-

ما مفهوم الزكاة

ما مفهوم الزكاة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الزّكاة لغةً

يحمل هذا الّلفظ معانٍ لغويّة متعدّدة؛ فهو من زكا يزكو زكاء وزكا الزرع أي نما. والزّكاة من الفعل زكّى يُزكّي تزكيةً أي أخرج زكاة ماله. وقد استُعْمِل هذا الّلفظ في القرآن بمعانٍ كثيرة؛ فقد قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ)[1] فمن قرأ: ما زَكَا منكم أي ما صَلُحَ منكم، ومن قرأ ما زكَّى منكم: أي ما أَصْلَحَ، والله يُزكّي من يشاء: أي يُصلح الله من يشاء. وفي قوله تعالى: (والّذين هم للزكاة فاعلون)[2] أي يعملون العمل الصّالح. وأصله هذا الّلفظ في الّلغة: الطّهارة والبركة والمدح، فالزّكاة طُهْرَةٌ للأموال وزكاة الفطر طُهْرَةٌ للأبدان. ويُقالُ إذا زكّى المرء نفسه أي مدحها وأثنى عليها.[3]

مفهوم الزّكاة شرعًا

عرّفها الفقهاء في الاصطلاح الشّرعي بأقوال كثيرة، فهي حصّة من المال أَوْجبَ الشّرع إخراجها للفقراء ولكن بشروط مخصوصة. وقال بعضهم إنّها: نصيب في مالٍ معيّن قدّره الشّرع يُعْطى لطائفة مخصوصة، وقيل: جزء من مال معيّن شرعًا يجب تمليكه من يستحقه من مسلم شرط أن تُقْطع المنفعة عن ذلك المال من كل وجه لله تعالى. وأعطى بعضهم الزّكاة تعريفًا جامع أنّها: التّعبد لله تعالى بإخراج حقّ واجب مخصوص شرعًا، من مال مخصوص، في وقت مخصوص، لطائفة مخصوصة، بشروط مخصوصة.[4]

منزلة الزّكاة في الإسلام

تعتبر الزّكاة من الأركان القويمة المتينة الّتي بنى الله عزّ وجلّ الإسلام عليها فمَنْ أهملها ولم يُؤدّها اِنْتَفَى عنه الإيمان بإجماع العلماء. ما فرضها العزيز الجليل على أبناء أمّة الإسلام ليُثْقِل كاهلهم بدفع الأموال وإنّما لتكون مَطْهَرَةً لفقرائهم من أمراض القلوب، فلا يحسدون الأغنياء على ما آتاهم الله من مال ونعمة، ومَطْهَرَةً لأغنيائهم من البخل وحمايةً لهم من الشّرك فلا يتّخذونها معبودًا من دون الله، ومطهرة لأموالهم من الحرام. وما ذاك كلّه إلّا لما فيه مصلحة المجتمع وأبناء الأمّة كافّة. وليدّخروا هذا العمل لآخرتهم فيَلْقَون الله وقد ضاعفه لهم أضعافًا مضاعفة جزاء لطاعتهم له والتزامهم أمره.[5]

مصارف الزّكاة

يُقْصد بمصارف الزّكاة كما عبّر عنها العلماء، هم أهلها المستحقّون لها الواجب دفع الزّكاة إليهم. وقد حدّد تلك المصارف الشّرع الحنيف في القرآن الكريم بنصّ صريح لا يجوز أن تُدفع الزّكاة لغيرهم وقد حصرهم بثمانية أصناف:[6]

  • الفقراء: الّذين لا يملكون ما يحتاجون إليه، أو ممن لا يستطيعون أن يجمعوا بين العمل لكسب العيش وبين طلب العلم الشّرعيّ، أو يملكون أقلّ من نصف كفايتهم.
  • المساكين: من يملكون نصف كفايتهم أو أكثر ولكن لا يكفي ذلك للإنفاق على أنفسهم وعلى من يُعيْلون.
  • العاملون عليها: الّذين يجمعون الزّكاة ويقسّمونها، أي المشتغلون بها، بشرط أن يكونوا مسلمين مُكَلَّفِين قادرين عالمين بفرائضها.
  • المُؤلَّفَةِ قلوبهم: هو السّيّد في قومه؛ قد يكون كافرًا مُعاديًا للإسلام فيُعطى من الزّكاة اتّقاء شرّه، أو يكون ممّن يُرجى بإعطائه الزّكاة أن يُسلِم كصفوان بن أميّة الّذي قال عندما أعطاه الرّسول مئة من الغنم ثمّ مئة يوم فتح مكّة: (والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ). وقد يكون من المسلمين وسيّدًا في قومه فيُعطى من الزّكاة رجاءَ أن يقوى إيمانه وطمعًا في أن يقتدي به نُظَرَاؤُه من سادات قومهم.
  • في الرّقاب: العبيد الّذين يحتاجون إلى المال لفك رقبتهم، حيث كاتَبُوا سادتهم على ثمنٍ مؤجّل يؤدّونه ثمنًا لإعتاقهم من العبوديّة.
  • الغارمون: المَديْنون الّذين يعجزون عن سداد دينهم.
  • في سبيل الله: المتَطوّعون للغزوِ في سبيل الله ولا راتب لهم يكفيهم ويُغنيهم عن الزّكاة.
  • ابن السّبيل: هو الّذي انقطعت به السّبل في بلد غير بلده ولا يملك ما يعود به إلى بلده حتّى وإن كان غنيًّا في أهله.

المراجع

  1. ↑ سورة النّور، آية: 21.
  2. ↑ سورة المؤمنون، آية: 4.
  3. ↑ ابن منظور، لسان العرب، صفحة 2425. بتصرّف.
  4. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010م)، الزّكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسّنّة (الطبعة الثّالثة)، القصب: مركز الدّعوة والإرشاد ، صفحة 8-7. بتصرّف.
  5. ↑ الشّيخ منير عرفة (13-10-2006)، "الزّكاة في الإسلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2017. بتصرّف.
  6. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مصارف الزّكاة في الإسلام ، الرّياض: مطبعة سفير، صفحة 45-4. بتصرّف.