ما علامات الساعة الكبرى
علامات الساعة
إنّ الإيمان بالساعة ركنٌ من أركان الإيمان، ويشمل الإيمان بها العلم بأنّ وقت قيامها من الغيب الذي لم يطّلع عليه أحدٌ من الناس، فهو من العلم الذي أستاثر به رب العزة، كما ورد في الحديث الذي ورد فيه أنّ جبريل -عليه السلام يسأل الرسول صلّى الله عليه وسلّم، عن وقت الساعة، فأجابه قائلاً: (ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ، ولكن لها علاماتٌ تعرف بها)،[1] ولكنّ الله -تعالى- وضع لقيام الساعة أماراتٍ وعلاماتٍ تسبقها، مصداقاً لقوله: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)،[2]، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العلامات تنقسم إلى علاماتٍ صغرى، وعلاماتٍ كبرى، وقد ظهر الكثير من العلامات الصغرى، وبقي بعضها، وفيما يأتي بيان العلامات الكبرى للساعة.[3]
علامات الساعة الكبرى
وهي ست علاماتٍ متتابعةٍ، وفيما يأتي بيان كلّ واحدةٍ منها:
طلوع السمش من مغربها
أول علامة من علامات الساعة الكبرى إمّا أن تكون بطلوع الشمس من مغربها، ويتبعها مباشرةً خروج الدابة، أو بخروج الدابة، ويتبعها طلوع الشمس من مغربها، مصداقاً لما رواه الإمام مسلم بسندٍ صحيحٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: (إنَّ أوَّلَ الآيات خروجاً طلوعُ الشمس من مغربِها وخروجُ الدابَّة على الناس ضُحىً وأيُّهما ما كانت قبل صاحبتِها فالأخرى على أثرِها قريباً)،[4] ومن الجدير بالذكر أنّ باب التوبة يُغلق عند ظهور أول علامةٍ من علامات الساعة الكبرى، فلا يُقبل عمل عاملٍ لم يعمل من قبل، فالفاسق، والفاجر، والظالم لا تقبل توبتهم، وأمّا المؤمن المواظب على أعماله فسوف يبقى ثابتاً على الحقّ، والعمل الصالح، وفي ذلك اليوم ينادي منادي أنّ الشمس قد شرقت من مغربها، فيدبّ الرعب في قلوب الناس، ويعيش البشر في حالةٍ من الذعر، وأمّا عباد الله الصالحين الذين يحافظون على صلاة الجماعة، وحلقات العلم، والذكر، وقراءة القرآن فأولئك عندهم من اليقين، والإيمان ما يثبّت الله -تعالى- به قلوبهم، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ طلوع الشمس من جهة الغرب سيستمرّ أربعين يوماً، يكون اليوم الأول كسنةٍ، واليوم الثاني كشهرٍ، واليوم الثالث كأسبوعٍ، وباقي الأيام تكون كالأيام الدنيوية.[5]
ظهور الدابة
بعد شروق الشمس من مغربها تخرج الدابة، التي تسمّى بالجسّاسة، ويرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى أنّها تنتقل وتتجوّل في بقاع الأرض، فتضع حافرها في آخر ما يصل إليه بصرها، فتظهر في مكّة، والمدينة المنورة، واليمن، فتدخل المسجد الحرام ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام، وتختم على وجه المنافق، والكافر، والزنديق، والفاجر، والظالم، بعصا موسى عليه السلام، فيصبح وجه كلّ واحدٍ منهم أسوداً كئيباً، بينما تختم على وجوه المؤمنين بخاتم سليمان عليه السلام، فتشعّ وجوههم نوراً، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)،[6] فتتلاشى الأسماء بين الناس، ويدعون بعضهم بعضاً بما خُتم على وجوههم، فينادون يا مؤمن، أو يا فاسق، أو يا كافر.[5]
الدخان
وبعد انتهاء الدابة من تصنيف الناس، تبدأ العلامة الثالثة من علامات الساعة الكبرى، وهي الدخان، حيث يعمُ الأرض دخان يغشى الكفار، والمنافقين، والظالمين، والفجّار، ويكون كالنيران التي تغلي فوق رؤوسهم، ويكون بالنسبة للمؤمنين كقليل الزكام يقع عليهم، والدليل على هذه العلامة قول الله تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ).[7][5]
