجيه أفكارهم.
- صقل شخصيّة الفرد وصهرها في بوتقة الثقافة والتنمية.
- اكساب الفرد التحضر الإنسانيّ والرخاء الفكريّ.
- الكشف عن نقاط القوة في المجتمع وتحفيزها وتوجيهها نحو التطوّر والإصلاح.
- تساهم في تقويم ودعم الحياة الاجتماعيّة.
- الثقافة وسيلة لمواكبة التطوّرات والتغيرات التي تطرأ على حياة الأفراد والمجتمع.
- زيادة مستوى الوعي الثقافي الفردي.
- تحفّز العنصر البشري على الإيجابيّة.
أنواع الثقافة
تُصنّف الثقافة إلى نوعين رئيسييّن، وهما:
- الثقافة المادية: ويُعتبر العنصر البشري في هذا النوع من الثقافات هو العنصر الأساسيّ في تكوينه، وذلك بإقامة المباني والمنشآت، وتطوّرات ملموسة.
- الثقافة اللاماديّة: وهي عبارة عن العادات والتقاليد والمفاهيم والقيم والاتجاهات والاعتقادات التي تؤمن بها شعوب معيّنة، ومجتمعات دون غيرها.
وكما يمكن تصنيف الثقافة إلى أنواع أخرى، منها:
- الثقافة السياسيّة: ويُعنى هذا النوع بالقضايا المصيريّة التي ترتبط بأمور الأشخاص، وخاصّة فيما يتعلّق بالحريات والطقوس الدينيّة والمذهبيّة، وتندرج تحت هذا النوع ثقافة تحفّز الأفراد على الاتجاه إلى الإصلاح والتغيير والسعي الدؤوب لتحقيقها، وكما توطّد بهم معاني الخلود والتبعية والخوف.
- الثقافة الاجتماعيّة: وهي ذات العلاقة الوطيدة بالأعراف والعادات والتقاليد التي تعتمد المجتمعات عليها في بناء حياتها لضمان تحقيق حياة كريمة وسعيدة مع رفاهية، من خلال تطبيق قواعد وقوانين خاصة، يتمسك بها الأفراد دون رقابة أو وصاية، ويركز هذا النوع من الثقافة على تلك التي تحثّ على توجيه الثقافة، لجعل زمام أمور التحكم بيد القيم والمثل النبيلة، وذلك من خلال الترابط والألفة، كما أنّها من الممكن أن يكون لها أثر سلبيّ كدعوة الأفراد إلى التفكك والانعزال والاستسلام للهزيمة.
- الثقافة الإسلاميّة: وتحقق الثقافة الإسلاميّة التكامل بين الثقافة السياسية والاجتماعية، وتُعتبر ذات فاعليّة عالية في المساهمة في بناء المجتمعات، وكما أنّها توحّد جهود الأفراد باتجاه واحد، وهي القيم والأخلاق العالية لتحقيق أخلاق الرسالة السامية، وتعميق روح المسؤولية لديهم، وترغيبهم في العطاء، وقيادة المجتمعات الفاسدة إلى الصلاح.
تكامل الثقافة
حتى تتحقق التكامليّة الثقافية يجب أن يتم تسييرها وتوحيدها في اتجاه واحد، ومن العوامل التي تؤثر في تكاملية الثقافة هي:
- المعتقدات والقيم: توحّد ثقافة الناس نظراً لقدسية العادات والتقاليد والقيم، كما أنّ شعورهم بضرورة الامتثال للقيم والعادات تشجع على توحيدها، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات بين الناس وتوطيدها كنوع من الثقافة.
- الأساطير: هي عبارة عن صور ذهنيّة ترسمها الأفكار الإنسانية المنبثقة من المعتقدات والقيم في مجتمع ما، وتوحّد معتقداتهم وتصوراتهم.
- الطقوس والاحتفالات والتماثيل.
نظرية الثقافة
تتفاوت ثقافات المجتمعات فيما بينها، والسبب في ذلك التفاوت والاختلاف هو من صنع الإنسان لذلك نجد أن هناك اختلافات كبيرة وفجوات بين ثقافات المجتمعات، وكما تختلف ردود الفعل والاستجابات من فرد لآخر، وتتخذ الثقافة دوراً أساسيّاً في حياة الأفراد والجماعات.
