-

أهوال يوم القيامة

أهوال يوم القيامة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم القيامة

يُعدّ الإيمان باليوم الآخر ركناً من أركان الإيمان بالعقيدة الإسلامية الحقّة، فالإيمان لا يصحّ إلا بالإيمان بيوم القيامة، وممّا يدل على ذلك ذكره مع الإيمان في تسعة عشر موضعاً في القرآن الكريم، منها قول الله تعالى: (وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)،[1] كما أنّ الله تعالى وصف المؤمنين بأنّهم الذين آمنوا بالله وباليوم الآخر؛ حيث قال: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا)،[2] وتجدر الإشارة إلى أنّ يوم القيامة سيقع دون أي شكّ، ولا يستطيع الإنسان الفرار منه مهما حاول ذلك، والحكمة التي من أجلها وُجد يومُ القيامة محاسبة العباد على ما قدّموه في حياتهم الدنيا، فيُجزى المحسن على إحسانه، ويُعاقب المُسيء على إساءته، ويأخذ المظلوم حقه، كما وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكّد وقوع يوم القيامة، ووجوب الإيمان به، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه في الحديث الذي أجاب في الرسول عليه الصلاة والسلام جبريل عليه السلام عن الإيمان قائلاً: (أن تُؤمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه، واليومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالقدَرِ خَيرِه وشَرِّه)،[3] ومن الأمور التي لا بدّ منها في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بحتمية وقوعه.[4]

أهوال يوم القيامة

تحدث في يوم القيامة العديد من الأهوال والأحوال، ولذلك كانت له العديد من الأسماء المختلفة، منها: يوم الحشر، ويوم النشور، ويمو الفصل، واليوم الآخر، ويوم الدين ويوم الحساب، وغيرها من الأسماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الموت يُعدّ أوّل منزلٍ من منازل اليوم الآخر الذي يبدأ بأمر الله تعالى لإسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور للبعث، فتتشقق الأرض عن الأموات ويخرجون إلى المحشر عراةً، لكلّ نفسٍ سائقٌ يسوقها، وآخرُ شهيدٍ يشهد عليها، وبعد تجمّع جميع المخلوقات في أرض المحشر تتشقق السماء، وتنتثر الكواكب، وتنزل ملائكة السماوات، ثمّ يفصل الله تعالى بين الخلائق، ويُنصب ميزان الأعمال، وتحضر الشهود، وتشهد الألسن والأيدي والأرجل والجلود على العبد وما قام به في حياته الدنيا، ويلقى كل عبد الله تعالى، ثم يجري العرض والحساب لجميع الخلائق، قال الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ*فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)،[5] وممّا يؤيد ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه اللهُ، ليس بينه وبينه تَرجُمانٌ، فينظرُ أيمَنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظرُ أشأَم منه فلا يرى إلا ما قدَّمَ، وينظرُ بين يدَيه فلا يرى إلا النارَ تِلقاءَ وجهِه، فاتَّقوا النارَ ولوبشِقِّ تمرةٍ)،[6] وبعد ذلك يُوضع الكتاب، وتشهد أعضاء العبد عليه، وتُنشر صحائف الأعمال، فإمّا أن يأخذ العبد صحيفته باليمين وإمّا باليسار، ثمّ تُوزن الأعمال والصحائف، ويحكم الله على كلّ العباد، ويصنّف العباد مع ما كانوا يعبدون، فيذهب أهل الأوثان مع أوثانهم، وأهل الصليب مع صليبهم، وكلّ مشرك مع ما عبد وأشرك به من دون الله، دون قدرتهم على التخلّف عمّا عبدوا، ويبقى الموحدون، ثم تُساق الخلائق على الصراط، ويكون مرور كل عبدٍ عليه حسب سيره على الصراط المستقيم في حياته الدنيا، ويشرب المؤمنون من حوض النبي عليه الصلاة والسلام، وهو حوض الكوثر، وبعد استقرار أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار يؤتى بالموت على هيئة كبشٍ أملح، ويذُبح، فيخلد أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار.[7]

علامات يوم القيامة الكبرى

قال الرسول عليه الصلاة والسلام في بيان علامات الساعة الكبرى: (إنَّ الساعةَ لا تكون حتى تكون عشرُ آياتٍ: خسفٌ بالمشرقِ، وخسفٌ بالمغربِ، وخسفٌ في جزيرةِ العربِ، والدخانُ، والدجالُ، ودابةُ الأرضِ، ويأجوجُ ومأجوجُ، وطلوعُ الشمسِ من مغربِها، ونارٌ تخرج من قَعرةِ عدنٍ تُرحِّلُ الناسَ)،[8] وتنقسم العلامات الكبرى حسب العبد؛ فمنها ما يراها المؤمن ومنها ما يراها الكافر، وفيما يأتي بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل:[9]

  • العلامات التي لا يراها إلّا المؤمن، وهي:
  • العلامات التي لا يراها إلّا الكافر؛ وهي: الخسوفات الثلاث التي تحدث في المشرق والمغرب وجزيرة العرب، كما يرون النار التي تخرج من قعر عدن أو من المشرق وتسوق الناس إلى أرض المحشر.
  • ظهور الدجال.
  • نزول عيسى بن مريم عليهما السلام، حيث قال الله تعالى: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ*وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ*إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ* وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ*وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)،[10] وقال ابن عباس في تفسير آخر آيةٍ من الآيات السابقة: (هو خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة)، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيدِه! ليوشِكنَّ أن يَنزِلَ فيكُمُ ابنُ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حكَمًا مُقْسِطًا، فيَكسِرَ الصليبَ، ويقتُلَ الخِنزيرَ، ويضَع الجِزيَةَ، ويَفيضَ المالُ حتى لا يَقبلَه أحدٌ).[11]
  • خروج يأجوج وماجوج؛ حيث قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ).[12]
  • طلوع الشمس من مغربها.
  • خروج الدابّة؛ حيث قال تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ).[13]
  • الدخان.

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 177.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 62.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  4. ↑ "وجوب الإيمان باليوم الآخر"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الزلزلة، آية: 6-8.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم: 1016، صحيح.
  7. ↑ "أهوال وأحوال يوم القيامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2018. بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  9. ↑ "علامات القيامة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2018. بتصرّف.
  10. ↑ سورة الزخرف، آية: 57-61.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 155، صحيح.
  12. ↑ سورة الأنبياء، آية: 96.
  13. ↑ سورة النمل، آية: 82.