دعاء لتيسير الزواج طب 21 الشاملة

دعاء لتيسير الزواج طب 21 الشاملة

دعاء لتيسير الزّواج

حكم دعاء تعجيل الزّواج

يتعيّن على الإنسان السّعي في تحصيل العفّة بالزّواج، والاستعانة بالأسباب المشروعة، والتّقوى، والعمل الصّالح، وعلى تحصيل نفقات الزّواج، قال تعالى:" وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "، النّور/32.

وإنّ الدّعاء من أجلّ العبادات، وأعظم القربات إلى الله تعالى، حيث يعترف العبد فيه بفقره، وحاجته لله تعالى، ولهذا صحّ عنه - صلّى الله عليه وسلّم - من حديث النّعمان بن بشير رضي الله أنّه قال:" الدّعاء هو العبادة "، رواه أبو داود وابن ماجه. ولا يوجد أدعية مأثورة تخصّ من أراد الزّواج، ولا دليل على تكرار بعض السّور والآيات طلباً للزّواج، ولا ينبغي للمسلم التزام تكرار قراءة سورة معيّنة، أو أذكار معّينة في وقت مخصوص، مع اعتقاد وجود خصوصيّة شرعيّة لذلك الفعل بدون دليل شرعيّ يدلّ على ذلك، لأنّ هذا يدخل في ضابط البدعة الإضافية، بل عليه أن يلحّ بالدّعاء على الله عزّ وجلّ كما يستطيع، قال تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، غافر/60.

وبالتالي لا يوجد حرج في الدّعاء بهذه الأدعية في بعض الأحيان، ولكن يتعيّن التّنبه إلى أنّ الالتزام بها، وترتيب حصول الزّواج عليها لمن دعا به، كلّ ذلك مخالف للسّنة، بل أنّ للدّاعي أن يدعو به وبغيره، ولا يقتصر حصول المطلوب على الدّعاء به، والالتزام بالمأثور من الدّعاء، والحضّ عليه، والاستغناء به عن غيره هو الأولى. ومنها الدّعاء الذي علّمه النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- لمن سأله:" كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهمّ اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، فإنّ هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك "، رواه مسلم.

فضل الزّواج

يعدّ الزّواج من السّنن التي رَغَّبَ فيها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم. قال الله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "، الرّوم/21 الرّوم/21. وقال الله تعالى:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً "، الرّعد/38. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنّا مع النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- شباباً، لا نجد شيئاً فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "، متّفق عليه.

وإنّ النّكاح من مقاصد الدّين، وأهدافه العظيمة، لما فيه من إحصان للفرج، وتكثير للنّسل، وبناء للأسرة، والتي هي اللبنة الأولى في المجتمع، ولذا ورد الأمر بالنّكاح والزّواج في كثير من الأحاديث، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم:" تزوَّجوا الولودَ الوَدودَ، فإنِّي مكاثرٌ بكمُ الأنبياءَ يومَ القيامةِ "، رواه أحمد، وابن حبّان، وحسّنه الهيثمي.

اختيار الشّريك

إنّ الزّواج حقّ طبيعي لكلّ إنسانٍ، وسنّة من سنن الله تعالى في هذا الكون، قال تعالى:" سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ "، يـس/36. ومن تكريم الله تعالى للإنسان أن شرع له النّظام المناسب فيما يتعلّق باتّصال الرّجل بالمرأة، فجعله اتصالاً مبنيّاً على قبولهما ورضاهما، وجعل لكلّ منها الحرّية في اختيار صاحبه، وشريك حياته.

فإذا اتّفق شخصان راشدان على الزّواج، فالمطلوب من الأهل والأقارب، بل ومن المجتمع، أن يساعدهما، لأنّ الشّرع يحثّ على الزّواج، لما يترتّب عليه من درءٍ للمفاسد، وجلبٍ للمصالح. فقد روى التّرمذي عن أبي حاتم المزني، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنحكوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، ثلاث مرّات ".