-

موضوع عن طه حسين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

طه حسين

عَرفَ العالَم طه حسين من خلال أعماله الأدبيّة المُميَّزة؛ وقد اشتهر في العالَم العربيّ بالروايات، والقصص، والنقد، والمقالات الاجتماعيّة، والسياسيّة، واشتُهرَ خارج العالم العربيّ بكتابته لرواية (الأيّام)، والتي تُعَدّ تُحفةً في مجال السيرة الذاتيّة. وُلِدَ طه حسين سنة 1889م، في مدينة مغاغة المصريّة التابعة لمحافظة المنيا، وفي تلكَ الفترة كانت مصر في حالةٍ سيّئةٍ؛ بسبب وقوعها تحت الاحتلال البريطانيّ منذ عام 1882م، إضافة إلى أنّ والده كان مُوظَّفاً حكوميّاً يُعتبَرُ وضعُه المادّي محدوداً جدّاً؛ ولهذا فهو لم يستطع أن يرسل ابنه إلى مدرسةٍ مُميَّزة، فحرص على تسجيله في مدرسة القرية؛ لتعلُّم القرآن، ومن الجدير بالذكر أنّ طه حسين تعرَّض لمرضٍ تسبَّب في فقدانه لبصره وهو في الثانية من عمره، وبالرغم من ذلك فقد كانَ يختلطُ مع خرّيجي الأزهر، ويستمع للقصص التي تحكي حياة شخصيّاتٍ عربيّة شهيرة، ورغمَ المصاعبِ في حياته، إلّا أنّه كانَ يحلمُ بالدراسة في أزهر القاهرة.[1][2]

إنجازات طه حسين

تحدّى طه حسين ظروفه الصعبة، وسعى إلى تحقيق أحلامه وطموحاته، فمرّ أثناء رحلته لتكوين شخصيته الأدبيّة بالعديد من المراحل، وفيما يلي تلخيص لأهمّ مراحل حياة طه حسين:[2]

  • حياته الدراسيّة: انتقلَ طه حسين إلى القاهرة سنة 1902م، والتحقَ بالأزهر، وبقيَ يتلقَّى العلم فيه حتى سنة 1912م، إذ انتقلَ طه حسين للجامعة الأهليّة التي أُنشِئت سنة 1908م؛ بفضل الثورة الوطنيّة التي قادها مصطفى كمال ضِدّ الاحتلال البريطانيّ، وقد كانت هذه الجامعة تستخدم طُرُقاً تدريسيّة، وأفكاراً جديدةً لم يحظَ بها طه حسين في الأزهر، فدرسَ تاريخ وحضارة مصر القديمة، وتلقّى أفكاراً جديدةً في الفلسفة الإسلاميّة، والتحقَ بدوراتٍ تتعلَّق بالحضارة الإسلاميّة، والحضارة المصريّة القديمة، واللغات الساميّة، والفرنسيّة، والأدب العربيّ، والفلسفة الإسلاميّة، والشرقيّة، ثمّ قدَّمَ طه حسين أطروحته عن علاء الدين المعريّ، وحصلَ على شهادته في الدكتوراه سنة 1914م، من الجامعة الأهليّة، علماً بأنّ الجامعة الأهليّة كانت قد قدَّمت لطه حسين منحةً للدراسة في جامعة السوربون الفرنسيّة، فحصلَ على شهادة الدكتوراه فيها سنة 1918م، وشهادة دبلوم الدراسات العُليا في تاريخ القانون المدنيّ، كما درسَ طه حسين في فرنسا الأدب الفرنسيّ، والتاريخ الحديث، والكلاسيكيّ، إضافة إلى أنّه تعلَّم اليونانيّة، واللاتينيّة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.
  • حياته المهنيّة: عُيِّنَ طه حسين أستاذاً للأدب العربيّ في الجامعة الأهليّة، ثمّ عميداً لكلّية الفنونِ فيها، وتقلَّد منصباً في وزارة التعليم كمُستَشار في الفنون، وفي الوقتِ ذاته كانَ رئيساً لجامعة الإسكندريّة، واستمرَّ يعملُ في كلتا الوظيفتَينِ حتى عام 1944م، كما كانَ مُراقبًا في المجال الثقافيّ لوزارة التربية والتعليم في الفترة المُمتَدّة من عام 1939م، وحتى عام 1942م، وفي عام 1950م، تولّى طه حسين وزارة التربية والتعليم، واستمرَّ في منصبه لمدّة عامين، ثمّ عادَ إلى حياته الأكاديميّة، فعملَ كأستاذ جامعيّ للأدب العربيّ في كلّية الآداب في جامعة القاهرة.
  • حياته الأدبيّة: كانت كتابات طه حسين ذات طابع أدبيّ عربيّ، فقد كتبَ العديد من المقالات، وخاصّةً عن التعليم، وألقى العديد من المُحاضرات منذ عام 1938م، إضافة إلى كتابته العديد من الكُتُب كانَ أوّلها كتاب (مستقبل الثقافة في مصر)، كما أنّه ترجمَ كتاباً فرنسيّاً في علم النفس للكاتب غوستاف لوبون بعنوان (التعليم) سنة 1921م.

