رسالة تقدير واحترام
الإنسان مدني بطبعه، لا يستطيع أن يعيش لوحده، ولا يمكنه الاعتماد على نفسه في كل أموره، بل لا بد له من أن يستند إلى أشخاص آخرين، لا يمكن العيش بدونهم، فالإنسان منذ ولادته يعتمد في كل شيء على أمه؛ لتلبي كل احتياجاته ومصالحه، ثم ما يلبث أن يكبر فيحتاج إلى أبيه؛ ليعلمه تجارب الحياة، وبعد ذلك يواجه عالما جديدا خارج البيت ليكوّن لنفسه أصدقاء يؤازروه في وقت شدته، ويكونوا بجانبه في ضيقه، فكما يقال <الصديق وقت الضيق>...
و إذا أراد الإنسان أن يتعلم فلن يتمكن أن يتعلم بنفسه، بل يستند إلى أستاذه ليعطيه كل ما لديه من علوم ومعارف، وإذا مرض لن يعالج نفسه بنفسه، بل يذهب للطبيب المختص الذي يعطيه الدواء المناسب ليشفيه...
وحينما تفتح له الدنيا آفاقها، ويكون لنفسه بيتاً جديداً وأسرةً جديدةً، يبحث عن شريك حياته الذي سيكمل طريقه حتى الممات، <فيد واحدة لا تصفق أبداً>...
كل هؤلاء وجب علينا أن نبعث إليهم أرق تحية، وأجمل تقدير، لكل ما كان منهم وما يكون، فهم ترياق الحياة، وهم البلسم الشافي، وهم مصدر السعادة، وهم كل شيء... نعم كل شيء.
أمي الحبيبة: تحية أبعثها إليك يا هبة الرحمن، يا من جهدت وضحيت لأجلي، تحملت الآلام حتى أشفى، وكتمت الآلام حتى أسعد، ورقت عظامك حتى أقوى، فكل التحية والتقدير لك يا أغلى من في الوجود، يا منبع العطاء والجود.
أبي الحنون: كل الاحترام والتقدير لأجلك يا نبع العطاء، يا مكافحاً لأجلنا، و يا مناضلاً لإسعادنا، كابدت مشاق الحياة كي تخدمنا، وذقت ألوان الشقاء كي تربينا، فزرعت البذور، وها أنت تجني الثمار، جيلاً طيباً فيه الخير والعطاء بإذن الله، فكل الفخر لي أنك أبي.
أصدقائي الرائعون: رسالة شكر وعرفان أطيرها لكم لوقوفكم بجانبي دوماً، فلو غبتم عن ناظري يوماً فأنتم في القلب، أذكر أيام الشدائد حينما لم تفارقوني لحظة، بل كنتم خير عون، وسند، وناصح، ما أجمل تلك الأيام بكل ما فيها، فلقد كنتم كالسكر الذي يذهب مرارة العيش، ويسلي النفس، ويشد من أزرها، سعادتي كبيرة بكم، ولن أتخلى عنكم ما حييت..
أستاذتي الكرام: كل التبجيل والتوقير لكم، يا من صنعتم لي المجد، بفضلكم فهمت معنى الحياة، اسقيت منكم العلوم والمعارف والتجارب لأقف في هذه الدنيا كالأسد في عرينه؛ عزيزا كريما، لا ينخدع بالمظاهر والقشور، بل يبحث دوما عن الجوهر، بفضلكم وجدت لي مكانة في هذه الحياة، فأنتم لم تعلموني حرفاً واحدأ، بل علمتموني كل شيء، فلن أكون لكم، إلا عبداً وطوعاً.
طبيبي القدير: تعجز الكلمات عن الشكر والتقدير لأجلك، فلقد عدت إلى الحياة بفضل جهودك، وهمتك وأخلاصك، منحتني الهمة والنشاط، بعد القصور والمرض، فلك مني كل الحب والتقدير.
شريك حياتي: أعطر التحايا، وأطيب المنى، وكل الاحترام لك أنت، أنت الغالي، نصفي الآخر، ولكن في جسد آخر، جعلتني أرى الدنيا بألوان الخير والفرح، ومنحتني الثقة والإرادة، تعلمت منك الكثير، وأكثر ما يخجلني منك؛ أنني حينما أخطئ بحقك؛ تأتي وتعتذر لي وأنا من أخطأ، فوا خجلي منك، وسامحني لتقصيري بحقك، فأنت أجمل هدية من رب البرية..
أحبكم جميعاً يا أنتم..