مفهوم العولمة وآلياتها
مفهوم العولمة
تعرف العولمة من ناحيةٍ لغويّة على أنّها العمليّة التي تهدف إلى إكساب الشيء صفةً عالميّة، وهي مشتقّة من الكلمة الإنجليزية (Globalisation)، أمّا العولمة اصطلاحاً فهي العمليّة الاقتصاديّة، والثقافيّة، والسياسيّة، والاجتماعية والتي من شأنها جعل كافّة السلع أو الخدمات والأنشطة والتقنيات والأجهزة التكنولوجيّة متاحةً لجميع الناس باختلاف أماكن سكنهم، وذلك من خلال التعاون ما بين كافة دول العالم.
بناءً على أقوال العديد من المؤرخين، فإنّ ظاهرة العولمة ظهرت للمرة الأولى في أوروبا، وتحديداً مع بداية عصور النهضة وظهور الحركات القومية، وزاد اتساعها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وذلك عندما بدأت ثورة الفلاحين ضد الإقطاعيين، هذا بالإضافة إلى ظهور الثورة الصناعية، ولكنها أصبحت أكثر شمولاً بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي المعروف باسم المعسكر الشرقيّ، وبدء الولايات الأمريكية المتحدة بالسيطرة على العالم، وسنعرفكم في هذا المقال عن العولمة بشكلٍ مفصل.
مظاهر العولمة
شملت العولمة جوانب مختلفة وتمثلت بالمظاهر الآتية:
الجانب الاقتصادي
- سيطرة النظام الرأس مالي على الاقتصاد العالمي.
- التشجيع على الحرية وعلى المنافسة في الأسواق.
- انفتاح مختلف الأسواق واندماجها مع بعضها، الأمر الذي سهل من عمليّة نقل السلع، الأموال، العمال، والخدمات.
- ظهور فكرة الشركات مختلفة الجنسيات وسيطرتها على الاقتصاد.
الجانب السياسي
- القضاء على كافة الأنظمة الاشتراكية أو الشمولية التي كانت مسيطرة على العالم.
- ظهور العديد من المبادئ مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- انهيار الاتحاد السوفياتي.
- سيطرة الولايات الأمريكية المتحدة على النظام العالمي، وهو ما يعرف باسم القطبية الأحادية.
الجانب الثقافي والفكري والفلسفي
تتمثل في سيادة المبادئ الفكرية الناتجة عن النظام الرأس مالي في العالم، مثل الاهتمام بالفرد، والبراغماتية، وفكرة الكون الواحد ذي الثقافة الواحدة وغيرها.
الجانب التقني والتكنولوجيّ
ظهور فكرة أنّ العالم أصبح قرية صغيرة، وذلك من خلال تقصير المسافات بوسائل الاتصالات المختلفة التي قضت على الحدود الدولية، ووسائل المواصلات الحديثة كالطائرات التي سرعت من عمليّة التنقّل حول العالم.
آليات العولمة
الآلية الاقتصادية
- إزالة القيود عن العمليات التجارية المختلفة، وذلك من خلال التخلّص من الجمارك.
- القضاء على فكرة الحماية السياسيّة، والتي من شأنها تقييد عملية تدفّق الخدمات أو السلع المختلفة بين الدول، بحجّة الأمن.
- السماح بتمليك الأجانب للشركات والمصانع الإنتاجية وغيرها.
- ربط سعر الفائدة على السلع والخدمات بالعرض والطلب.
الآلية التقنية
- تطوير وسائل النقل، الأمر الذي من شأنه التقليل من المسافات المقطوعة على الأرض.
- تطوير الاتصالات، واعتمادها على الإنترنت أو الأقمار الصناعية.
- حدوث الثورة الإعلامية، وذلك من خلال ظهور المجلات، الصحف، البرامج التلفزيونية أو الإذاعية وغيرها.
- إتاحة إمكانية شراء السلع عن طريق الإنترنت، وتسهيل عملية توصيلها إلى الأفراد حول العالم.