لكل بحثٍ أدبي أو علمي عناصر، ولهذه العناصر شروط وقواعد لكتابتها، ومن هذه العناصر المقدمة، فالمقدمة إن طالت أو قصرت لها قواعد وشروط اتفق عليها علماء اللغة، مع الأخذ بما جاءت به الأعراب وما سارت عليه الأمم في المجتمعات السابقة.
تعرّف المقدمة على أنّها أهم عناصر البحث العلمي، وذلك لأنها الواجهة الجاذبة للموضوع، والجسر الذي يؤدي إلى معرفة ما في البحث من معلومات، بالإضافة إلى أنّه العنصر الذي يشجع القارئ على قراءة البحث أو الاستغناء عنه، فالأسلوب المنمّق، والألفاظ اللطيفة، والمصطلحات الهادفة، تعطي المقدمة قيمة فنية وجماليّة، وكل ذلك يكون باختصار وإيجاز، مع مراعاة الاستطراد في عرض الأفكار، والمحافظة على التسلسل والوحدة الموضوعيّة في عرض المقدمة.
تأتي المقدمة بعد فهرس المحتويات مباشرة وقبل متن البحث، أو ما يعرف بجسم البحث، أو الموضوع الرئيس، وتأخذ الترقيم الهجائي، وتتفرد بعنوان خاص وعريض هو "المقدمة"، مع مراعاة احتواء المقدمة على فقرات متتابعة، وموجزة، لا مغالاة فيها، ومتناسبة مع ما هو آتٍ بعدها في متن البحث.
لكل مقدمة عناصر وأساسيات تشكّل جسم المقدمة، وانتقاص أحدها يؤدي إلى وجود خللٍ في هذه المقدمة، ومن الممكن أن يرفض البحث كاملاً من جمهور العلماء والقراء، إثر الخلل في المقدمة، ومن هذه العناصر:
أي مقدمة لأي بحثٍ لها عناصر وأجزاء لا يمكن الاستغناء عنها، وطول أو قصر المقدمة يعتمد على قدرة الباحث اللغوية في استخدام أقل الكلمات للدلالة على أكبر قدرٍ من المعلومات.