ابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف اللوائيّ الطنجيّ (أبو عبد الله)، ويشتهر بلقب (ابن بطوطة)، كانت ولادته في مدينة طنجة، وتحديداً في عام 1304م، ويرجع نسبه إلى قبيلة لواتة البربريّة، حيث تمتد هذه القبيلة على طول سواحل إفريقيا وحتّى مصر، ويعود نسبه إلى أسرة مرموقة، حيث تمكّن عدد من أبنائها تولي مناصب في مجال القضاء، ونبغ كثير منهم في العلوم الشرعيّة.[1] وكانت وفاته في بلاد المغرب في عام 1368/69م ويُقال إنَّها كانت عام 1377م.[2]
لعلَّ السبب وراء رحلة ابن بطوطة هو خروجه من أجل أداء فريضة الحج، وكذلك رغبته الشديدة في رؤية أخبار الناس في مُختلف الأمصار، وحنينه الشديدة إلى معرفة الأشياء من حوله، وحبه للتنقل والمغامرة، حتّى أُطلق عليه لقب أمير الرحالين المسلمين،[1] وفي أثنار رحلته طاف في بلاد المغرب، ومصر، والشام، والحجاز، وفارس، والعراق، واليمن، وتركستان، والبحرين، وبلاد ما وراء النهرين، كما طاف في أجزاء من الهند، والصين، وجاوة، ووسط أفريقيا، وبلاد التتار، ونُظمت أخبار رحلته في كتاب بعنوان (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، وتمَّ ترجمة الكتاب إلى اللغة البرتغاليّة، واللغة الفرنسيّة، واللغة الإنجليزيّة.[3]
درس ابن بطوطة العلوم الشرعيّة في مدينة طنجة، وكانت دراسته تعتمد على المذهب المالكيّ، ولكنَّه لم يُكمل دراسته بسبب رغبته في السفر والتجول في أنحاء العالم،[1] ولقد كشفت الروايات التاريخيّة عن جانب من شخصيته؛ إذ كان من المسلمين المتشددين، وجنح إلى الموازنة بين الشكليّة التشريعيّة وبين المسار الصوفيّ، واستطاع الجمع والموازنة بين هذين الجانبين، ومن الجدير ذكره أنَّ ابن بطوطة أعظم رحالة المسلمين في فترة العصور الوسطى، ولكنَّه لم يُقدم أي فلسفة عميقة، واكتفى بترك صورة عن ذاته وأوقاته.[2]