البرُّ هو الخير والفضل، ويقال برِرْت والدي: أي أحسنت الطاعة إليه، ورفقت به، وتوقّيت ما يكرهه، وتحرّيت ما يحبه، كما ينسب لابن الأثير قوله: إن البرّ هو الإحسان، وهو في حق الوالدين والأقربين، والبرُّ اسمٌ جامع للخير، وهو التوسع في فعل الخير، ومنها التوسع في الإحسان إلى الوالدين، والصلة وإسداء المعروف، والمعروف ينقسم إلى قولٍ وفعل، فالقول هو التودد، وحسن البِشر، وطيب الكلام، ورقّة الطبع، وأما العمل فهو معونتهما، وبذل الجهد لهما، وإيثار الإصلاح لهما، ومساعدتهما، أما حكم برّهما، فقد أوصى عليه الصلاة والسلام بذلك، واتفق أهل العلم أنّ بر الوالدين هو فرض على الأبناء، كما اتفقوا على أن عقوقهما من الكبائر،[1] قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).[2]
نذكر أهمية برّ الوالدين كما يأتي:[3]
يبّر المسلم والديه في حياتهما وبعد مماتهما، ففي حياتهما بالإحسان إليهما، والإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، وخفض الجناح لهما، والدفاع عنها، وخفض الصوت أثناء الحديث معهما، وجلب الخير لهما، وبعد مماتهما يكون برّهما بالاستغفار لهما، وإكرام أصدقائهم والإحسان إليهم قولًا وفعلًا، وصلة الرحم التي لا توصل إلّا بهما، كزيارة العمّات والخالات، والإحسان إليهم.[6] ومن برّهما أيضاً التواضع لهما، وتلبية أوامرهما، والترقق في الحديث معهما، والرفق بهما في مرحلة الشيخوخة، والصبر على كثرة طلباتهما، وعدم إظهار الضيق من ذلك.[7]