-

فقرة عن استقبال المسلمين لشهر رمضان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شهر رمضان

فضّل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الكريم من بين أشهر السّنة بخصائصَ وميّزاتٍ عدّة، فهو الشّهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وهو الشّهر الذي فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر وهي ليلة القدر، كما أنّه شهرٌ أوّله مغفرة وأوسطه رحمه، وآخره عتقٌ من النّيران، تُضاعف فيه الأجور، وتُصفّد فيه الشّياطين، وتغلق فيه أبواب النّار، وتفتّح فيه أبواب الجنّة. قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].

استقبال السّلف الصّالح لهذا الشّهر الفضيل

كان السّلف الصّالح رضوان الله عليهم ينتظرون شهر رمضان المبارك بفارغ الصّبر؛ لأنّه موسمٌ للعبادة والطّاعة التي تضاعف فيها الأجور، فقد كانوا يسألون الله تعالى ستّة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ثمّ بعد أن يدركوه وينقضي يسألون الله ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبّل منهم رمضان، كَما كانوا يستقبلونه بالجدّ وفي العشر الأواخر منه يشمرون السّواعد، وينصبون الأقدام للعبادة والقيام، وما كانوا يعرفون رضوان الله عليهم مظاهر الإسراف والبذخ في الإنفاق على الطّعام والشراب كما يحصل في وقتنا الحاضر .

استقبال المسلمين لشهر رمضان في عصرنا الحاضر

لا شكّ أنّ له مظاهر تختلف من بلدٍ إلى آخر، ومن أبرز هذه المظاهر نذكر:

  • تعليق الفوانيس في البيوت والحارات: من أبرز ما يُميّز هذا الشّهر الفضيل أنّك ترى المسلمين في وقتنا الحاضر وقبل دخوله بأيّام قليلة يلجؤون للاحتفاء به بوضع الإضاءة الجميلة والفوانيس التي تُعبّر عن فرحتهم بقدومه.
  • تنظيف المساجد وتطييبها: فكثيرٌ من الدّول الإسلاميّة وحينما يقترب حلول الشّهر الفضيل تُعيد مساجدها وتُزيّنها ووضع الطّيب فيها من أجل الاستعداد لأداءِ صَلاة التّراويح فيها، كما تقوم اللّجان القائمة على أمور المساجد في بعض الدّول الإسلاميّة بإعداد برامج تفطير الصّائمين وشراء التّمر والماء.
  • انتداب أناسٍ معيّنين للقيام بمهمّة "المسحراتي": فظاهرة "المسحراتي" من الظّواهر الجميلة التي تُميّز الشّهر الفضيل، فترى بعض النّاس يتطوّعون للقيام بهذه المهمّة دون مقابل واحتساب الأجر من الله، وآخرون يعملون بها مقابل عوضٍ مادي، وفي كلّ الأحوال تعبّر هذه الظّاهرة عن بهجة النّاس واحتفائهم بهذا الشّهر الفضيل ورغبتهم في إحياء ليله بالطّاعات.
  • شراء الطّعام والشّراب وإعداد الوصفات للشّهر الفضيل: فكثيرٌ من الدّول العربيّة تشتهر في هذا الشّهر بإعداد أنواعٍ مُعيّنة من الطّعام والحلوى مثل القطايف، وعلى الرّغم من أنّ هذه العادة تتجاوز أحيانًا حدّ الاعتدال بالإنفاقِ إلى الإسراف إلّا أنّها تبقى عاداتٌ جميلة تجمع الأقارب وتُحقّق معنى صلة الأرحام.