أهمّ مُؤلَّفات طه حسين

خلَّفَ طه حسين خلفه مكتبةً أدبيّة وفكريّة كبيرة ومُتنوِّعة؛ فقد استمرَّ بالكتابة حتى وفاته عام 1973م، وبالإضافة إلى مُؤلَّفاته، فقد ترجم العديد من الكُتُب اليونانيّة القديمة، والكُتُب باللغة الفرنسيّة الكلاسيكيّة الحديثة، إلى اللغة العربيّة.[3] ومن أهمّ المُؤلَّفات التي اشتُهِرَ بها طه حسين:[4]

  • ذكرى أبي العلاء: هيَ رسالته للدكتوراه في جامعة القاهرة عام 1915م.
  • فى الشِّعر الجاهليّ: تسبَّب هذا الكتاب في ضجّةٍ كبيرةٍ بعد نَشْره عام 1926م، كما رُفِعت دعوى قضائيّة ضدّ طه حسين؛ ممّا أدّى إلى سَحْب نُسَخ الكتاب من السوق.
  • الأيّام: هي رواية مُكوَّنة من 3 مُجلَّدات، يروي فيها طه حسين سيرته الذاتيّة، وقد تُرجِمَت الرواية إلى العديد من لُغات العالَم.
  • المُعذَّبون فى الأرض: وهو أحد كُتُب طه حسين السياسيّة التي تسبَّبت في إحداث ضجّة وقلق للحكومة؛ ممّا دفعها إلى مصادرته، ومنع دخوله إلى القاهرة، علماً بأنّ طه حسين كان قد كتبه عام 1949م.
  • مستقبل الثقافة فى مصر: يتناول هذا الكتاب رؤية طه حسين في الإصلاح التربويّ في مصر.
  • من حديث الشِّعر والنثر: يُعَدّ هذا الكتاب في مضمونه مجموعة من المُحاضرات التي ألقاها طه حسين عن النثر العربي في القرنَين: الثاني، والثالث الهجريَّين، كما أنّه يضمُّ محاضرات عن الحياة الأوروبيّة في القرن الثالث، ويُقدِّم دراسات شاملة عن شِعر أبي تمّام، والبحتريّ، وابن الروميّ.
  • ألوان: نُشِر هذا الكتاب سنة 1935م، وهو يُعرَف باسم آخر هو (الحياة الأدبيّة فى جزيرة العرب)، حيث يتناول طه حسين في هذا الكتاب دراسة عميقة لألوان من الأدب عبرَ عصور، وأجيال مختلفة.