خصائص الثقافة
- الثقافة ذات خاصيّة ماديّة ومعنويّة معاً.
- الثقافة عضوية.
- الثقافة مكتسبة.
- الثقافة تراكمية.
- إمكانية انتقال عناصر الثقافة بالاحتكاك.
- تتصف الثقافة بأنّها إنسانية، أي أنّها صنيع الإنسان.
- تشبع حاجات الإنسان الأساسية.
- قابليتها للانتقال والاكتساب والانتشار، بواسطة وسائل الاتصال الحديثة واللغة والتعليم.
- قابليّتها للتغير والنمو المستمر.
- التطوريّة.
- التكاملية.
- التنبئية.
عناصر الثقافة
- العموميّات: وتمثّل العنصر الأساسي في الثقافة، وهي عبارة عن عناصر عامة يتشارك الأفراد في مجتمع ما فيها، وتوضّح أبعاد الشخصيّة القومية التي يتخذها كل مجتمع من خلال العادات والتقاليد والقيم والدين والملبس، وكما تشمل أيضاً ما يبديه الفرد من استجابات عاطفيّة، وأنماط سلوكية، وأساليب التفكير، والفائدة من هذه العموميّات توجيه الأنماط الثقافية في المجتمع في اتجاه واحد، وتقليص المسافات وتقصيرها بين أفكار الأفراد في المجتمع واتجاهاتهم، بالإضافة إلى توطيد الأواصر والروابط بين الاهتمامات المشتركة، والتشجيع على التماسك الاجتماعيّ.
- الخصوصيّات: وهي عبارة عن صفات أو تصرفات أو مجموعة من العناصر التي تكون مشتركة بين فئة معيّنة من أفراد المجتمع، وتكون مسؤولة عن سلوك مجموعة معينة دون غيرهم، وقد تختص هذه الخصائص بطبقة اجتماعية مثلاً كالطبقة الأرستقراطية.
- البدائل والمتغيّرات: وتنحاز هذه البدائل والمتغيرات إلى عناصر العموميّات أكثر من الخصوصيّات، ولا تشترك بها فئة معينة من الأفراد، ولا تخصّ طبقة دون غيرها من طبقات المجتمع، وإنّما يتم استحداثها وتجربتها في المجتمع لأول مرة، وتبدأ بالانتشار وتكون غير مألوفة في بداية ظهورها.
مكونات الثقافة
- الأفكار: وهي ما يكتسبه الفرد من البيئة التي يعيش فيها، ويقتنع بها تماماً، ونتائج عمليّات معالجة يقوم بها الدماغ.
- العادات: هو نهج يعتمده مجتمع ما في تأدية أشياء معيّنة وفق طرق معتادة وخاصة.
- اللغة: هي الوسيلة التفاعليّة بين أفراد مجتمع واحد، وهي عبارة عن طريقة بالكلام يتم التعبير عنها بواسطة رموز كلاميّة خاصة.
- القانون: وهو مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظّم حياة الأفراد وسلوكهم.
- الأعراف: هي مجموعة من الأفعال تكرر حدوثها، وفعلها حتى اعتاد عليها أفراد المجتمع، وأصبح من اللازم القيام بها.
فوائد الثقافة
- تهيئة العيش الكريم للأفراد مع إكسابهم الشعور بالوحدة المتماسكة.
- إشباع حاجات الأفراد البيولوجيّة من خلال إمدادهم بأنماط سلوكيّة مشتركة.
- إتاحة سبل توطيد الأواصر والتعاون بينهم، والقدرة على التأقلم مع المواقف التي تواجههم في حياتهم.
- تسهيل سبل ووسائل التفاعل والتواصل الاجتماعيّ بين الأفراد.
- الحد من أسباب الصراع أو الاضطراب.
- يدفع الفرد إلى تأدية الدور التربويّ المنوط به.
- خلق حلول مناسبة للمشكلات التي تشكّل عائقاً في وجه الأفراد.
فيديو تعريفي عن ماهيّة الثقافة؟
لمعرفة المزيد شاهد الفيديو التالي