المسيح الدجّال
بعد انقضاء علامة الدخان، تظهر أخطر وأشدّ علامةً من علامات الساعة الكبرى، ألا وهي خروج المسيح الدجال، وهو مخلوقٌ من بني آدم خلقه الله -تعالى- ليكون آخر فتنةً للبشرِ، ومن صفاته أنّه جعد قطط؛ أي أنّ شعره مجعّد، أسمر اللون، مائلٌ إلى الحُمرة، وعينه اليسرى كأنّها عنبة طافية، دلالةً على أنّه أعور، بالإضافة إلى أنّه ليس بالطويل، وصوته مبحوح، وهذه العلامات يميّزها المؤمنون فقط، ويرون على جبهته كلمة كافر، وممّا يدلّ على عظم خطر فتنة المسيح الدجال، كثرة تحذير الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه -رضي الله عنهم- من شرّه، حتى قال عمر بن الخطاب: (كنت انظر خلفي خشية أن يمرّ من جواري)، ولمّا لاحظ النبي -عليه الصلاة والسلام- ارتباك عمر بن الخطاب، قال له: (إن يخرج، وأنا فيكم، فأنا حَجيجُه دونَكم، وإن يخرج، ولستُ فيكم، فامرؤ حجيجٌ نفسَه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ)،[8] ويمكن للمؤمنين التغلّب عليه بالمحافظة على قراءة فواتح سورة الكهف، وخواتيمها قبل النوم، ومن صفات الدجال أيضاً أنّ سرعته كالريح المرسلة، ويجوب كلّ مكانٍ في العالم، إلّا ثلاثة أماكنٍ، وهي: مكة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس، حيث يحاول دخولها فتمنعه الملائكة، فيخرج إليه منافقوا المدينة، ويتبعونه، ويكون اتباعه يومئذ ٍمن اليهود، إذ يتبعه سبعون ألفاً من يهود أصفهان، والمنافقون، والنساء، ويكون للمسيح الدجال فتنٌ عظيمةٌ، وقدراتٌ هائلةٌ يخدع بها ضعاف الإيمان، فيصول في الأرض ويجول، حتى يلقى المسيح عيسى بن مريم عند باب اللد، فيذوب الدجّال كما يذوب الملح في الماء.[5]
نزول عيسى عليه السلام
بعد أن يفسد المسيح الدجال في الأرض، ينزل المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- في المنارة البيضاء، شرقي دمشق، فيهرب منه الدجّال، ويتبعه عيسى عليه السلام، فيدركه بباب اللد، فيقتله هناك.[9]
يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج قبيلتان هائلتا العدد، من بني آدم عليه السلام، أفسدوا في الأرض في عهد ذي القرنين، فبنى عليهم سداً؛ ليقي الناس من شرورهم، وفي آخر الزمان سينفتح عنهم السد، مصداقاً لقول الله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ*وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ)،[10] وبعد أن ينفتح السدّ يخرجون منه مسرعين، فربما يهبهم الله -تعالى- سرعةً فائقةً، أو يسخّر لهم ما يقرّب البعيد لهم، فيفسدون في الأرض، ويغلبون الناس جميعاً، ولا يستطيع أحداً الوقوف في وجههم، وبينما هم في قوتهم وسيطرتهم، يرسل الله -تعالى- عليهم النغف، وهو مرض يصيبهم في رقابهم، فلا يُبقي منهم أحداً على قيد الحياة، فتمتلىء الأرض من جثثهم.[9]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي ذر وأبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5006 ، صحيح.
- ↑ سورة محمد، آية: 18.
- ↑ "الإيمان باليوم الآخر (وقت الساعة - أشراط الساعة) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2941، صحيح.
- ^ أ ب ت ث عمر عبد الكافى شحاتة، سلسلة الدار الآخرة ، صفحة 3-7 جزء 8. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية: 82.
- ↑ سورة الدخان، آية: 10.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان، الصفحة أو الرقم: 2937، صحيح.
- ^ أ ب "علامات الساعة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-10-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 96،97.