من علامات يوم القيامة الصغرى
يوم القيامة
يوم القيامة هو يوم البعث والقيام لله رب العالمين، ويسمّى بيوم القيامة؛ لأنّ الناس فيه يقومون لرب العالمين جلّ جلاله، كما يسمّى باليوم الآخر؛ وذلك لأنّه يأتي بعد انتهاء الحياة الدنيا، وله أسماءٌ أخرى كثيرةٌ، كلٌّ منها يدلّ على حدثٍ من الأحداث التي تحصل فيه، أو حالٍ من الأحوال التي يكون الناس عليها أثناؤه، وكلّها تدلّ على عظمته وشناعة الكفر والتكذيب به، كما أنّها تذكّر بأهواله وتنبّه الناس إلى ضرورة الاستعداد له، كما يعدّ يوم القيامة أحد أركان الإيمان في الدين الإسلامي، وهو الخامس منها، وقد دلّت آيات القرآن الكريم وعموم النصوص الشرعية على فوز من آمن بهذا اليوم وعمل لنجاته فيه، وخسارة من كفر به وجحده، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[1] والإيمان باليوم الآخر لا يكون بالتصديق بمجيئه فقط، بل يشمل أيضاً التصديق بما فيه وبالحكمة منه كما ورد في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، فهو يتضمن أموراً غيبيةً عديدةً لا بدّ للمسلم من التصديق بها، واعتقادها والعمل بمقتضاها حتى يتحقّق إيمانه باليوم الآخر.[2]
ومن الأمور الغيبية التي تحصل يوم القيامة؛ البعث، أي إحياء الموتى بعد النفخة الثانية في الصور، فيقومون جميعاً أحياءً وترتدّ إلى الأبدان أرواحها، فيقوم الناس جميعاً لرب العالمين، ومنها كذلك الحشر؛ ويتمثّل بجمع الناس في موقفٍ واحدٍ يوم القيامة، ومنها أيضاً الحساب؛ وهو العرض على الله تعالى، وتقرير المؤمنين ومناقشة الكافرين في أعمالهم، وفيه أيضاً أخذ الناس لكتبهم وصحائف أعمالهم، وفيه الموازين بصفاتها ونتائجها، وفيه الحوض وانقسام الناس إلى واردٍ إليه ومطرودٍ عنه، وفيه الصراط والشفاعة والجنة والنار، والحِكَم من مجيء اليوم الآخر كثيرةٌ متعددةٌ؛ فهو يثبت صدق ما جاء به الرسل عليهم السلام، وأخبرت عنه كتب الله سبحانه، ويبيّن تصديق أهل الإيمان الذي صدقوا بيوم القيامة وعملوا واستعدّوا له، ويظهر كذب الكفار فيما أعرضوا عنه، كما يحكم الله -تعالى- في ذلك اليوم بين الناس ويعيد الحقوق إلى أهلها، فيجزي المحسنين بإحسانهم والمسيئين بما عملوا من سيئاتٍ.[2]
من علامات يوم القيامة الصغرى
تعرّف علامات يوم القيامة بالأحداث والأشراط التي تسبق وقوع القيامة وتدلّ على قُرب حصوله، وقد اصطلح العلماء على تقسيمها إلى علاماتٍ صغرى وعلاماتٍ كبرى، فأمّا العلامات الصغرى فهي التي تتقدّم على حصول القيامة بمدةٍ طويلةٍ، فمنها ما وقع وانتهى وقد يعود ويتكرّر، ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يظهر بعد، وهي كثيرةٌ جداً، وجاء ذكرها في أحاديثٍ صحيحةٍ، وبيان البعض منها فيما يأتي بشكلٍ مفصّلٍ:[3][4]
- بعثة النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وموته، فقد ورد في صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (بُعِثتُ أنا والسَّاعةِ كهاتَيْن، يُشيرُ بإصبعَيْه فيمدُّهما).[5]
- ظهور من يدّعي النبوّة من الناس، وذلك ما أخبر به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (لا تقومُ الساعةُ حتى يُبْعَثَ دجالونَ كذابونَ، قريباً من ثلاثينَ، كلُّهم يزعُمُ أنه رسولُ اللهِ).[6]
- ضياع الأمانة، ومن مظاهر ذلك أن تُسند الأمور إلى غير أهلها الذين يستطيعون تسييرها والقيام بأمرها وأدائها، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ الساعةَ).[7]
- انتشار المفاسد؛ من شُرب الخمر وفعل الزنا، وكذلك انتشار الجهل وقبض العلم، لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن من أشراطِ الساعةِ: أن يُرْفَعَ العلمُ ويَثْبُتَ الجهلُ، ويُشْرَبَ الخمرُ، ويَظْهَرَ الزنا).[8]
- التطاول في البنيان، ويقوم به رعاة الشاة من الناس، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لجبريل -عليه السلام- حين سأله عن أشراط الساعة: (أن ترى الحُفَاةَ العُراةَ العَالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاوَلونَ في البُنيانِ).[9]
- ذيوع الربا، وانتشار أكل المال الحرام، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بين يدي الساعةِ يظهر الرِّبا).[10]
- انتشار القتل، وذيوعه بين الناس.
- حصول الرؤيا الصادقة للمؤمن.
- أن تعود أرض العرب مروجاً خضراء وأنهاراً.
- فتح القسطنطينية، وفتح بيت المقدس.
- ولادة الأَمَة لربتها، وقد قال العلماء في معنى ذلك انتشار عقوق الأولاد لوالديهم.
علامات يوم القيامة الكبرى
علامات الساعة الكبرى هي العلامات العظيمة التي تدلّ على قرب مجيء يوم القيامة، وأنّ الوقت المتبقي لوقوعه قصيرٌ جداً، وهي تشمل عشر علاماتٍ كما أخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يأتي بيانها:[11]
- ظهور الدجّال.
- نزول عيسى بن مريم عليهما السلام.
- خروج قوم يأجوج ومأجوج.
- حدوث خسف في المشرق.
- حدوث خسف في المغرب.
- حدوث خسف في جزيرة العرب.
- ظهور الدخان.
- طلوع الشمس من جهة الغرب.
- ظهور الدابة.
- ظهور النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر.
وتكون علامات يوم القيامة الكبرى متتابعةً؛ فإذا ظهرت إحداها كانت الأخرى على إثرها، ولا يوجد نصٌّ صريحٌ في الدلالة على ترتيب هذه الأحداث، وإنّما يُستخلص من جملة النصوص في هذا الباب ترتيب بعضها، وقد قال الشيخ ابن عثيمين في ذلك إنّ بعض أشراط الساعة الكبرى مرتبةً ترتيباً معلوماً، وبعضها غير معلوم الترتيب، فمن المرتّب نزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال، فالدجال يظهر أولاً، ثمّ ينزل عيسى -عليه السلام- فيقتله، ويخرج بعدها قوم يأجوج ومأجوج.[11]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 136.
- ^ أ ب الشيخ عبد الله بن صالح القصيّر (2017-2-15)، "الحكمة من اليوم الآخر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.
- ↑ "علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى"، www.islamqa.info، 2006-1-31، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.
- ↑ سامح محمد البلاح (2013-9-5)، "علامات القيامة الصغرى والوسطى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6503، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3609، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 59، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 80، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1861، صحيح لغيره.
- ^ أ ب "دليل المسلم الجديد - (34) علامات الساعة الصغرى والكبرى "، www.ar.islamway.net، 2016-8-14، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-4. بتصرّف.