فكر طه حسين

يُعتبَر طه حسين إحدى الشخصيّات المُثيرةِ للجدلِ في أفكاره؛ إذ وضعَ طه حسين آراءهُ وأفكاره في العديد من الجوانب الثقافيّة، والفكريّة، والسياسيّة، والاجتماعيّة، وفيما يلي نبذة عن مجموعة من المواضيع الفكريّة التي ناقشَها طه حسين بفكره الخاصّ:[5]

  • الحضارة: يُفسِّر طه حسين تطوُّر الحضارة الأوروبيّة، وهيمنتها على الشعوب العربيّة، بكون العِلم مُتاحاً للشعوب الغربيّة، ومن هنا يرى ضرورة امتلاك العرب لأدوات الحضارة، وأهمّها التعلُّم بالوسائل والطُّرُق الحديثة، كما يُؤكّد على ضرورة التبادُل الحضاريّ بين الغرب، والشرق، وتجاوُز الخوف من فقدان الشخصيّة العربيّة؛ إذ يمكن أن يأخذ العرب منها ما يناسبُ ثقافتهم العربيّة، والدينيّة.
  • الفِكر الاجتماعيّ: يُعَدّ طه حسين في المرتبة الأولى مُفكِّراً اجتماعيّاً؛ فهو في الحرّية، يتناول ضرورة تحرير الشباب من الأوضاع الاجتماعيّة الصعبة؛ حتى يكونوا أكثر مقدرة على الإبداع، وهو في التعليمِ، يُؤكّد على أنّ الاستقلال، والحرّية، والاستقرار الاقتصاديّ، والديمقراطيّة عناصر لا يمكن أن تتمّ إلّا بالتعليم.
  • القوميّة العربيّة: هُوجِمَ طه حسين عندَما تحدّث عن القوميّة العربيّة بطريقةٍ فُسِّرت بأنّه عدوّ لها، إلّا أنّه وَضَّحَ موقفه في العديد من المقالات الصحفيّة، والحِوارات الإذاعيّة، مُؤكِّداً على أنّه يدعم الوحدة العربيّة.
  • الأدب: يُفسِّر طه حسين تراجُع الأدب في الوطن العربيّ بعدّة أسباب، منها: الظروف السياسيّة الصعبة التي تَفرِضُ رقابةً على النَّشْر، وغياب تشجيع الشباب على الكتابة؛ بسبب رَفْض دُور النَّشْر لكُتُبهم، وضَعف التعليم.
  • المرأة: يَرفعُ طه حسين في كتاباته من شَأن المرأة؛ فيصف زوجته بأنّها الملاك التي غيَّرت حياته من البؤس إلى النعيم، ومن اليأس إلى الأمل، ومن الفقر إلى الغنى، كما أنّه يحمل قناعةً بأنّ المرأة نصف المجتمع، ومن حقّها أن تتعلَّم، وأن تأخذَ كاملَ حقوقها كالرجل تماماً.
  • السياسة: ينظرُ طه حسين للأحزاب اليساريّة، واليمينيّة، بأنّها ظاهرة طبيعيّة في الوسط السياسيّ.

المراجع

  1. ↑ J.E. Luebering (27-7-2007), "Ṭāhā Ḥusayn"، www.britannica.com, Retrieved 30-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Abdel Fattah Galal (2000), Taha Hussein, Paris: UNESCO, Page 1-3. Edited.
  3. ↑ "Taha Husayn Facts", biography.yourdictionary.com, Retrieved 1-9-2018. Edited.
  4. ↑ نعيمة تشودري ، الدكتور طه حسين وآراؤه النقدية دراسة تحليلية ، الهند: جامعة بابا غلام شاه بادشاه، صفحة 4،5،6. بتصرّف.
  5. ↑ سامح كريم (2004)، طه حسين: فكر متجدد (الطبعة الأولى)، القاهرة : الدار المصريّة اللبنانيّة، صفحة 231-234, 239, 243, 251, 263, 271, 272, 276, 277. بتصرّف.