-

آثار العمل التطوعي على الفرد والمجتمع

آثار العمل التطوعي على الفرد والمجتمع
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم العمل التطوعي

يعرّف العمل التطوعي على أنّه بذل شخص، أو مجموعة، أو منظمة الجهد و الوقت لعمل خدمة معينة لشخص أو مجموعة دون أجر، ودون أن تربطهم به أي علاقة.[1]

من مبادئ العمل التطوعي الاختيار؛ حيث يكون اختيارياً لكلّ فرد، ثانياً التنوّع أي بألا يكون حكراً على فئة معينة من الأفراد، فيكون باباً مفتوحاً للجميع بغض النظر عن دينهم، وخلفياتهم، وعرقهم، وجنسيتهم، أما المبدأ الثالث فهو المنفعة المتبادلة بين المتطوع والمستفيد؛ بحيث تكون معنوية للمتطوع ومادية أو معنوية للمستفيد، والمبدأ الأخير هو التقدير الذي يعد أساسياً في إعطاء أهمية للعمل الذي يقوم به المتطوع، ومعاملة جميع المتطوعين بشكل متساوٍ في المنظمة العاملين فيها.[2]

آثار العمل التطوعي على الفرد

للعمل التطوعي تأثير إيجابي على المستوى الفردي، وفيما يلي نذكر بعض هذه الآثار:[3]

  • تحسين الصحة الجسدية والعقلية: تُعدّ أنشطة العمل التطوعي من الأنشطة المفيدة جداً لصحة القلب والجسم معاً، وكونها أنشطة خارجية فتزيد من فرصة التعرض لأشعة الشمس وهي المصدر الأساسي لفيتامين (د) المفيد لصحة العظام، ومن ناحية الصحة العقلية فقد أظهرت الدراسات أنّ مساعدة الآخرين بشكل اختياري يولّد شعور الرضا عن النفس والسعادة الداخلية النّابعة من إحداث تحسين حقيقي في حياة الآخرين، لذلك تقل فرص الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
  • تحسين المهارات الشخصية: يعتبر العمل التطوعي بيئة مليئة بالتحديات المفاجئة، فمواجهة هذه التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها، تُعدّ فرصة لتوسيع نطاق المهارات الشخصية، ورفع مستوى القدرة على اتخاذ القرارات، وتعلُم طُرق جديدة مبتكرة للتعامل مع المشاكل الحالية، ومن هذه التحديات التحدث أمام جمهور، أو التدريس في بيئات غير معتادة، أو ممارسة أعمال بناء أو تجربة مهارة جديدة، أو غيرها.
  • زيادة فرصة الحصول على وظيفة: أصبحت الشركات الحديثة تضطلع إلى بناء فِرق الموظفين من المتطوعين العاملين في المنظمات التطوعيّة غير الربحيّة؛ حيثُ إنّهم يمتلكون مهارات شخصية عالية، منها القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في أوضاع طارئة، لما يعود بالفائدة على هذه الشركات، لذلك أصبحت الخبرة في الأعمال التطوعيّة مَطلباً أساسياً لأصحاب العمل، فإدراجها تحت بند الخبرات في السيرة الذاتية تُعززها، خاصة للطلبة حديثي التخرج.
  • تكوين صداقات جديدة: عند السكن في منطقة جديدة تعدّ الأنشطة التطوعية المشتركة فرصة لإقامة صداقات ومعارف جديدة بين أشخاص يمتلكون اهتمامات مشتركة فيما بينهم.[1]

آثار العمل التطوعي على المجتمع

للعمل التطوعي آثار كبيرة على المجتمعات النامية أو المتقدمة، وفيما يلي نذكر بعض هذه الآثار:[4]

  • تحسين المستوى الاقتصادي: يُعّد الوقت هو المصدر الرئيس للحصول على المال، وبما أنّ الناس يبذلون الوقت في الأعمال التطوعية، وتقديم خدمة من دون مقابل لا تحقق تكاليف على عاتق الدولة، فهي بذلك تزيد من المستوى الاقتصادي، فمثلاً في دراسة أُجريت في الولايات المتحدة ساهم فيها 62.6 مليون متطوع بـ 8 مليارات ساعة من العمل أي ما يعادل 184 مليون دولار.
  • تحسين العلاقات بين أطراف الدولة: تتطلب مشاريع خدمة المجتمع التطوعيّة العديد من الموارد والتخصصات المختلفة، لذلك فالعمل التطوعي يعتبر باباً لتعاون الشركات التطوعيّة غير الربحيّة، والجهات الحكومية، والشركات الخاصة، لإنجاح هذه المشاريع.
  • توفير الخدمات العامة: للعمل التطوعي تأثير طويل الأمد حتى لو انتهت فترة الاعمل التطوعيّة في منطقة معيّنة، والذي يكمن في توفير خدمات عامة للمجتمع، سواءً في مجال الرعاية الصحيّة كبناء مستشفى، أم النقل كتعبيد الشوارع، وتأمين الموصلات العامة، وأيضًا في مجال التكنولوجيا والكهرباء كتوصيّل خطوط إنارة وغيرها.
  • تقوية الراوابط الاجتماعية: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لميل النّاس نحو الوحدة والعزلة، وفرصة لممارسة الأنشطة الفردية، ولهذا تم تدريجياً فقدان روابط المجتمع، لذا يعتبر العمل التطوعي طريقة لاستعادة هذا المجتمع وبناء روابط أقوى بين الأصدقاء وزملاء العمل والعائلة، حيثُ تجمع بينهم أنشطة مشتركة تطوعيّة من أجل قضايا تَهُم الجميع.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب "What is Volunteering?", www.varotherham.com, Retrieved 15-3-2019.
  2. ↑ "Involving Volunteers: Background and Planning", www.valonline.org, Retrieved 15-3-2019.
  3. ^ أ ب "11 Life-Changing Benefits of Volunteering That May Not be so Obvious"، www.buildabroad.org، Retrieved 15-3-2019.
  4. ↑ Kevin Howell (9-12-2016), "HOW VOLUNTEERS IMPACT COMMUNITIES"، www.epics.ieee.org, Retrieved 18-3-2019.