مما لا يخفى على أحد ما للأمّ من منزلة عظيمة وفضل على الإنسان في كل الديانات والحضارات، وقد اقترن ذكرُ حقّ الوالدين في القرآن الكريم وتوالت الأحاديث التي تذكر فضلهما على الإنسان، وبتخصيص الأمّ بمنزلة أعلى، حتى وإن لم تكن هي المربّية، فالجهد الذي بذلته في الحمل والولادة كافٍ لإعطائها هذه المنزلة العظيمة.
من أدركَ هذا وجب عليه أن يحرص على برّ والدته والإحسان إليها مهما كانت ديانتها، أو أخلاقها، ومهما بلغ منها من تقصير أو ضعف أو سوء.[1] ونذكر هنا بعض أهمّ الخطوط العريضة في التعامل مع الأمّ:
يشمل كلّ أنواع الإحسان، من قول وفعل وبدن ومال، وبالأخصّ حالَ الكبر، لأنّها أحوج ما تكون للعطف والبرّ والرفق في هذا السنّ،[2] ومن صور ذلك:[3]
تجب المبادرة إلى قضاء حاجيّاتها ومصالحها دون تأفف، طالما أنّ ذلك يقع في حدود المباح، أمّا إذا لم يكن الابن قادراً على تحقيق ذلك، فعليه أن يبلغ الوسع في الاعتذار لها مع تبيين السبب.[2]
مهما بلغ الإنسان من الإحسان، فلن يستطيع مجازاة والدته على حسن صنيعها له وفضلها عليه، لذلك عليه أن يُكثر بالدعاء لها في حياتها ومماتها،[2] إذ قال الله تعالى: (وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا).[5]