نبذة مختصرة عن خالد بن الوليد
التعريف بخالد بن الوليد
هو أبو سليمان، خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي المكي، توفّي -رضي الله عنه- في رمضان سنة واحد وعشرين للهجرة، له من الأولاد أربعة ذكورٍ وهم: سليمان، والوليد، ومهاجر، وعبد الرحمن، أسلم السنة السابعة للهجرة، ولقّب بسيف الله المسلول.[1]
خالد بن الوليد قبل الإسلام
لم يشارك خالد بن الوليد في غزوة بدر؛ لأنّه كان مسافراً إلى بلاد الشام وقتها، ولكنه شارك في غزوة أحد مع قريش في قتالهم ضد المسلمين، وكان له دورٌ رئيسيٌّ في تحويل أحداث الغزوة لصالح المشركين في نهاية المعركة، حيث إنّه قام بقتل من بقي من الرماة على جبل أحد، وحاصر المسلمين من الخلف، وقام بالهجوم عليهم، ممّا أدى إلى زعزعة صفوف المسلمين وقتل عدد كبير منهم، أمّا في غزوة الأحزاب فقد كان قائداً لكتيبة الفرسان من المشركين، وحاولوا اجتياز الخندق الذي حفره المسلمون لحماية المدينة، ولمّا فشلوا بذلك قام خالد بن الوليد مع عمرو بن العاص بحماية مؤخّرتهم، وأمّا في غزوة الحديبية فقد كان خالد بن الوليد على رأس خيالة قريش الذين حاولوا عرقلة وصول المسلمين إلى مكة المكرمة.[2]
إسلام خالد بن الوليد
كان خالد بن الوليد رجلاً ذكياََ، فقد فكّر بالإسلام بمنظورٍ عقليّ، وبعد التفكير قال خالد مخاطباً نفسه: "والله لقد استقام المَنْسِم، وإن الرجل لرسول، فحتى متى؟ اذهب والله فأسلم"، فتوجّه إلى المدينة المنورة حيث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليعلن إسلامه، وكان يتمنّى لو يرافقه أحد، وفي طريقه لقي عثمان بن طلحة وعمرو بن العاص، فذكر لهما ما يريد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسرعا بإجابته، وعند وصولهم عند النبي -عليه الصلاة السلام- أعلن خالد بن الوليد إسلامه بالنبوّة والرسالة، وكانت قريش تسلّم على النبي باسمه، فردّ عليه الرسول -عليه السلام- بوجهٍ طلقٍ بشوش، ونطق خالد بن الوليد الشهادتين، وبايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثمّ تقدم كل من عثمان بن طلحة وعمرو بن العاص وأسلما وبايعا النبي عليه السلام.[3]
لقب خالد بن الوليد
لقّب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بسيف الله المسلول، حيث إنّه بعد إسلامه سار مجاهداً في سبيل الله، وشارك في غزوة مؤتة، وبعد استشهاد من أمّرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الجيش وهم: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، بقي الجيش بلا أمير، فأسرع خالد بن الوليد بأخذ الراية وتأمّر على الجيش، فكان النصر حليفه، وسمّاه الرسول -عليه الصلاة والسلام- بسيف الله المسلول، وقد مدحه النبي -عليه السلام- بأكثر من حديثٍ، ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا يا أبا هريرة فأقول فلانٌ فيقول نعم عبد الله هذا فيقول من هذا فأقولُ فلانٌ فيقول بئس عبد الله هذا حتى مرَّ خالدُ بن الوليد فقال: من هذا قلت هذا خالد بن الوليد قال نعم عبدُ الله خالدُ بنُ الوليد سيفٌ من سيوف الله).[4][5]
مناقب خالد بن الوليد
إنّ خالد بن الوليد فارسٌ من فرسان المسلمين الشجعان، وسيف الله المسلول سلّه الله -تعالى- على المشركين، صاحب الفتوحات والانتصارات العظيمة، وصاحب المواقف المشرقة في التاريخ الإسلامي، ومن أبرز صفاته الشجاعة، والقوة، والبأس على أعداء الإسلام، حتى كُسر في يده تسعة سيوفٍ في غزوة مؤتة، وكان خالد بن الوليد يحب الجهاد في سبيل الله -تعالى- حباًَ عظيماً، حتى ينصر دين الله -تعالى- ويكسر شوكة الكفار، فشغله الجهاد عن كل مشاغل الدنيا، وهذا الانشغال أنار التاريخ الإسلامي كله،[6] وشهد خالد بن الوليد فتح مكة، وغزوة حُنين، وحارب أهل الردة، ومسيلمة الكذاب، وشهد حروب بلاد الشام، وحاصر مدينة دمشق، وتمّ الفتح على يديه مع أبي عبيدة، وذهب إلى العراق غازياً ورجع منتصراً، وقد تأمّر خالد بن الوليد في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- واحتبس أدراعه ولأْمته في سبيل الله تعالى، وفي زمن أبي بكر الصديق أمّره على سائر أمراء الأجناد.[7]
وفاة خالد بن الوليد
كان خالد بن الوليد يقاتل أشدّ القتال في ميادين المعارك، فلما حضرته الوفاة قال: "وإن ببدني بضعاً وثمانين ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير-وهذا من تواضعه رضي الله عنه- قال: فلا نامت أعين الجبناء -يدعو على الجبناء-"، فقد كانت أمنية هذا الفارس الشجاع هو الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى،[8] وفي الثامن عشر من رمضان في سنة 21 للهجرة توفّي سيف الله المسلول، وحزن عليه المسلمون وعمر بن الخطاب حزناً شديداً، حتى قال عمر بن الخطاب للرجل الذي طلب منه أن ينهى نساء قريش عن البكاء على وفاة خالد بن الوليد بقوله: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله".[9]
واجبنا تجاه الصحابة الكرام
إنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- هم من رافقوا نبيّنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، ومن هؤلاء الصحابة خالد بن الوليد، قال الله تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)،[10] ولا بدّ أن يكون هناك واجبٌ تجاه هؤلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وسنذكر منها ما يأتي:[11]
- ذكر فضلهم ومناقبهم والاعتراف بها، وعدم بغض أحد منهم.
- محبّتهم والثناء عليهم؛ لما قدّموه من التضحيات في سبيل إيصال رسالة الإسلام للعالم أجمع.
- حسن الاقتداء بهم فيما وصلنا عنهم من علمٍ وعملٍ.
- الترحّم عليهم والاستغفار لهم.
- عدم نسبة ما أشاعوه المبغضون من مساوئ عن الصحابة، فإن جملتها كذب وافتراء للحقد الدفين في قلوب بعض الفِرق.
المراجع
- ↑ "خالد بن الوليد...سيف من سيوف الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ تامر بدر (7-3-2014)، "خالد بن الوليد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "رياض الصالحين"، www.nabulsi.com، 1999-5-20، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3846، صحيح.
- ↑ مصطفى عبدالباقي (14-7-2013)، "خالد بن الوليد رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "كم كان يحفظ خالد بن الوليد رضي الله عنه من القرآن الكريم ؟"، www.islamqa.info، 1-2-2010، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "خالد بن الوليد هو الصحابي الملقب بسيف الله المسلول"، www.islamweb.net، 2008-8-4، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "آثار العبادات على الأجساد"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "وفاة خالد بن الوليد"، www.islamstory.com، 2008-8-20، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب ، آية: 23.
- ↑ عبدالله القصير (17-1-2016)، "حقوق الصحابة على الأمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرّف.